الإمارات تخفض سعر الأساس بواقع 50 نقطة    مصدر أمني يفسر لRT سبب ارتفاع عدد الإصابات في انفجارات أجهزة "البيجر" مقارنة ب"ووكي توكي آيكوم"    خبير: الداخل الإسرائيلي يعيش في حالة زعر مستمر    أيمن موسى يكتب: سيناريوهات غامضة ل«مستقبل روسيا»    الاستخبارات الأمريكية: إيران عرضت على حملة بايدن معلومات مسروقة من حملة ترامب    زيلينسكي: خطة النصر الأوكرانية قد اكتملت    جوميز يحسم مشاركة فتوح أمام الشرطة الكيني    شريف دسوقي: كنت أتمنى أبقى من ضمن كاست "عمر أفندي"    الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    حقيقة الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    اتحاد الكرة: تغيير لائحة كأس مصر وارد ليس لمجاملة الأهلي    شديد الحرارة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الخميس (خلوا بالكم الصيف مخلصش)    إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية في هذا الموعد    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة للقبول بالجامعات (رابط مباشر)    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    8 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    الشاب خالد: والدي طلب مني أسامحه قبل وفاته "لهذا السبب"    «أنبوبة البوتاجاز» تقفز ل 150جنيهًا    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    عقب تدشينها رسميا، محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة "بداية جديدة "    آيتن عامر بإطلالة جريئة في أحدث ظهور..والجمهور: "ناوية على إيه" (صور)    محمد فاروق: المنظومة التحكيمية مليئة بالصراعات.. ومحاولات لإبعادي من رئاسة اللجنة    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    «هي الهداية بقت حجاب بس؟».. حلا شيحة تسخر من سؤال أحد متابعيها على التواصل الاجتماعي    الزمالك يتحرك للتخلص من هذا اللاعب    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    حقيقة عودة إضافة مادة الجيولوجيا لمجموع الثانوية العامة 2025    «طعنها وسلم نفسة».. تفاصيل إصابة سيدة ب21 طعنة علي يد نجل زوجها بالإسماعيلية    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    سيلتك يكتسح سلوفان براتيسلافا بخماسية في دوري أبطال أوروبا    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    هيفتشوا وراك.. 5 أبراج تبحث في موبايل شريكهم (تعرف عليها)    أسماء جلال جريئة ومريم الخشت برفقة خطيبها..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| مفاجأة صلاح التيجاني عن النجوم وحقيقة خضوع نجمة لعملية وتعليق نجم على سقوطه بالمنزل    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    خالد الجندى: عدم الاهتمام بإراحة الجسم يؤدى لاضطراب الصلاة والعبادات    خسوف القمر 2024..بين الظاهرة العلمية والتعاليم الدينية وكل ما تحتاج معرفته عن الصلاة والدعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلام فى الفن
نشر في التحرير يوم 21 - 04 - 2015

ليست عندى غير كلمة واحدة أكررها لكل من يتمنى عمل فيلم من الأجيال الشابة: قبل أن تتعب فى الإجابة عن سؤال التكنيك والحرفة وكيفية تصوير الفيلم لا بد أن تسأل نفسك: إنت عايز تعمل الفيلم ليه وعايز تقول إيه من خلاله؟ أرجوكم اشتغلوا على السيناريو أضعاف ما تبذلونه من جهد على الصورة لو ماعندكش حاجة عايز تقولها أو إحساس عايز توصله ماتلعبش فى الكاميرا، لأنها فعلًا مش لعبة..
أصعب شىء فى الفن هو وجهة النظر وليس التكنيك.. والتكنيك لا بد أن يكون فى خدمة الفكرة ووجهة النظر وليس العكس أبدًا أبدًا.. والأفكار والرؤى ووجهات النظر تحتاج إلى شغل طويل من خلال التجربة المباشرة والقراءة والتأمل فى الحياة والناس.. كلكم تعشقون السينما، وهذا أمر رائع، لكن مَن سيكمل ويترك بصمة، إذ هو الذى سيستوعب هذا الدرس.
أشاهد أحيانًا «القناة الثانية» فى التليفزيون المصرى بعد أن أصبحت فضائية.. طبعًا اختلفت عن زمان كثيرًا جدًّا، لكنى أحاول أن ألتمس بعض الحنين إلى ماضيها العظيم.. «القناة الثانية» كانت نافذتنا الرائعة على العالم والفنون من خلال برامج «العالم يغنى» و«جولة الفنون» و«كاميرا 9» و«فن الباليه» و«تياترو» و«عالم البحار» و«صوت الموسيقى» وفيلم العصر الأجنبى، وسهرات حلقات «كولومبو»، ومسلسل «جذور»، وسهرات ميسترى موفى، وبرنامج أوسكار العظيم، وجولة الكاميرا، وبرنامج الأطفال من تقديم بابا ماجد، وكنت والله أتفرج على برنامج للأطفال بالألمانية التى لا أعرف منها كلمة لمجرد أن مقدمته مذيعة جميلة ولطيفة اسمها ليلى موسى.. «القناة الثانية» هى سميحة الخولى ومديحة كمال ويوسف شريف رزق الله وسناء منصور ومنى جبر وأمانى ناشد وحمدية حمدى وهند أبو السعود والمعد الكبير الراحل الذى لم يأخذ حقه أبدًا يحيى تادروس الذى قدم فى ما بعد مع سامية الأتربى حكاوى القهاوى، وكان هو أيضًا معد برنامج كاميرا 9.. حتى نشرات الأخبار بالإنجليزية كنت أتابعها لكى أتعلم منها النطق السليم للغة من علِى جوهر وسليم رزق الله وميرفت محسن والرائع إبراهيم الكردانى.. وكنت أتعلم نطق الفرنسية من أداء مذيع النشرة الفرنسية نيقولا بركات. لولا القناة الثانية ما عرفت معنى الفن والجمال، استمروا أرجوكم وكونوا على مستوى تاريخكم العظيم. أنا مدين لكم بالكثير.
«سألت أبى وأنا صغير عن سر نجاح الأفلام الهندية فقال لى: لأنها تحقق العدل على الشاشة فى ظرف 3 ساعات فقط بينما قد تعيش وتموت دون أن تراه فى الواقع».
(من حوار أميتاب باتشان مع منى الشاذلى)
نعم عبد الحليم التقى أحمد زكى. قرأت أن عادل إمام دعا صديقه العندليب لمشاهدة مسرحية «مدرسة المشاغبين» اللى كانت حديث البلد، ذهب عبد الحليم ورأى العرض ووقع من الضحك طبعًا وهنأ الأبطال، ومنهم أحمد زكى، لكن اهتمامه كان أولًا بعادل وسعيد صالح.. ما كان يتوقع أحد أن يلعب زكى دور عبد الحليم بعد هذا اللقاء بسنوات طويلة. الغريب هو تشابه حياة الاثنين: هما من نفس المحافظة، وعانيا من اليتم فى سن صغيرة، ومن أسرتين فقيرتين، وهما موهبتان استثنائيتان بامتياز.
كانوا يقولون إن الشاعر العظيم هو الذى يقرأ 3 آلاف بيت شعر ويستوعبها ثم ينساها، وأنا أقول لك إنه لكى تكون مخرجًا مهمًّا شاهد أفلام كبار المخرجين فى كل مكان وأوان، تعلّم منهم، وتأثر بهم، لكن عندما تصنع فيلمك الأول، انْسَ ما شاهدت، وإياك أن تقلد ما شاهدت، كل المطلوب منك فقط هو أن تعبّر عن نفسك وتجربتك بصدق وبطريقتك الخاصة مهما كانت. هذه هى أول خطوة: أن تكون صوتك لا أصوات الآخرين، وأن تستوعب التجارب الفنية وتتعلم منها لا أن تنقلها.
لأنه مغنٍّ أخنف، فإن كلمة «موجة» تتحول على لسانه إلى «نوجة».. وحشتنى النوجة بتاعة زمان!
سهرت منذ أيام متابعًا برنامجًا على التليفزيون التونسى (التلفزة التونسية الفضائية) يتضمن تسجيلًا لحلقة نادرة لسحور من منزل الفنانة الراحلة عليّا التونسية فى شهر رمضان من عام 1971، استضافت فيه فايدة كامل ولبلبة ومحمد العزبى ومجموعة من مطربى تونس الرائعين. الكل غنى وأطرب وأنا انبسطت وتمنيت أن تذاع هذه الحلقة على الفضائية المصرية.. يعيشكم يا أهل تونس يا سمّيعة وربنا يرحم عليّا صاحبة الصوت الرائع.
يقول سيدنى لوميت (كتاب فن الإخراج السينمائى- ترجمة أحمد يوسف- المركز القومى للترجمة) إن مارلون براندو أعاد تصوير لقطة 34 مرة فى الفيلم الذى أخرجه لوميت بعنوان (the fugitive kind) دون تذمر ودون أن يطلب تغيير الحوار أو تأجيل التصوير، لكن لوميت يكشف عن أن براندو كان يختبر المخرجين فى أول يوم تصوير، فيقدم نوعين من الأداء للقطة الواحدة: أحدهما عميق وصادق من الداخل، والثانى سطحى من الخارج، وفى ضوء قرار المخرج بطبع أىٍّ من اللقطتين يواصل براندو اختيار الطريقة المطلوبة طوال الفيلم.. يعنى لم يكن يتعب نفسه ويقدم كل ما عنده مع مخرج غير فاهم.
كل فيلم عظيم من الناحية الفنية هو بالضرورة فيلم هام فى تاريخ السينما، لأنه يضيف إلى رصيدها كفن مستقل، لكن العكس ليس صحيحًا. يعنى ليس كل فيلم هام هو بالضرورة فيلم عظيم.. هناك أفلام متواضعة جدا من الناحية الفنية، ولكنها هامة فى تاريخ السينما مثل فيلم «أنشودة الفؤاد» الذى يستمد أهميته من كونه أول فيلم غنائى مصرى أو فيلم «إسماعيلية رايح جاى» الذى أعاد الجمهور للسينما، وفتح المجال لجيل كامل من شباب الممثلين والفنيين، وفتح الباب أمام مرحلة الإيرادات المليونية من السوق المصرية، رغم أنه فيلم متواضع فنيا.
أهمية الفيلم لا تعنى بالضرورة أنه على مستوى فنى رفيع. لذا وجب التنويه.
ليست عندى غير كلمة واحدة أكررها لكل من يتمنى عمل فيلم من الأجيال الشابة: قبل أن تتعب فى الإجابة عن سؤال التكنيك والحرفة وكيفية تصوير الفيلم لا بد أن تسأل نفسك: إنت عايز تعمل الفيلم ليه وعايز تقول إيه من خلاله؟ أرجوكم اشتغلوا على السيناريو أضعاف ما تبذلونه من جهد على الصورة لو ماعندكش حاجة عايز تقولها أو إحساس عايز توصله ماتلعبش فى الكاميرا، لأنها فعلًا مش لعبة.. أصعب شىء فى الفن هو وجهة النظر وليس التكنيك.. والتكنيك لا بد أن يكون فى خدمة الفكرة ووجهة النظر وليس العكس أبدًا أبدًا.. والأفكار والرؤى ووجهات النظر تحتاج إلى شغل طويل من خلال التجربة المباشرة والقراءة والتأمل فى الحياة والناس.. كلكم تعشقون السينما، وهذا أمر رائع، لكن مَن سيكمل ويترك بصمة، إذ هو الذى سيستوعب هذا الدرس.
أشاهد أحيانًا «القناة الثانية» فى التليفزيون المصرى بعد أن أصبحت فضائية.. طبعًا اختلفت عن زمان كثيرًا جدًّا، لكنى أحاول أن ألتمس بعض الحنين إلى ماضيها العظيم.. «القناة الثانية» كانت نافذتنا الرائعة على العالم والفنون من خلال برامج «العالم يغنى» و«جولة الفنون» و«كاميرا 9» و«فن الباليه» و«تياترو» و«عالم البحار» و«صوت الموسيقى» وفيلم العصر الأجنبى، وسهرات حلقات «كولومبو»، ومسلسل «جذور»، وسهرات ميسترى موفى، وبرنامج أوسكار العظيم، وجولة الكاميرا، وبرنامج الأطفال من تقديم بابا ماجد، وكنت والله أتفرج على برنامج للأطفال بالألمانية التى لا أعرف منها كلمة لمجرد أن مقدمته مذيعة جميلة ولطيفة اسمها ليلى موسى.. «القناة الثانية» هى سميحة الخولى ومديحة كمال ويوسف شريف رزق الله وسناء منصور ومنى جبر وأمانى ناشد وحمدية حمدى وهند أبو السعود والمعد الكبير الراحل الذى لم يأخذ حقه أبدًا يحيى تادروس الذى قدم فى ما بعد مع سامية الأتربى حكاوى القهاوى، وكان هو أيضًا معد برنامج كاميرا 9.. حتى نشرات الأخبار بالإنجليزية كنت أتابعها لكى أتعلم منها النطق السليم للغة من علِى جوهر وسليم رزق الله وميرفت محسن والرائع إبراهيم الكردانى.. وكنت أتعلم نطق الفرنسية من أداء مذيع النشرة الفرنسية نيقولا بركات. لولا القناة الثانية ما عرفت معنى الفن والجمال، استمروا أرجوكم وكونوا على مستوى تاريخكم العظيم. أنا مدين لكم بالكثير.
«سألت أبى وأنا صغير عن سر نجاح الأفلام الهندية فقال لى: لأنها تحقق العدل على الشاشة فى ظرف 3 ساعات فقط بينما قد تعيش وتموت دون أن تراه فى الواقع».
(من حوار أميتاب باتشان مع منى الشاذلى)
نعم عبد الحليم التقى أحمد زكى. قرأت أن عادل إمام دعا صديقه العندليب لمشاهدة مسرحية «مدرسة المشاغبين» اللى كانت حديث البلد، ذهب عبد الحليم ورأى العرض ووقع من الضحك طبعًا وهنأ الأبطال، ومنهم أحمد زكى، لكن اهتمامه كان أولًا بعادل وسعيد صالح.. ما كان يتوقع أحد أن يلعب زكى دور عبد الحليم بعد هذا اللقاء بسنوات طويلة. الغريب هو تشابه حياة الاثنين: هما من نفس المحافظة، وعانيا من اليتم فى سن صغيرة، ومن أسرتين فقيرتين، وهما موهبتان استثنائيتان بامتياز.
كانوا يقولون إن الشاعر العظيم هو الذى يقرأ 3 آلاف بيت شعر ويستوعبها ثم ينساها، وأنا أقول لك إنه لكى تكون مخرجًا مهمًّا شاهد أفلام كبار المخرجين فى كل مكان وأوان، تعلّم منهم، وتأثر بهم، لكن عندما تصنع فيلمك الأول، انْسَ ما شاهدت، وإياك أن تقلد ما شاهدت، كل المطلوب منك فقط هو أن تعبّر عن نفسك وتجربتك بصدق وبطريقتك الخاصة مهما كانت. هذه هى أول خطوة: أن تكون صوتك لا أصوات الآخرين، وأن تستوعب التجارب الفنية وتتعلم منها لا أن تنقلها.
لأنه مغنٍّ أخنف، فإن كلمة «موجة» تتحول على لسانه إلى «نوجة».. وحشتنى النوجة بتاعة زمان!
سهرت منذ أيام متابعًا برنامجًا على التليفزيون التونسى (التلفزة التونسية الفضائية) يتضمن تسجيلًا لحلقة نادرة لسحور من منزل الفنانة الراحلة عليّا التونسية فى شهر رمضان من عام 1971، استضافت فيه فايدة كامل ولبلبة ومحمد العزبى ومجموعة من مطربى تونس الرائعين. الكل غنى وأطرب وأنا انبسطت وتمنيت أن تذاع هذه الحلقة على الفضائية المصرية.. يعيشكم يا أهل تونس يا سمّيعة وربنا يرحم عليّا صاحبة الصوت الرائع.
يقول سيدنى لوميت (كتاب فن الإخراج السينمائى- ترجمة أحمد يوسف- المركز القومى للترجمة) إن مارلون براندو أعاد تصوير لقطة 34 مرة فى الفيلم الذى أخرجه لوميت بعنوان (the fugitive kind) دون تذمر ودون أن يطلب تغيير الحوار أو تأجيل التصوير، لكن لوميت يكشف عن أن براندو كان يختبر المخرجين فى أول يوم تصوير، فيقدم نوعين من الأداء للقطة الواحدة: أحدهما عميق وصادق من الداخل، والثانى سطحى من الخارج، وفى ضوء قرار المخرج بطبع أىٍّ من اللقطتين يواصل براندو اختيار الطريقة المطلوبة طوال الفيلم.. يعنى لم يكن يتعب نفسه ويقدم كل ما عنده مع مخرج غير فاهم.
كل فيلم عظيم من الناحية الفنية هو بالضرورة فيلم هام فى تاريخ السينما، لأنه يضيف إلى رصيدها كفن مستقل، لكن العكس ليس صحيحًا. يعنى ليس كل فيلم هام هو بالضرورة فيلم عظيم.. هناك أفلام متواضعة جدا من الناحية الفنية، ولكنها هامة فى تاريخ السينما مثل فيلم «أنشودة الفؤاد» الذى يستمد أهميته من كونه أول فيلم غنائى مصرى أو فيلم «إسماعيلية رايح جاى» الذى أعاد الجمهور للسينما، وفتح المجال لجيل كامل من شباب الممثلين والفنيين، وفتح الباب أمام مرحلة الإيرادات المليونية من السوق المصرية، رغم أنه فيلم متواضع فنيا.
أهمية الفيلم لا تعنى بالضرورة أنه على مستوى فنى رفيع. لذا وجب التنويه.
ليست عندى غير كلمة واحدة أكررها لكل من يتمنى عمل فيلم من الأجيال الشابة: قبل أن تتعب فى الإجابة عن سؤال التكنيك والحرفة وكيفية تصوير الفيلم لا بد أن تسأل نفسك: إنت عايز تعمل الفيلم ليه وعايز تقول إيه من خلاله؟ أرجوكم اشتغلوا على السيناريو أضعاف ما تبذلونه من جهد على الصورة لو ماعندكش حاجة عايز تقولها أو إحساس عايز توصله ماتلعبش فى الكاميرا، لأنها فعلًا مش لعبة.. أصعب شىء فى الفن هو وجهة النظر وليس التكنيك.. والتكنيك لا بد أن يكون فى خدمة الفكرة ووجهة النظر وليس العكس أبدًا أبدًا.. والأفكار والرؤى ووجهات النظر تحتاج إلى شغل طويل من خلال التجربة المباشرة والقراءة والتأمل فى الحياة والناس.. كلكم تعشقون السينما، وهذا أمر رائع، لكن مَن سيكمل ويترك بصمة، إذ هو الذى سيستوعب هذا الدرس.
أشاهد أحيانًا «القناة الثانية» فى التليفزيون المصرى بعد أن أصبحت فضائية.. طبعًا اختلفت عن زمان كثيرًا جدًّا، لكنى أحاول أن ألتمس بعض الحنين إلى ماضيها العظيم.. «القناة الثانية» كانت نافذتنا الرائعة على العالم والفنون من خلال برامج «العالم يغنى» و«جولة الفنون» و«كاميرا 9» و«فن الباليه» و«تياترو» و«عالم البحار» و«صوت الموسيقى» وفيلم العصر الأجنبى، وسهرات حلقات «كولومبو»، ومسلسل «جذور»، وسهرات ميسترى موفى، وبرنامج أوسكار العظيم، وجولة الكاميرا، وبرنامج الأطفال من تقديم بابا ماجد، وكنت والله أتفرج على برنامج للأطفال بالألمانية التى لا أعرف منها كلمة لمجرد أن مقدمته مذيعة جميلة ولطيفة اسمها ليلى موسى.. «القناة الثانية» هى سميحة الخولى ومديحة كمال ويوسف شريف رزق الله وسناء منصور ومنى جبر وأمانى ناشد وحمدية حمدى وهند أبو السعود والمعد الكبير الراحل الذى لم يأخذ حقه أبدًا يحيى تادروس الذى قدم فى ما بعد مع سامية الأتربى حكاوى القهاوى، وكان هو أيضًا معد برنامج كاميرا 9.. حتى نشرات الأخبار بالإنجليزية كنت أتابعها لكى أتعلم منها النطق السليم للغة من علِى جوهر وسليم رزق الله وميرفت محسن والرائع إبراهيم الكردانى.. وكنت أتعلم نطق الفرنسية من أداء مذيع النشرة الفرنسية نيقولا بركات. لولا القناة الثانية ما عرفت معنى الفن والجمال، استمروا أرجوكم وكونوا على مستوى تاريخكم العظيم. أنا مدين لكم بالكثير.
«سألت أبى وأنا صغير عن سر نجاح الأفلام الهندية فقال لى: لأنها تحقق العدل على الشاشة فى ظرف 3 ساعات فقط بينما قد تعيش وتموت دون أن تراه فى الواقع».
(من حوار أميتاب باتشان مع منى الشاذلى)
نعم عبد الحليم التقى أحمد زكى. قرأت أن عادل إمام دعا صديقه العندليب لمشاهدة مسرحية «مدرسة المشاغبين» اللى كانت حديث البلد، ذهب عبد الحليم ورأى العرض ووقع من الضحك طبعًا وهنأ الأبطال، ومنهم أحمد زكى، لكن اهتمامه كان أولًا بعادل وسعيد صالح.. ما كان يتوقع أحد أن يلعب زكى دور عبد الحليم بعد هذا اللقاء بسنوات طويلة. الغريب هو تشابه حياة الاثنين: هما من نفس المحافظة، وعانيا من اليتم فى سن صغيرة، ومن أسرتين فقيرتين، وهما موهبتان استثنائيتان بامتياز.
كانوا يقولون إن الشاعر العظيم هو الذى يقرأ 3 آلاف بيت شعر ويستوعبها ثم ينساها، وأنا أقول لك إنه لكى تكون مخرجًا مهمًّا شاهد أفلام كبار المخرجين فى كل مكان وأوان، تعلّم منهم، وتأثر بهم، لكن عندما تصنع فيلمك الأول، انْسَ ما شاهدت، وإياك أن تقلد ما شاهدت، كل المطلوب منك فقط هو أن تعبّر عن نفسك وتجربتك بصدق وبطريقتك الخاصة مهما كانت. هذه هى أول خطوة: أن تكون صوتك لا أصوات الآخرين، وأن تستوعب التجارب الفنية وتتعلم منها لا أن تنقلها.
لأنه مغنٍّ أخنف، فإن كلمة «موجة» تتحول على لسانه إلى «نوجة».. وحشتنى النوجة بتاعة زمان!
سهرت منذ أيام متابعًا برنامجًا على التليفزيون التونسى (التلفزة التونسية الفضائية) يتضمن تسجيلًا لحلقة نادرة لسحور من منزل الفنانة الراحلة عليّا التونسية فى شهر رمضان من عام 1971، استضافت فيه فايدة كامل ولبلبة ومحمد العزبى ومجموعة من مطربى تونس الرائعين. الكل غنى وأطرب وأنا انبسطت وتمنيت أن تذاع هذه الحلقة على الفضائية المصرية.. يعيشكم يا أهل تونس يا سمّيعة وربنا يرحم عليّا صاحبة الصوت الرائع.
يقول سيدنى لوميت (كتاب فن الإخراج السينمائى- ترجمة أحمد يوسف- المركز القومى للترجمة) إن مارلون براندو أعاد تصوير لقطة 34 مرة فى الفيلم الذى أخرجه لوميت بعنوان (the fugitive kind) دون تذمر ودون أن يطلب تغيير الحوار أو تأجيل التصوير، لكن لوميت يكشف عن أن براندو كان يختبر المخرجين فى أول يوم تصوير، فيقدم نوعين من الأداء للقطة الواحدة: أحدهما عميق وصادق من الداخل، والثانى سطحى من الخارج، وفى ضوء قرار المخرج بطبع أىٍّ من اللقطتين يواصل براندو اختيار الطريقة المطلوبة طوال الفيلم.. يعنى لم يكن يتعب نفسه ويقدم كل ما عنده مع مخرج غير فاهم.
كل فيلم عظيم من الناحية الفنية هو بالضرورة فيلم هام فى تاريخ السينما، لأنه يضيف إلى رصيدها كفن مستقل، لكن العكس ليس صحيحًا. يعنى ليس كل فيلم هام هو بالضرورة فيلم عظيم.. هناك أفلام متواضعة جدا من الناحية الفنية، ولكنها هامة فى تاريخ السينما مثل فيلم «أنشودة الفؤاد» الذى يستمد أهميته من كونه أول فيلم غنائى مصرى أو فيلم «إسماعيلية رايح جاى» الذى أعاد الجمهور للسينما، وفتح المجال لجيل كامل من شباب الممثلين والفنيين، وفتح الباب أمام مرحلة الإيرادات المليونية من السوق المصرية، رغم أنه فيلم متواضع فنيا.
أهمية الفيلم لا تعنى بالضرورة أنه على مستوى فنى رفيع. لذا وجب التنويه.
ليست عندى غير كلمة واحدة أكررها لكل من يتمنى عمل فيلم من الأجيال الشابة: قبل أن تتعب فى الإجابة عن سؤال التكنيك والحرفة وكيفية تصوير الفيلم لا بد أن تسأل نفسك: إنت عايز تعمل الفيلم ليه وعايز تقول إيه من خلاله؟ أرجوكم اشتغلوا على السيناريو أضعاف ما تبذلونه من جهد على الصورة لو ماعندكش حاجة عايز تقولها أو إحساس عايز توصله ماتلعبش فى الكاميرا، لأنها فعلًا مش لعبة.. أصعب شىء فى الفن هو وجهة النظر وليس التكنيك.. والتكنيك لا بد أن يكون فى خدمة الفكرة ووجهة النظر وليس العكس أبدًا أبدًا.. والأفكار والرؤى ووجهات النظر تحتاج إلى شغل طويل من خلال التجربة المباشرة والقراءة والتأمل فى الحياة والناس.. كلكم تعشقون السينما، وهذا أمر رائع، لكن مَن سيكمل ويترك بصمة، إذ هو الذى سيستوعب هذا الدرس.
أشاهد أحيانًا «القناة الثانية» فى التليفزيون المصرى بعد أن أصبحت فضائية.. طبعًا اختلفت عن زمان كثيرًا جدًّا، لكنى أحاول أن ألتمس بعض الحنين إلى ماضيها العظيم.. «القناة الثانية» كانت نافذتنا الرائعة على العالم والفنون من خلال برامج «العالم يغنى» و«جولة الفنون» و«كاميرا 9» و«فن الباليه» و«تياترو» و«عالم البحار» و«صوت الموسيقى» وفيلم العصر الأجنبى، وسهرات حلقات «كولومبو»، ومسلسل «جذور»، وسهرات ميسترى موفى، وبرنامج أوسكار العظيم، وجولة الكاميرا، وبرنامج الأطفال من تقديم بابا ماجد، وكنت والله أتفرج على برنامج للأطفال بالألمانية التى لا أعرف منها كلمة لمجرد أن مقدمته مذيعة جميلة ولطيفة اسمها ليلى موسى.. «القناة الثانية» هى سميحة الخولى ومديحة كمال ويوسف شريف رزق الله وسناء منصور ومنى جبر وأمانى ناشد وحمدية حمدى وهند أبو السعود والمعد الكبير الراحل الذى لم يأخذ حقه أبدًا يحيى تادروس الذى قدم فى ما بعد مع سامية الأتربى حكاوى القهاوى، وكان هو أيضًا معد برنامج كاميرا 9.. حتى نشرات الأخبار بالإنجليزية كنت أتابعها لكى أتعلم منها النطق السليم للغة من علِى جوهر وسليم رزق الله وميرفت محسن والرائع إبراهيم الكردانى.. وكنت أتعلم نطق الفرنسية من أداء مذيع النشرة الفرنسية نيقولا بركات. لولا القناة الثانية ما عرفت معنى الفن والجمال، استمروا أرجوكم وكونوا على مستوى تاريخكم العظيم. أنا مدين لكم بالكثير.
«سألت أبى وأنا صغير عن سر نجاح الأفلام الهندية فقال لى: لأنها تحقق العدل على الشاشة فى ظرف 3 ساعات فقط بينما قد تعيش وتموت دون أن تراه فى الواقع».
(من حوار أميتاب باتشان مع منى الشاذلى)
نعم عبد الحليم التقى أحمد زكى. قرأت أن عادل إمام دعا صديقه العندليب لمشاهدة مسرحية «مدرسة المشاغبين» اللى كانت حديث البلد، ذهب عبد الحليم ورأى العرض ووقع من الضحك طبعًا وهنأ الأبطال، ومنهم أحمد زكى، لكن اهتمامه كان أولًا بعادل وسعيد صالح.. ما كان يتوقع أحد أن يلعب زكى دور عبد الحليم بعد هذا اللقاء بسنوات طويلة. الغريب هو تشابه حياة الاثنين: هما من نفس المحافظة، وعانيا من اليتم فى سن صغيرة، ومن أسرتين فقيرتين، وهما موهبتان استثنائيتان بامتياز.
كانوا يقولون إن الشاعر العظيم هو الذى يقرأ 3 آلاف بيت شعر ويستوعبها ثم ينساها، وأنا أقول لك إنه لكى تكون مخرجًا مهمًّا شاهد أفلام كبار المخرجين فى كل مكان وأوان، تعلّم منهم، وتأثر بهم، لكن عندما تصنع فيلمك الأول، انْسَ ما شاهدت، وإياك أن تقلد ما شاهدت، كل المطلوب منك فقط هو أن تعبّر عن نفسك وتجربتك بصدق وبطريقتك الخاصة مهما كانت. هذه هى أول خطوة: أن تكون صوتك لا أصوات الآخرين، وأن تستوعب التجارب الفنية وتتعلم منها لا أن تنقلها.
لأنه مغنٍّ أخنف، فإن كلمة «موجة» تتحول على لسانه إلى «نوجة».. وحشتنى النوجة بتاعة زمان!
سهرت منذ أيام متابعًا برنامجًا على التليفزيون التونسى (التلفزة التونسية الفضائية) يتضمن تسجيلًا لحلقة نادرة لسحور من منزل الفنانة الراحلة عليّا التونسية فى شهر رمضان من عام 1971، استضافت فيه فايدة كامل ولبلبة ومحمد العزبى ومجموعة من مطربى تونس الرائعين. الكل غنى وأطرب وأنا انبسطت وتمنيت أن تذاع هذه الحلقة على الفضائية المصرية.. يعيشكم يا أهل تونس يا سمّيعة وربنا يرحم عليّا صاحبة الصوت الرائع.
يقول سيدنى لوميت (كتاب فن الإخراج السينمائى- ترجمة أحمد يوسف- المركز القومى للترجمة) إن مارلون براندو أعاد تصوير لقطة 34 مرة فى الفيلم الذى أخرجه لوميت بعنوان (the fugitive kind) دون تذمر ودون أن يطلب تغيير الحوار أو تأجيل التصوير، لكن لوميت يكشف عن أن براندو كان يختبر المخرجين فى أول يوم تصوير، فيقدم نوعين من الأداء للقطة الواحدة: أحدهما عميق وصادق من الداخل، والثانى سطحى من الخارج، وفى ضوء قرار المخرج بطبع أىٍّ من اللقطتين يواصل براندو اختيار الطريقة المطلوبة طوال الفيلم.. يعنى لم يكن يتعب نفسه ويقدم كل ما عنده مع مخرج غير فاهم.
كل فيلم عظيم من الناحية الفنية هو بالضرورة فيلم هام فى تاريخ السينما، لأنه يضيف إلى رصيدها كفن مستقل، لكن العكس ليس صحيحًا. يعنى ليس كل فيلم هام هو بالضرورة فيلم عظيم.. هناك أفلام متواضعة جدا من الناحية الفنية، ولكنها هامة فى تاريخ السينما مثل فيلم «أنشودة الفؤاد» الذى يستمد أهميته من كونه أول فيلم غنائى مصرى أو فيلم «إسماعيلية رايح جاى» الذى أعاد الجمهور للسينما، وفتح المجال لجيل كامل من شباب الممثلين والفنيين، وفتح الباب أمام مرحلة الإيرادات المليونية من السوق المصرية، رغم أنه فيلم متواضع فنيا.
أهمية الفيلم لا تعنى بالضرورة أنه على مستوى فنى رفيع. لذا وجب التنويه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.