حالة من الصراع والانشقاق الحاد، بدأت تضرب جذور الدعوة السلفية، حيث دخلت الدعوة طوال الأيام الماضية فى خلاف قوى بين التيار السياسى تحت قيادة الدكتور رجل الدعوة السلفية القوى، ونائب رئيسها ياسر برهامى، والتيار الدعوى المحافظ، الذى لا يميل إلى العمل السياسى ومتعاطف مع الإخوان، تحت ريادة الشيخ سعيد عبد العظيم النائب الثانى للدعوة السلفية، والهارب إلى السعودية، الذى يتمتع بشعبية جارفة داخل صفوف الدعوة، ونظرا لحدة الصدام بينهما قام مجلس إدارة الدعوة بتأجيل انتخابات تجديده، التى كان من المقرر إجراؤها الأسبوع الماضى وتم تأجيلها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك. «التحرير» انفردت بكشف كواليس تأجيل الانتخابات، حيث فجرت مصادر بالدعوة السلفية مفاجأة من العيار الثقيل بأن برهامى بعد بسط سيطرته ونفوذه نظرا لانشغاله بالسياسة وتقربه من بعض الأجهزة الأمنية فى الدولة بعد 30 يونيو، أصر على التأجيل، وذلك لإعداد خطة للإطاحة رسميا بالشيخ سعيد عبد العظيم وأعوانه وكل من يتعاطف مع الإخوان من تشكيل مجلس إدارة الدعوة الجديد، حتى تستطيع الدعوة أن تخدم على حزب النور خلال ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتقديم كل سبل الدعم والتعاون له خلال المعركة الانتخابية لحصد أكبر قدر ممكن من المقاعد النيابية، مستغلا قيام عبد العظيم بالتوقيع على بيان «نداء الكنانة» المحرض ضد مصر خلال الساعات الماضية، غير أن هذا ليس هو الموقف الأول الذى يخالف فيه عبد العظيم الموقف الرسمى للدعوة السلفية، بل هناك مواقف كثيرة أبرزها مشاركته فى اعتصام «رابعة»، كما أن ادعاء الدعوة تجميد عضويته أمر عار من الصحة، فما زال عضوا بمجلس أمناء الدعوة حتى الآن وفق تأكيدات المصادر ل«التحرير». المصادر التى فضلت عدم ذكر أسمائها أضافت: «برهامى لم يكتف بالتخطيط للإطاحة بالشيخ سعيد فقط، بل يعتزم وبقوة عدم وصول أى شخص متعاطف مع الإخوان لمجلس الإدارة الجديد، بعد إعلان كثير منهم رغبته فى دخول الانتخابات لإغلاق الباب أمام برهامى فى دخول الدعوة بقوة لدعم خارطة الطريق»، منوهين بأن من أبرز الأسماء التى يخطط برهامى للإطاحة بهم هم الشيخ سعيد الروبى، والدكتور علاء بكر، والشيخ على غلاب، والشيخ سعيد السواح، وحسين العفانى وسعيد حماد، بعد إعلانهم دخول انتخابات مجلس الإدارة، إلى جانب آخرين يعتزم برهامى عرقلة وصولهم إلى مجلس الإدارة بحشد أكبر قدر من أصوات الدعوة لصالحه، وكل من يسير على نهجه بأخذ شهر رمضان وسيلة للتقرب من أبناء الدعوة وإثارة الكراهية ضد منافسيه. المصادر أضافت: «خطة برهامى للإطاحة بقيادات الدعوة المتعاطفة مع الإخوان خلال انتخابات مجلس الإدارة لم تكن بمعزل عن التنسيق مع حزب النور، حيث عقد برهامى لقاءات عدة مع كوادر النور، خصوصا يونس مخيون رئيس حزب النور وأشرف ثابت عضو المجلس الرئاسى، للإعداد لهذه المهمة، وذلك من باب التعاون مع الدعوة باعتبار أن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية». ومن جهته تحفظ الدكتور ياسر برهامى، فى تصريح ل«التحرير»، فى ذكر أسباب تأجيل انتخابات مجلس إدارة الدعوة السلفية، التى كان مقررا عقدها الأسبوع الماضى، قال: «ظروف معينة تمر بها الدعوة منعت الإعداد للانتخابات بشكل يضمن النزاهة والشفافية، فلجأنا إلى التأجيل إلى ما بعد رمضان». نائب رئيس الدعوة السلفية نوه بأنه لا توجد أى انشقاقات داخل صفوف قيادات وأبناء الدعوة السلفية، ومن يتعاطف مع الإخوان من الدعوة لا نقوم على الفور بالتواصل معه لتصحيح مفاهيمه». برهامى استنكر قيام الشيخ سعيد عبد العظيم بالتوقيع على بيان نداء الكنانة المحرض على العنف، باعتباره «يتنافى مع كُتب عبد العظيم، التى رحبت بمبادرات نبذ العنف من قبل الجماعة الإسلامية».