أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن الدنيا لم تعرف في التاريخ القديم والتاريخ الحديث متانة في العلاقات وقوة في المودة ، وعمقا في الألفة والمحبة بين أبناء أمة من الأمم ،مثلما عرفتها في شعب مصر مسلميه ومسيحييه. وقال «إن هذا ليس بمستغرب علي شعب عرف بفطرته النقية وبطريقه إلي التوحيد والإيمان قبل أن تصله رسالة الأديان، وأن أبناءه جميعا في بوتقة واحدة ويمثلون النموذج الأسمى والمثل الأعلى في وحدة نسيج مصر وروعة مظهره وجوهره» جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر اليوم الاربعاء للأنبا باخوميوس قائم قام الكرسي البابوي، والوفد المرافق الذي ضم الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والأنبا هدرا مطران أسوان والأنبا موسي أسقف الشباب . وأضاف الإمام الأكبر «إن الشعب المصري برهن عبر تاريخه الطويل قدرته الفذة علي التغلب علي المحن والمصاعب التي تواجهه، وأن مصر بفضل إخلاص أبنائها ستتعافي من الآثار السلبية والمشاكل التي واجهتها عقب الثورة، وهذا شيء طبيعي في أثناء الثورات، ومصر ليست بدعا من ذلك» من جانبه، أكد الأنبا باخوميوس أن «مصر نسخة فريدة صاغها الخالق سبحانه وتعالي أرضا، ومكانا، وتاريخا، وأن قوة النسيج الوطني الذي انفردت به مصر دون العالم أجمع، بهر أنظار المراقبين والمحللين والفلاسفة ،لأن الله حبا المسلمين والمسيحيين بالعيش علي تلك الأرض الطيبة، التي أنبتت شعبا طيب الأعراق، فسعدت مصر باستقبال المسيحية ومعها فضائل المحبة والسلام ،ومن بعدها استقبلت رسالة الإسلام ، ومعها شريعة الرحمة والوئام» وأضاف أن شعب مصر يعيش في مودة وأخوة ووفاق وتلاحم، ويشكل من مسلميه ومسيحييه نسيجا قويا وفريدا من نوعه لم تفلح كافة محاولات القوي الاستعمارية أن تنال من قوته. وشكر الأنبا باخوميوس، الشعور النبيل للمسلمين عقب وفاة قداسة البابا شنودة الثالث، والذي برهن علي عمق الروابط والألفة والمحبة التي تجمع بين نسيج هذا الوطن الغالي، متمنيا لمصر دوام الازدهار والاستقرار، ومثمنا الدور الريادي للأزهر الشريف علي مدي تاريخه، وبخاصة تحت قيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر- الذي أعاد له هيبته ومكانته في الحفاظ علي الفكر الإسلامي الوسطي السمح ،والذي حافظ علي لحمة الوطن .