أعلن الدكتور تيسر النعيمي، مستشار هيئة اليونسكو، اليوم الثلاثاء، نتائج التقرير التحليلي للمنطقة العربية في مجال التعليم. وقال النعيمي، في الجلسة الأولى للمؤتمر الإقليمي للدول العربية حول التربية بعد عام 2015 المنعقد حاليا في شرم الشيخ ويستمر حتى 27 يناير الجاري، إن التقرير التوليفي لليونسكو حول التعليم في الدول العربية استقيت معلوماته من مصادر بيانات مختلفة حول حالة التعليم في المنطقة العربية بدء من عام 2000 وحتى عام 2015، لافتا إلى أن أبرز مصادر المعلومات كانت التقارير الوطنية الصادرة عن الدول العربية، بالإضافة إلى رصد لمؤشرات التعليم قبل الجامعي. وقال النعيمي إن التقرير يحتوى على عدة عناصر محددة من قبل اليونسكو، وكيف استجابة الدول العربية لإطار داكار فيما يتعلق بتحقيق التعليم للجميع. وأشار إلى أن الأوضاع غير المستقرة والصراعات والنزوحات التي أثرت على الدول العربية، كان لها تأثيرها على الدول العربية في تحقيق طفرة تعليمية، مشيرا إلى أن مستويات البطالة في المنطقة العربية ارتفعت إلى 15%، وبين الشباب وصلت النسبة 44 % من الشباب عاطلين عن العمل، مؤكدا ارتباط التعليم بالمؤشرات الإنمائية المختلفة. ولفت مستشار "اليونسكو" إلى أن الإطار العام لدكار عكس أولويات التعليم في المنطقة العربية، مؤكدا أن كافة دول المنطقة انخرطت في تنفيذ خطة لتعليم الجميع، إلا أن الصورة العامة للمنجز المنطقة العربية تكشف أن الدول عملت بصورة جيدة، وحققت نتائج ملموسة مع تفاوت بين الدول في تعميم التعليم الابتدائي، والقرائية وخفض نسبة الأمية، والتكافؤ بين الجنسين، وهذه هي الأهداف التي عملت عليها الدول العربية من أصل 6 أهداف أشار إليها إطار داكار، وكانت هناك فجوات بالتمويل، والخطط التعليمية، كما أن السياسات التربوية لم تكن متسقة مع بعض. وأشار إلى نتائج التزام الدول العربية في توسيع برامج الطفولة المبكرة في التعليم، لا سيما الأطفال الذين يعانون من ظروف خاصة، مؤكدا انه في توسيع تحسين برامج الطفولة المبكرة كان التقدم المنجز أقل من المأمول، وأن الاستراتيجيات كانت ضيقة الأفق، حيث أغفلت تلك الاستراتيجيات عن الرعاية، بينما اهتمت بالتربية. وتابع :"يلاحظ أن معدلات الالتحاق العام في مرحلة الطفولة في الدول العربية كانت متفاوتة، وكانت هناك 4 دول عربية فقط وصل المقيدين في برامج الطفولة المبكرة بها إلى 70%، بينما الإجمالي يؤكد أن 23% فقط من أطفال العرب تتاح لهم فرص الانتفاع ببرامج الطفولة المبكرة، وبصورة عامة الطفل لا يتاح له سوى 4 أشهر فقط من التعليم قبل المدرسة. وأردف النعيمي :" صار هناك تحسن في التعليم بالدول العربية بنسبة 10% منذ عام 2000، ورغم التوسع في القيد بالتعليم الابتدائي إلا أن هناك 5 ملايين طفل خارج التعليم الابتدائي معظمهم من الفتيات، وكانت معدلات الانخفاض في الأطفال الذين لا يتعلمون في الدول العربية بطيئة، وذلك بسبب الاستراتيجيات الموضوعة. وأضاف :" أن 66% من الطلاب العرب فقط يستكملون دراستهم الثانوية، و44% منهم لا يستكملون دراستهم في المرحلة الثانوية وهو عدد كبير من المراهقين العرب الذين لا يستكملون التعليم الثانوي. وفيما يتعلق بمحو الأمية، أشار إلى أنه خلال الفترة من عام 2000 وحتى الآن تم محو أمية 4 ملايين مواطن عربي فانخفض عدد الأميين من 52 مليون إلى 48 مليون أمي فقط، مؤكدا أن 90% من هؤلاء في 6 دول عربية فقط، دون أن يسمي تلك الدول. وأكد أن كثيرا من المكتسبات في مجال التعليم تراجعت نتيجة للمشهد السياسي العام بالدول العربية، ولا يوجد دول عربية حققت الأهداف ال 6 كاملة لإطار داكار، والتي تشمل القرائية والتسرب والتوسع في التعليم الابتدائي، والتعليم الثانوي والتوسع في رياض الأطفال، مضيفا : وفي المقابل لا يوجد هدف تحقق بصورة كاملة، إضافة إلى أن التعليم للجميع لم يستكمل بعد، وربع طلاب العرب في مرحلة التعليم المبكر، و49 % فقط من الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي، وهناك 4 ملايين مراهق خارج التعليم الثانوي في الدول العربية.