عبد الحميد الشربيني: أنظار وعشاق جماهير كرة القدم المصرية تتجه صوب ملعب الدفاع الجوى لمتابعة فاعليات القمة 109 بين الزمالك والأهلى، وأهمية المباراة ليست بسبب الحصول على النقاط الثلاث، إنما من واقع المواجهات ورغبة كل فريق فى تحقيق الفوز لأسباب خاصة بكل فريق. الزمالك يسعى لإنهاء العقدة الحمراء التى طاردته فى السنوات الماضية، أما الأهلى فيسعى لمواصلة التفوق على الأبيض، والعودة للمنافسة من جديد على مسابقة الدورى، خصوصًا أن الأبيض يعتلى القمة برصيد 40 نقطة، بفارق 8 نقاط عن الأحمر الذى له مباراة مؤجلة أمام الداخلية. جاريدو وتكرار إنجاز جوزيه تعرض الإسبانى خوان كارلوس جاريدو المدير الفنى للأحمر لانتقادات كبيرة منذ توليه المسؤولية فى بداية الموسم، رغم الفوز ببطولتى الكونفيدرالية والسوبر الإفريقى. ولا يزال الإسبانى يعيش حالة جفاء بينه وبين الجمهور الأحمر غير الراضى عن أداء الفريق، خصوصًا أنه لم يحقق أى فوز على أندية الصدارة، وفشل فى كل المواجهات مع الأندية الجماهيرية بعد تعادله مع الإسماعيلى والمصرى وخسر من الاتحاد، كما تعادل مع وادى دجلة وبتروجت أبرز المنافسين على المركز الثالث. جاريدو يدرك أن الفوز على الزمالك فى الدورى سيكون نقطة فارقة فى مشواره الكروى، وتكرار أسطورة البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى السابق للأحمر، الذى لا تزال الجماهير تتغنى باسمه بسبب إنجازاته وتفوقه على الزمالك، ولم يخسر فى مواجهته مع الأبيض سوى مباراتين من إجمالى 19 مرة خاضها. ورغم تفوق جاريدو فى السوبر المصرى بركلات الترجيح فإنه ليس مقياسًا، وأصبح الأهم بالنسبة إليه هو كيفية تحقيق فوز تاريخى على الزمالك يقرب المسافات بينه وجمهور الأهلى. الأهلى وتكرار سيناريو موسم 1995/ 1996 الفريق الأحمر يدخل مباراة القمة من أجل الحفاظ على مسلسل تفوقه، خصوصًا أنها تعد الفترة الأطول التى غابت فيها الانتصارات البيضاء على الأهلى فى جميع المباريات التى وصلت ل19 لقاء، وهو ما لم يشهده تاريخ مباريات الفريقين من قبل. الأهلى يخوض اللقاء وهمه فى المقام الأول تعويض فارق النقاط الثمانى بينه وبين الزمالك، وتكرار موسم 1995/ 1996 عندما وصل الفارق بين الفريقين إلى 13 نقطة، ونجح الأهلى فى تقليصها والفوز بالدورى بفارق 7 نقاط، بعدما استفاد من تراجع نتائج الأبيض ليتوج بعدها بطلًا للدورى. ويعتبر الشباب سلاح الأهلى فى مباراة القمة بوجود الثنائى رمضان صبحى وكريم بامبو، بعدما لعبا دور البطولة فى مباراة الفريقين الأخيرة فى الدورى، وفاز الأحمر بهدف نظيف. ويعانى الفريق من عدة غيابات مؤثرة تتمثل فى شريف إكرامى، حارس المرمى الأساسى، بجانب بديله أحمد عادل عبد المنعم والظهير الصاعد محمد هانى بجانب كل من حسام غالى قائد الفريق. إضافة إلى مؤمن زكريا الوافد الجديد، والمعاقب من قبل لجنة شؤون اللاعبين، وحسين السيد الموقوف بقرار من لجنة المسابقات لمدة 4 مباريات. الزمالك وإنهاء عقدة ال8 سنوات الزمالك بصفقاته الجديدة يسعى لإنهاء مسلسل التفوق على الأحمر، بعدما خاض الفريق 19 مباراة متتالية دون أن يحقق الفوز على الأهلى، وكانت جميع المباريات تنتهى بفوز الأحمر أو التعادل. أما آخر فوز حققه الزمالك فكان موسم 2007 فى الدورى، وفاز بهدفين نظيفين، والتقى الفريقان بعدها 19 مرة، لم يحقق فيها أى فوز سواء فى المباريات التى جمعت بينهما فى الدورى أو كأس مصر أو دورى أبطال إفريقيا أو السوبر المصرى. ويأمل لاعبو الأبيض فى إعادة البسمة لجمهورهم أمام السيطرة الحمراء، التى استمرت فى السنوات الماضية بجانب إنهاء عقدة السنوات الثمانى، التى لم يحقق خلالها أى انتصار، علما بأن آخر فوز حقيقى فاز به الزمالك على الأهلى كان فى 2003، بهدفين مقابل هدف، باعتبار أن مباراة 2007 خاضها الأهلى بالبدلاء. الزمالك تعاقد مع 18 لاعبًا جديدا فى جميع المراكز تقريبًا، ويدخل اللقاء وأسهمه مرتفعة، وغياباته تتمثل فى الثنائى معروف يوسف وخالد قمر، بينما توافر البدائل يجعل الفريق لا يتأثر بالغيابات مع الوضع فى الاعتبار وجود صف ثان فى جميع المراكز، وهو ما يزيد من قوة الفريق الأبيض، إضافة إلى صدارته مسابقة الدورى بنهاية مباريات الجولة السابعة عشرة. صلاح والبقاء كمدير فنى للقلعة البيضاء محمد صلاح، المدير الفنى للزمالك، يدخل مباراة القمة من أجل هدف وحيد هو تحقيق فوز يسعد به جمهور النادى الأبيض، وقد يكون الفوز نقطة فاصلة فى مشواره مع الفريق، فى ظل عدم حسم الإدارة البيضاء لمصير المدير الفنى الجديد، الذى سيخلف البرتغالى باتشيكو الذى رحل من الفريق مؤخرًا. صلاح لعب مواجهات سابقة أمام الأهلى، عندما كان مديرًا فنيًّا لأندية المصرى وجولدى والاتحاد، ويدرك أن مواجهة القلعة الحمراء ستكون مختلفة هذا المرة، خصوصًا أن الأمر يعد بالنسبة إليه حدثًا تاريخيًّا ينتظره، وسيذكره التاريخ بأن المدرب الذى أنهى احتكار وتفوق وسطوة القلعة الحمراء بجانب ضمان البقاء فى منصبه، وتحوله من مدرب مؤقت إلى مدير فنى. وسيكون فوز صلاح خطوة فى تاريخ المدربين المحليين فى الزمالك، خصوصًا أن جميع انتصارات القلعة البيضاء مع بداية التسعينيات حتى آخر فوز حققه الفريق فى 2007 جاءت تحت قيادة مدربين أجانب مثل الاسكتلندى مكاى والألمانى أوتوفيستر والبرتغالى فينجادا والفرنسى هنرى ميشيل، بينما غاب المدربون الوطنيون عن الساحة، ولم يحققوا أى نجاح يذكر مثل فاروق جعفر ومحمود سعد وحلمى طولان وأحمد حسام ميدو، وأخيرا حسام حسن، الذى لم ينجح فى تحقيق أى فوز على الأهلى خلال ولايتيه.