يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم (الخميس)، والذي جاء بناء على طلب من الجانب الأمريكي لإعادة تجديد وتنشيط العلاقات المصرية الأمريكية بعد فترة من التوتر والفتور دامت لأكثر من عام عقب قيام ثورة 30 من يونيو. وترجع أهمية اللقاء بين السيسي وأوباما إلى أنه فرصة قوية لدفع وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وإعادتها إلى مسارها الصحيح، كما أنه يأتي في الوقت الذي تواجه فيه أمريكا عدة تحديات في الشرق الأوسط في مقدمتها حربها ضد ما يسمى بتنظيم "داعش" والقدرات النووية الإيرانية والنتائج السيئة التي ظهرت بعد الهجمة البشعة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، كل هذا يؤكد أهمية دور مصر وأنها الشريك الذي يمكن الاعتماد عليه في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة هذه التحديات، وخاصة بعد ما أعرب الرئيس السيسي عن دعمه للتحالف الدولي لمواجهة خطر تنظيم " داعش". ويأتي هذا اللقاء لتقوية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وإزالة الآثار الناجمة عن المواقف المتعنتة التي اتخذتها الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه مصر من تعليق للمساعدات العسكرية، واستطاعت مصر أن تتجاوز هذا الموقف عن طريق الدعم المادي الذي قدمته دول الخليج بعد ثورة 30 يونيو وتولى الرئيس السيسي رئاسة الجمهورية والدعم العسكري الذي قدمته روسيا واتفاقيات السلاح، كل هذا كان رسالة وجهها الرئيس السيسي للعالم الخارجي وهى أن العلاقات مع مصر يجب أن تكون على أساس تحقيق المصالح المشتركة وإعلاء مصلحة مصر ومصلحة الشعب المصري. ويعتبر هذا هو اللقاء الأول للرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس السيسي منذ توليه رئاسة مصر في يونيو الماضي واللقاء الأول برئيس مصري بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، فمنذ تولى أوباما الحكم في 2009 لم يلتق إلا الرئيس الأسبق حسنى مبارك . وهذا اللقاء يعتبر تأكيدًا وانتصارًا لثورة يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين وبحكم الرئيس الأسبق محمد مرسى، وانتصارًا وفرضًا للإرادة الشعبية المصرية واختيارها لرئيس يمثلها والمطالبة بحقها في الديمقراطية على الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم. وحسب رأي المحللين فإن هذا اللقاء يأتي من منطلق تهدئة الأوضاع بين البلدين وإنهاء حالة التوتر التي حدثت بينهما بعد ثورة 30 يونيو، كما أنه سيتيح فرصة لتصفية بعض الشوائب في العلاقات بين البلدين خاصة وأن أمريكا لها مصلحة في ذلك، مشيراً إلى أن من مصلحتها أن يتماسك التحالف الدولي الذي تحاول أن تشكله لمواجهة تنظيم "داعش". كما أن مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية تربطهما علاقات استراتيجية وثيقة لا يمكن تناسيها استمرت على مدى العقود الأربعة الماضية على أساس الدور المؤثر لكل منهما في كافة القضايا العالمية والإقليمية والشرق الأوسط والتنسيق، والتشاور كان قائمًا بين الطرفين خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق والسودان وإيران، فضلاً عن أكبر قضية تواجه العالم حاليًا وهي قضية مكافحة ومواجهة الإرهاب والقضاء عليه.