كتب - محمد شعبان: الإهمال، تلوث مياه الشرب، الصرف الصحي، الخبز، القمامة... وغيرها من المشكلات، ظل أهالي مركز الإبراهيمية بالشرقية يعانون الأمرين منها طيلة الأعوام السابقة، وسط إهمال المسئولين في جميع المرافق الحياتية للمواطنين، ويشهد المركز أزماتٍ طاحنةٍ على صعيد المواصلات والغاز والخبز والكهرباء ومياه الشرب والقمامة، ويعاني المواطن من تلك الآلام كلها دون وجود أي مسؤول يحاول حل مشكلة واحدة فقط من تلك المشاكل الكارثية. الإبراهيمية هي من القرى القديمة، أنشئت عام 1827 بعد عودة الخديوي إبراهيم نجل محمد علي من "حرب المورة"، وسميت باسمة تخليدًا لذكراه، وكانت عبارة عن بركة من المياه، أقام "إبراهيم" معسكر جيشه أثناء حربه مع الدولة العثمانية، وأقام بها قصرة، ومن ذلك اليوم سُميت ب"الإبراهيمية". تعتبر الزراعة هي الحرفة الرئيسية في مدينة الإبراهيمية، حيث يحترف ما لا يقل عن نصف عدد السكان الزراعة؛ لوجود مساحات من الأرض الزراعية الخصبة والترع والمصارف، وتشتهر بالعديد من الصناعات الصغيرة، كصناعة الموبيليا التي تأتي في المرتبة الأولى، ثم الصناعات الثقيلة كالمعدات الزراعية، ومقاطير للجرارات الزراعية، وتعتبر شركة مضارب أرز الإبراهيمية من أهم ملامح الصناعة في المدينة. الإبراهيمية بطلة موقعة «الخبز والقمامة» والجميع يتذكر واقعة "الخبز والقمامة"، في واقعة لم تكن الأولى من نوعها، عندما قام مجلس مدينة الابراهيمية بمحافظة الشرقية بنقل الخبز والقمامة في جرار واحد بالتبادل دون أي مراعاة للمواطنين، فضلًا عن رداءة الخبز الذي يتناوله المواطن من معظم مخابز المدينة، يقوم المكلفون بنقل الخبز في مشروع توصيل الخبز للمنازل بنقله في جرارات القمامة والعكس. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ظن المسؤولين بمحافظة الشرقية أن صوت الأهالي لن يصل للنور، لكن جاء، صباح أمس الجمعة، ليثبت العكس، ويقلب الطاولة عليهم، لتتصدر "الإبراهيمية" صفحات الجرائد والمواقع المصرية والعربية عقب الاشتباه في إصابة 586 شخصًا بالتسمم، ووفاة أحد الحالات صباح السبت. جمعة مشؤومة استيقظ أهالي الإبراهيمية على خبر مفزع، بعدما استقبل مستشفى الإبراهيمية 100 حالة اشتباه بالتسمم، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وسط تزايد لأعادد الحالات، التي رجح الأهالي أن تكون مياه الشرب وراء ذلك. ومع الساعات الأولى لصباح اليوم السبت، أعلن وكيل وزارة الصحة بالشرقية، الدكتور شريف مكين، وفاة مواطن يُدعى "أحمد كمال زكي"، ويبلغ من العمر 54 عاماً، حيث كان قد توجه لمستشفى الإبراهيمية المركزي ضمن مصابى حادث التسمم، شاكيًا من التهاب شديد بالصدر مصحوب بألم فى المعدة، فتم تحويله لمستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق لعمل تحاليل غازات الدم، وجلسات أكسجين، ولكن عند وصوله للمستشفى توقفت عضلة القلب فجأة، ولفظ أنفاسه الأخيرة، وتبين أنه كان يعاني من أمراض مزمنة بالكبد. وكشف وكيل الوزارة، عن ارتفاع عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالتسمم إلي 586 حالة، إستقبلتها المستشفيات بالإبراهيمية، وديرب نجم، والزقازيق، مؤكدًا خروج جميع الحالات فور تلقيها العلاج وتماثلها للشفاء، عدا 6 حالات بقيت تحت الملاحظة، منها 4 بمستشفى الإبراهيمية المركزي، وحالتان بمستشفى جامعة الزقازيق. لا تشرب ماء «الجراكن» فيها سم قاتل قال رئيس شركة المياه والصرف الصحي بالشرقية، اللواء أيمن عبدالقادر، إن عينات المياه المأخوذة من محطة الإبراهيمية سلبية، مؤكدا أن المياه مطابقة للموصفات وصالحة للاستخدام الآدمي. وأكد عبدالقادر، أن وزارة الصحة أخذت عينات من مأخذ المياه لتحليلها بالمعامل المركزية التابعة للوزارة، وستخرج النتائج خلال 48 ساعة، مرجحًا أن يكون المصابون بتسمم بمركز الإبراهيمية يشربون مياه تباع في "جراكن". ومن جانبه، قال الدكتور رضا عبدالسلام، محافظ الشرقية، إن نتائج تحليل العينات أثبتت براءة مياه الشرب من التسبب في حالات التسمم. أئمة مساجد الإبراهيمية يرفضون تصريحات المحافظ سيطرت حالة من الغضب بين عدد من أئمة المساجد التابعين لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، بسبب تصريحات الدكتور رضا عبد السلام محافظة الشرقية. وكان "عبد السلام" قد اتهم أئمة المساجد بنشر الذعر بين المواطنين مستخدمين مكبرات الصوت بالمساجد، ليذيعوا أنباء غير حقيقة عن تسمم محطات مياه الشرب. ومن جهته، قال الشيخ عبد السلام مصطفى عبد السلام، مدير عام إدارة الأوقاف بالإبراهيمية "إننا حماة هذا الوطن وننتمي إليه، ولا نقبل الإهانة لنا من محافظ الشرقية". وطالب "عبد السلام"، المحافظ بالاعتذار عما أعلن عنه، مُهددا بمقاطعة أئمة الإبراهيمية المساجد وعدم إلقاء الخطب بها. واقعة التسمم تكشف الإهمال الطبي ب«الإبراهيمية» وأظهرت الصور التي تم التقاطها بعدسة مصوري الجرائد والمواقع الإلكترونية المختلفة، واقع الإهمال الطبي الذي يعاني منه أهالي المركز، والتي تظهر علاج عدد من المصابين بالتسمم على أرصفة المستشفى، وسط تواجد قليل من الأطباء وحالة من الإهمال والفوضى.