إنه بداية يوم جديد، استيقظت من النوم، تناولت الإفطار مع العائلة، كل واحد فينا يملك حلمًا جديدًا يخطط لتحقيقه بكل تفاؤل وإصرار ويقين فى الله سبحانه وتعالى أنه لن يتخلى عنا، ما دام هناك جهد سيبذل من أجل تحقيق الحلم والأهم من الجهد التخطيط السليم، نزلت إلى الشارع واندهشت من انضباط المرور، كل واحد ماشى فى طريقه يحترم الآخر، ماحدش بيكسر على حد ولا حد بيتفذلك فى السواقة، الناس واقفة فى انتظار الأوتوبيس فى طابور يحترمون أولوية الوصول، يأتى الأوتوبيس فى ميعاده ويصل المحطات أيضًا فى ميعاده، الميكروباصات تلتزم بالقواعد، حتى عربيات اللورى على الدائرى والطرق السريعة تلتزم بالسرعة المقررة والحارة المخصصة لها، وجدت حارة صغيرة فى الشوارع بجانب الرصيف سألت ما هذا، قالوا لى إنه مخصص لراكبى الدراجات وإلى جوارها حارة مخصصة للإسعاف والإسعافات المرورية، المدهش أيضًا أن لكل شارع وحارة إشارة ولافتة تدل عليهما، فلا يحتاج المواطن إلى السؤال عن العناوين ويعرض نفسه للتوهة المعروفة طبعا لينا جميعا بسبب «الفتْى العظيم»... خيال يا ناس!! ما الدنيا اتظبطت أهيه والحل بسيط، حسن تخطيط والتزام وإصرار على النجاح، معقولة يعملوا كده، يحلوا المشكلات المعقدة بالبساطة دى!! وصحيت من النوم أتارينى كنت باحلم، خير اللهم اجعله خير، وبدأت أحضر شنطتى للسفر إلى الجونة لقضاء إجازة العيد، وهناك اكتشفت إن فيه شخص فكر وحلم وخطط وأصر ينفذ حلمه وسماه الجونة، ده منتجع سياحى يقع على ساحل البحر الأحمر، وما أدراك ما جمال وسحر البحر الأحمر، حتقولى آه ده بتاع الأغنياء يعنى، الإجابة لأ، المكان صمم لاستيعاب كل الفئات بداية من محدودى الدخل الذين يستعينون هناك فى تنقلاتهم بالتكتك إلى أصحاب الطائرات الخاصة والعربات الفارهة، كل يتمتع بنفس الخدمة والجمال والنظام والأهم التخطيط الذى جعل لكل منزل أو فيلا أو شاليه شاطئا خاصًّا به، وجسورا حجرية صغيرة لتسهيل التنقل، حارات للدراجات، ثلاث مناطق مركزية للخدمات وأماكن الترفيه، توجد أيضًا محطة إذاعة واستاد رياضى على أعلى مستوى، معروف لنا جميعًا وفريق كرة ينافس الفرق الكبرى باسم المكان ومستشفى، منظومة متكاملة رائعة، جعلتنى أفكر..... بما أن النظام والاحتواء الاجتماعى يمكن حدوثه والناس عارفة تعيش مع بعض رغم الفروق الاجتماعية، يتعاونون مع بعض ويستمتعون بالأشياء سويًّا، طب ليه كل محافظة على حدة ماتكررش التجربة بالتعاون مع رجال أعمال المحافظة، ونوابها ونشطائها وشبابها، بدل ما فلوس الدعاية الانتخابية بتتصرف على الرشاوى واليفط اللى حتترمى بعد العملية الانتخابية، ما نعمل بيها مركز أو اتنين خدميين ويفط تشير إلى الاتجاهات، ليه كل محافظة ماتبقاش جونة تانية وتتفوق عليها كمان، ده كل الحكاية يا جدعان حد فكّر وحلم وخطط وأصر ينفذ؟!