كتب: محمد شرف الدين إستيقظ أهالي مركز الإبراهيمية، بمحافظة الشرقية، أمس الجمعة، على إصابة المئات منهم بالتسمم، والذي عزاه بعضهم إلى تلوث المياه، مما دفع العديد من أئمة المساجد للتحذير من فتح الصنابير. كان ذلك قبل أن يرتفع عدد المصابين إلى 632 شخصاً، لفظ أحدهم أنفاسه الأخيرة، اليوم السبت، في مستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق. قالت وزارة الصحة، على لسان وكيلها بالشرقية، شريف مكين، إن المتوفي كان يعاني أمراضاً مزمنة بالكبد، وإنه سيتم تشريح الجثة للكشف عن أسباب الوفاة، مؤكدةً أن جميع المصابين تماثلوا للشفاء، عدا 6 حالات مازالت تقبع تحت العلاج بالزقازيق والإبراهيمية. فجر حادث التسمم أزمة بين محافظ الشرقية، رضا عبد السلام، والعديد من المواطنين، خاصةً الأئمة الذين دعوا إلى التوقف عن شرب مياه الصنابير، فما كان من المحافظ إلا أن اتهم بعضهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومحاولة ترويع المواطنين وإثارة الرعب والفزع بينهم، مؤكداً أنه لا يستبعد قيام من أسماهم ب"الكفرة" بدس "مادة" في محطات الفلترة الأهلية، التي يشتري منها السكان حاجاتهم من المياه، نظراً ل"تلوث مياه الصنابير وسوء طعمها"، كما يقول بعضهم. أهالي الإبراهيمية الذين يشترون المياه المعبأة في الجراكن استنكروا تصريحات المحافظ ضدهم، عندما ألقى باللوم عليهم لعدم شربهم من المياه التي توفرها لهم الدولة عبر المحطات، حيث عللوا ذلك بسوء حالة محطة التحلية بالمدينة، مؤكدين أن مياهها "لا تصلح للاستهلاك الآدمي"، وهو ما يدفعهم لشراء "الجراكن" متكبدين تكاليف إضافية، رغم حالتهم الاقتصادية المتواضعة. شركة مياه الشرب بالشرقية أكدت مطابقة مياه المحطات للمواصفات، وصلاحيتها للشرب، نافيةً تسببها في حالات التسمم، بينما أعلن وكيل وزارة الصحة إرسال عينات القيء والأمعاء الخاصة بالمصابين للمعامل المركزية، حيث سيستغرق ظهور نتائجها من 3 إلى 5 أيام، مشيراً إلى أن بعض الحالات كان مصاباً ب"الإيحاء النفسي".