الرئيس عبر الفيديو كونفرانس: كل وزير ومسؤول يدقق مصاريفه بالجنيه لأنى سأراجع كل أوراقه بينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بافتتاح عدد من المنشآت الخدمية بمجمع كوبرى القبة الطبى من خلال شاشات الفيديو كونفرانس توقف عند العقيد حنان، مسؤولة قسم الصيدليات وسألها «هناك نظام آلى متكامل للصيدليات سمعتى عنه؟»، ومتى من الممكن أن نفعّله؟»، فأجابت: «خلال ستة أشهر»، فعاد ليسألها مرة أخرى «كم يتكلف؟»، فلما تأخرت فى الإجابة قال الرئيس بلهجة حاسمة: «هذا النظام نفذناه فى مستشفى الجلاء وممكن تشوفيه هناك». هكذا بدا الرئيس أمس، دارسًا جيدًا لملف الصحة والخدمات الطبية، وفى أثناء كلمة اللواء هارون أبو سحلى مدير المجمع عن تكاليف المرحلة الأخيرة لتطوير المجمع الطبى، والتى تنتهى فى أكتوبر 2015، توقف الرئيس فجأة ليقاطعه عندما قال كلمة «نزاهة» فى تنفيذ الأعمال، وسأله عن التكلفة المتفق عليها، وطلب منه أن يتم عرض ملف التكاليف عليه شخصيا قبل استئناف العمل فى المرحلة الأخيرة. السيسى وجه الشكر لكل من أسهم فى أعمال التطوير، ثم فسر لماذا طلب مراجعة التكلفة المالية للمشروع قائلا: «لقد وضعنا مجموعة قيم داخل القوات المسلحة تتركز فى ثلاث نقاط، الأول أن تكون التكلفة فى أضيق حدود، وأن يكون التنفيذ الزمنى فى أقل وقت ممكن، ثم كفاءة الأداء»، وأضاف الرئيس: «ليس لدينا خيارات أخرى لتأخذ مصر مكانها بين أعلى الأمم»، مضيفًا «لماذا أدقق مع كل وزير وكل زميل؟ لأنه غير مقبول أن لا يعرف المسؤول تكلفة الخدمة التى يقدمها، لأن ببساطة الفلوس التى ندفعها بنجيبها من دم الناس ومش ح نرميها فى الأرض». ثم وجه الرئيس رسالة انتقاد وتحذير لتباطؤ تنفيذ المشروعات، فقال إن وزير الإسكان طلب منه سابقًا أن تنفذ القوات المسلحة 50 ألف وحدة سكنية، فأجابه بأن يرفعها إلى 150 ألف وحدة وتنفذ فى عام واحد، وقال: «إحنا متأخرين قوى وما ينفعش ترفع كفاءة الأداء على مهلك». وعندما وصل للكلمة التى بدا أنها استفزت أهم رسالة أراد توجيهها وهى «النزاهة» قال موجها كلامه للجميع: النزاهة ليست محل كلام الآن، هوه لسه فيه فلوس حاتتسرق؟؟، وأضاف بلهجة حملت الكثير من الشدة: «مابقاش فيه إلا أننا نديها من دمنا مش نضيعها». وواصل: أنا كمسؤول لا أناقش النزاهة، إحنا تجاوزناها خلاص، «حرام» اللى حياكل حياكل من إيه؟ هو فاضل حاجة؟ ياريت كل واحد يطلع من جيبه ويدى البلد. وأضاف الرئيس محذرًا الحكومة: «كل جنيه يتراجع اتكلف كام وليه؟ لو أننا ننفذ 5000 مشروع ووفرنا فى كل مشروع مليون جنيه، يعملوا لنا خمسة مليارات جنيه أقدر أنفذ بيها مشاريع أخرى»، ولفت إلى أهمية أن يتنازل المقاولون عن جزء من مكاسبهم لخفض التكلفة، وأن تكون تلك سياسات مستقرة نعوّد عليها الجميع، وكرر ضرورة أن يعرض أى مشروع متضمنا تدقيق تكلفته المالية. ثم التفت السيسى لوزير الصحة وسأله: «تحتاج 80 مستشفى تفتكر المستشفى يحتاج كام لتقدم خدمة مقبولة من غير رواتب الأطباء والعمالة ومن غير المعدات والأجهزة؟ مستشفى 100 سرير تحتاج مستلزمات طبية بكام فى السنة؟»، فأجاب وزير الصحة: «نحو 200 مليون جنيه»، وهنا قال السيسى: «أى 16 مليار جنيه مستلزمات فقط سنويا، بينما موازنة وزارة الصحة تنفق فى الرواتب! فكيف تغطى الخدمه الطبية؟ والناس تدخل مستشفيات مثل مستشفى الحسين ومستشفى سيد جلال ومستشفى أحمد ماهر، فلا تجد أى خدمة بها والناس بتسأل لماذا؟ لأن الفلوس مش موجودة». وضرب الرئيس مثلا موضحًا خطوات تجهيز المجمع الطبى بالأجهزة منذ كان وزيرًا للدفاع وإصراره على ضغط المصاريف مع أعلى كفاءة وقال: «كنا نفاوض الشركات بالخارج ونضغط الأسعار ونطلب من السفارات توجه خطابات شكر للشركات لأننا غلابة وظروفنا صعبة». وأضاف أن هذا ما يجب أن تكون عليه ثقافة الوزراء كلهم، وكل مسؤول فى كل مجال يتطلب إنفاقًا فى إنشاء المصانع والطرق، وحتى السلاح، وقال إنه سيراجع بنفسه هذا الوضع قائلا: «عندى وقت كتير وأقدر أكلم كل مسؤول بيعمل حاجة وأسأله»، وضرب مثلا بتنفيذ مشروعات وبعد انتهائها لا يجد المواطن شيئا وقال: «ندخل على القرى ونحدد تكلفة لرفع كفاءتها ومستوى المعيشة وبعد ما تخلص نلاقى القرية زى ما هى! ينفع الكلام ده؟». وأضاف السيسى أن هناك مسؤولية على كل فرد فى المجتمع ليعرف أين التحدى وأن الدولة لا تستطيع، وأن على الدولة أن تشجع المواطنين فى كل المستويات ليعملوا بمقابل أقل مما تعودوا عليه، وأن تحتضن من يستجيب لهذا وتقف بجانبه، مشيرا إلى ما حدث من أيام فى مستشفى بالإسكندرية وجده المسؤول خاويا بلا أطباء «فى إشارة إلى مستشفى سموحة الذى افتتحه رئيس الوزراء من عشرين يومًا ووجده المحافظ بلا أطباء». وقال السيسى موضحا أن هذه الثقافة تحكمها ثلاثة أسباب الأول أن قدراتنا التمويلية ليست كبيرة، ثانيا لنضمن أن لا يكون هناك هدر سواء بفساد أو سوء إدارة، وثالثا لنكون مطّلعين على شؤوننا ومن يتكلم يتكلم عن دراية وإدراك، لما نكلفه بأى مشروع. وقال: «عندما قلت هذا الكلام وأنا وزير للدفاع البعض استغرب لكن هذه هى الحقيقة ليس لدينا خيار وعنصر الوقت والتكلفة عنصران حاسمان، ما يجب أن ينتهى فى خمس أعوام ننهيه فى عام، وعندما أنهى وأسلم كوبرى قبل أوانه أو طريق أو منشأة معناه رحمة للناس» واختتم السيسى كلماته قائلا: «لو بتحبوا المصريين الحب مش كلام، الحب عمل بلا حدود وبلا مقابل».