1- كأن مومياء لم تقتل الأحياء. 2- وماذا سيحدث إن خرج مبارك من القضية مثل «شعرة».. هل سينسى الناس 30 سنة من فساد واستبداد حولت مصر إلى ما نراه ونعيشه؟ 3- وكأننا الآن أمام كارثة لا تقاس أمامها براءة مبارك وفرق حراسته.. كارثة فشل منظومة العدالة فى محاكمة رئيس ونظام تعفن حتى ثار الناس عليه. 4- هذا يعنى بقليل من التفكير أن «قتل الناس.. عندما تثور» ليس إلا مجرد مهمة عمل لموظف فى منصب رئيس أو ضابط يتجول فى الشوارع بسلاحه الميرى. 5- وهذه القاعدة لن تستفيد منها النخب الحاكمة، أى الرئيس وحاشيته فقط، ولكنها ستصبح قاعدة تبرر القتل والعنف، وهذا ما حدث للقذافى، فقاتله يدرك إدراكا عميقا أن بلاده ليست لديها منظومة عدالة، فقرر تطبيقها بيده.. وعلى العكس لم يقتل أحد من حاشية مبارك، رغم أنهم كانوا جميعا فى مرمى يد الناس الغاضبة، لأنه كان بشكل أو بآخر هناك ثقة فى منظومة العدالة.. ثقة منعت العنف. 6- وهذا ما يجعل براءة مبارك انتصارًا له ونظامه، أو من سعى للوصول إلى هذه اللحظة، لكنه انتصار سيدفع المنتصر ثمنه.. كما دفع المرسى ثمن انتصاره فى دفع الناس إلى متاهة الصناديق وفرملة الثورة.. انتصر لكنه دفع ثمن الانتصار. 7- البراءة ورغم وقعها الكئيب على الناس، فإنها تؤكد أن الجريمة لا تفيد.. فهؤلاء القتلة قتلوا، لكنهم لم يستمروا فى الحكم.. وسيعيشون الأيام الباقية من أعمارهم يبحثون عن تعاطف أو شفقة أو يتسولون أذنا تسمعهم أو يشترون ابتسامة تظهر على مذيع زومبى. 8- البراءة ورغم تعامل الزومبى وجمهوره على أنها صك غفران.. ليست إلا إشارة من إشارات الإدانة، فهذا حاكم دمر بلدا كاملا، ودبج قوانين ليحمى نفسه من الحساب.. إنها دليل إدانة جديد. 9- دليل آخر أن هذه المومياء التى انتظرت مصر كلها بمن فيهم عائلته التدخل البيولوجى لإنهاء كارثة الحكم.. هذه المومياء تقتل الأحياء والحياة كل يوم بظهورها السقيم، بل إنها خلقت لها جمهورا يريد العودة إلى أيامه، التى لم تكن سوى تدمير لكل ما هو حى لتبقى السيادة إلى الأردأ والأسوأ والأكثر ميلًا إلى قتل الروح. 10- مبارك كانت أيامه جنة الفساد والاستبداد.. وأسس لما نحن فيه من عفن.. فالفساد لم يعد شيئا عابرا، لكنه أصبح تأسيسيا، واللصوص يتبجحون بحقوقهم فى اللصوصية، وعديمو الكفاءة يفخرون بأيامهم السوداء التى احتلوا فيها مساحات وفرصًا، والقتلة والمتوحشون يفخرون بأيام أريقت فيها الكرامة. 11- اشتياق لأيام مثل التى عشناها أيام مبارك.. هى جريمة كاملة لن تمحوها البراءة. 12- سيستمر مبارك فى زنزانته الطبية.. أسيرا رمزيا، بينما يجب أن نبحث الآن عن الطريق الطويل لإعادة بناء منظومة العدالة. 13- نبحث عن طريقة للدفاع بها عن الأحياء والحياة.. فى وجه الزومبى الخارج علينا من كل مكان.. هل من طريق؟ هل من طريقة؟