داخل كل مؤسسة حكومية كانت أو خاصة، شخص له نفوذ وقوة تتفوق على الجميع، لا يتصدر المشهد، لكن يتحكم فى كل صغيرة وكبيرة، وغالبا ما يطلق عليه "الرجل الحديدي"، ولا يستطيع أحد المساس به، وإن خالف اللوائح والقانون. يعد الشيخ سعيد عبد العظيم، نائب رئيس الدعوة، الرجل الحديدي داخل الدعوة، منصبه الرفيع لم يمنعه من مخالفة اللوائح والسير عكس تيار الدعوة السلفية، بل ومهاجمة قادتها، حيث أعلن في خطبة شهيرة له بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، إن حزب النور والدعوة سقطوا في الفتنة بتأييد النظام الحالي، وإن "ياسر برهامي" لا يعبر عن عموم السلفيين، وتصريحاته غير مسؤولة وغير مقبولة، كما هاجم النظام الحالي بشراسة على الرغم من تأييد الدعوة والحزب له ودعمه في انتخابات الرئاسة. كما جاءت الكارثة الكبرى والتي وقعت على كاهل الدعوة السلفية وسببت إحراجا لقادتها، بتوقيع سعيد عبد العظيم على بيان "نداء الكنانة"، الداعي لقتل الحكام والقضاة والضباط والجنود والإعلاميين والسياسيين، وكل من ثْبُتُ يقينًا اشتراكُهم، وتكفير شيخ الأزهر، ووجوب التصدي المسلح للنظام الحالي. يعيش الشيخ سعيد عبد العظيم حاليًا في السعودية، ومازال محتفظًا بمقعده ومنصبه المجمد فقط داخل الدعوة السلفية، ولم يجرؤ أحد على فصله نهائيًا لمخالفته اللوائح وعدم الالتزام بمبادئ وقرارات الدعوة ومهاجمة شيوخها. كان علي حاتم، المتحدث الرسمي باسم الدعوة، صرح منذ عامين، أن مجلس إدارة الدعوة جمد عضوية "عبد العظيم" منذ فترة، وسوف يتم طرح أمر فصله والبت فيه قريبًا، ومن المستبعد لو جاء مرة أخرى قبوله؛ بعد المواقف التي اتخذها ضد الدعوة ومجلسها، ولائحة مجلس الإدارة تقضي بفصله، إلا أنه حتى الآن مازال موجودا داخل الدعوة السلفية، ولم يجرؤ أحد على فصله. كما اعترف غريب أبو الحسن، عضو الدعوة السلفية والمجلس الرئاسي لحزب النور، بمخالفات سعيد عبد العظيم، قائلًا: "لم يعد سرا خلاف الشيخ سعيد عبد العظيم مع الدعوة السلفية, وتخلفه عن حضور اجتماعات مجلس الإدارة, وتصريحه أنه غير ملزم بقرارات مجلس إدارتها، ولم يعد سرا أن منصبه الإداري كنائب ثان لرئيس الدعوة معطل وغير مفعل، وأتفهم عدم اتخاذ مجلس إدارة الدعوة موقفا حازما من الشيخ سعيد, ومراعاتها لنواحي أدبية وتاريخية ونفسية, وأن الشيخ مهما طال بعده يعود". ومن جانب آخر، كشف مصدر مسئول بالدعوة السلفية أن السبب الرئيسي الذي يمنعهم من فصل "عبد العظيم" بعد توقيعه على بيان «نداء الكنانة»، كونه أحد مؤسسي المدرسة السلفية قبل إنشائها، وقبل ظهور الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة حاليًا، حيث كان يقودها بصحبة الشيخ إسماعيل المقدم، وأن هناك ضغوطا تمارس على الدعوة من قبل تلامذته تمنع صدور قرار الفصل في الوقت الحالي؛ خوفًا من حدوث انشقاقات نظرًا لأنه يعد أكبر وأقدم أقطاب الدعوة في تاريخها. وأكد المصدر ل"البديل" وجود ترتيبات في الوقت الحالي؛ لاحتواء تلامذة "عبد العظيم"، والتمهيد لفصله خلال الفترة المقبلة، وتصعيد عبد المنعم الشحات بدلًا منه.