هل كان شفيق يعلم أنه سيترشح للرئاسة؟ وهل لو قام شفيق بإخفاء أدوات الاتهام فماذا كان يفعل محمود وجدى وزير الداخلية حينها.. كان بيتفرج عليه مثلا، ما يطلع يقول الحقيقة؟ هل محاولة الإخوان للاستفادة من الحكم لأقصى درجة وإصدار بيان بالنزول لمختلف الميادين يعتبر صفاقة انتخابية فى استغلال اسم ودماء الشهداء أم أن الأخلاق تستدعى أن من يطالب بقيام دولة محترمة أن يكون أول من يدعو لإرساء قواعد احترام هذه الدولة؟ وهل سيقبل حكم الإخوان الخروج عليهم لو كانوا فى موقع رأس السلطة؟ هل يجب أن يكون الشعب كله فقهاء دستوريين قانونيين ونعلّق جميعا على الأحكام من منظور قانونى وكأننا بتنا علامات فقهية؟ التحرير وسيلة ضغط كبرى فاعلة فما المطلوب ليرضى؟ وهل من الممكن أن نتفق على حدٍّ للرضا؟ وهل إرضاء جميع من فى الميدان من فئات وطوائف مختلفة سيرضى طموح الإخوان؟ وهل إرضاء الميدان إرضاء لكل الشعب بالتبعية؟ أسئلة كثيرة تدور فى ذهنى أبحث لها عن إجابات منطقية بمنتهى الأمانة والضمير كأنك تبحث عن العدل فى أكوام الظلم، وسألت نفسى ما العدل الذى نريده من وجهة نظرنا، هل هو الرضا بأحكام القضاء واحترامها حتى لو لم تأتِ كما نتمنى أم أن العدل أن يحكم القاضى بما نريد فإن لم يكن كذلك فهو قاضٍ ظالم يجب الخروج عليه، والدعوة للثورة على أى نظام وشرعية واتهام الجميع؟ ماذا لو اتهمنا جميع القضاة فى ضمائرهم وأمانتهم وشرفهم المهنى، من أين سنستنسخ قضاة جددًا وما القوانين التى ستطبَّق؟ كثير من أبناء الشعب حاليا متغير المزاج، مختلف الطوائف والأهداف، سريع التقلب، مندفع لأقصى درجة، لا يعرف الوسطية فى الفكر والفعل ورد الفعل، يلغى الآخر ولا يستمع إلا إلى رأيه، ولا يفكر إلا فى اللحظة تحت قدميه كأننا فى مباراة نتصارع ونسرع لإحراز أكبر عدد من الأهداف دون الالتزام بقوانين اللعبة أو صفارة الحكم، فالمهم أن نلعب وهكذا فى ملعب السياسة المصرية تلعب جماعات دينية وأحزاب وجماعات سياسية ومرشحو رئاسة ومخابرات داخلية وخارجية ومصالح دول وأشخاص تتحرك كقطع الشطرنج وجماهير تندفع كالقطيع وانتهازيون يستثمرون كل الفرص للهجوم والهجوم المضاد وتبقى ساحة اللعب تئن وتشتكى وتصرخ من ظلم الجميع لها وعدم الرأفة بها وتركها حتى فى وقت الاستراحة وأغلبية الشعب تصل دائما بعد انتهاء المباراة أو بعد فوات الأوان، وأسهل الأمور أن يخوِّن بعضنا بعضا، فدائما هناك طرف ثالث ولهْوٌ خفىّ وجميع الأفعال والتحركات لغاية وهدف، لا شىء أبدا للوطن أو لوجه الله. دكتور/هانى أبو الفتوح – الكويت