بعد سنوات طويلة من السكون، عاد تنظيم «التكفير والهجرة» إلى واجهة الأحداث مرة أخرى، لكن هذه المرة فى الفيوم. عناصر التنظيم فى الوقت الحالى، يسيرون على نهج زعيم التنظيم، فى الثمانينيات من القرن الماضى، شكرى أحمد مصطفى فى حشد الأتباع، وتوسيع رقعة المساجد المسيطر عليها من قبلهم، وتشييد مساجد أخرى، خاصة بهم. زعيم التنظيم الحالى فى الفيوم محمد عرفة، الذى يقيم فى مركز يوسف الصديق، نجح بمساعدة أشقائه، فى بناء مسجدين وسط الزراعات، دون الحصول على رخصة بذلك، أحدهما فى قرية أبو حجازى، مسقط رأس عرفة، والآخر فى قرية كحك، التى بدأت منها شرارة العمليات الإرهابية، التى نفذها تنظيم «الشوقيين»، عام 1990، غير أن نشاط مسجد أبو حجازى بدا منتظما، حيث يتردد عليه المئات من أنحاء الفيوم كافة، بصورة منتظمة يومى الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع. من جانب آخر، بدأت الأجهزة الأمنية فى الفيوم فى مراقبة تحركات أعضاء التنظيم، فيما أبدى أهالى المراكز الكبرى فى المحافظة، وخصوصا فى أبشواى ويوسف الصديق، مخاوف كبيرة من عودة أعضاء التنظيم، لمزاولة نشاطهم السابق، بتكفير أفراد المجتمع، واستخدام القوة ضدهم، مثل ما كان يحدث قبل ثلاثين عاما، حين «استحل عناصر التنظيم، أموال وثروات وأرواح كل من لا يتبعهم»، على حد قول أحد أهالى القرية. أحد أقارب زعيم التنظيم التكفيرى، الذى رفض ذكر اسمه خوفا على حياته، كشف ل«التحرير»، عن أن أتباع التنظيم يرفضون تناول الذبائح مع الناس العاديين، ويرفضون حضور مراسم الزواج والصلاة وتشييع جنازات الأموات «مادام الأمر لا يخص أحد أعضاء جماعتهم»، على نحو أغضب رموزا للتيار الإسلامى فى الفيوم، من الجماعة الإسلامية، والإخوان المسلمين، والسلفيين، حتى إن بعضهم بدأ بالتصدى لفكر «التكفير والهجرة»، المكفر للحاكم والرافض اندماج المرأة فى المجتمع. من جانبه، قال رئيس مركز يوسف الصديق محمود عبد الصمد، إنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من قام ببناء المسجدين المخالفين على الأراضى الزراعية، فى قريتى أبو حجازى وكحك.