يمثل يوم العاشر من مارس ذكرى خاصة لدى أهالي مدينة شبراخيت التابعة لمحافظة البحيرة، لأنه يوم مولد الشيخ الكفيف عبد الحميد كشك، بالعام 1933، الذي أصبح قبلة للناس في تفاسير الأحاديث والقرآن. فقد بصرة حفظ القرآن وهو دون العاشرة من عمره، وكان الشيخ مبصرًا إلى أن بلغ الثالثة عشر، ففقد البصار بإحدى عينيه، وفي سن السابعة عشر فقد الأخرى، وكان كثيرًا ما يقول عن نفسه، كما كان يقول ابن عباس "إن يأخذِ الله من عينيّ نورهما، ففي فؤادي وعقلي عنهما نور". دراسته تعلم فى مدارس شبراخيت، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، وحصل على تقدير 100 % في السنة الثانية للثانوية الأزهرية، كما كان ترتيبه الأول على الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة. بعد تخرجه حصل على إجازة التدريس بامتياز، ومثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961، ثم عمل إمامًا بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مسجد منوفي بالشرابية أيضًا، وفي عام 1962 تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، وظل يخطب فيه قرابة عشرين عامَا. ترك الجامعة عُين كشك معيدًا بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 1957م، لكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب، بعدها رغب عن مهنة التدريس في الجامعة، مفضلًا الخطابة بالمنابر، فلم ينسى تلك الخطبة التي ارتقى لها منبر المسجد عندما كان حديث السن، وكيف استجمع شجاعته ليطالب الأهالي بالمساواة والتراحم بين الناس، بل وكيف طالب بالدواء والكساء لأبناء القرية، الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله. التفسير ترك عبد الحميد كشك 108 كتب تناول فيها كافة مناهج العمل والتربية الإسلامية، ووصفت كتاباته من قبل علماء معاصرين بكونها مبسطة لمفاهيم الإسلام، ومراعية لاحتياجات الناس، وكان له كتاب من عشرة مجلدات سماه "في رحاب التفسير"، ألفه بعد منعه من الخطابة، فسر القرآن الكريم خلاله كاملاً. لقبه لقب كشك بفارس المنابر، حيث أنه يعد من أشهر خطباء القرن العشرين في العالم العربي والإسلامي. خطبه والشيخ كشك له أكثر من 2000 خطبة مسجلة، خلال رحلة من الدعوة مدتها أربعين سنة، دون أن يخطئ مرة واحدة في اللغة العربية.