بعد توتر العلاقات التركية المصرية بعد ثورة 30 يونيو وإيواء تركيا لعناصر جماعة الإخوان داخل أراضيها.. جاء طلب الخارجية التركية لعقد لقاء ثنائي بينها وبين مصر لمناقشة الخلافات بين البلدين، ليختلف حوله الخبراء والسياسيون. حيث رأى بعض السياسيين ان اختلاف الموقف التركي تجاه مصر ناجم عن ضغوط الإدارة الامريكية بعد رفض مصر وتركيا المشاركة في التحالف الدولى لمواجهة تنظيم داعش، فيما اعتبر آخرون أن هذا التغيير يمثل خطوة ديبلوماسية تستحق الحذر. في هذا السياق قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن تركيا تتعامل مع مصر من خلال سياسة الرمال المتحركة، مشيراً الى ان طلب تركيا عقد لقاء ثنائي مع مصر لمناقشة الخلافات بين البلدين يمثل تغيراً استراتيجياً بالموقف التركى. وأكد اللاوندي، في تصريحات ل"بوابة الوفد"، اليوم الثلاثاء، أن تحول الموقف التركي تجاه مصر يعود للضغوط التى تمارسها الولاياتالمتحدة على تركيا لمراجعة علاقتها المعادية مع مصر، خصوصاً بعد رفض مصر المشاركة في التحالف الدولى لمواجهة تنظيم داعش، وهو الموقف ذاته التى اعلنته تركيا من قبل. وأشار خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الى ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على قطروتركيا لتغيير سياستهم المعادية مع مصر، لافتاً إلى أن تلك الضغوط ظهرت جلياً في طرد قطر ل7 من قيادات الاخوان، مطالباً في الوقت ذاته الرئيس السيسي بالحذر الشديد في التعامل مع تركيا خلال اللقاء، قائلاً "على الرئيس أخذ الأمور بحذر شديد فقد تتغير الأمور من جديد". فيما أكد السفير محمد العرابي، سفير مصر بألمانيا الأسبق، ورئيس حزب المؤتمر السابق، ان تركيا تحاول التماشي مع تغيرات المنطقة من خلال إعادة حساباتها وسياستها تجاه مصر. وأوضح العرابي، ان هذا اللقاء ليس بالضرورة ان يأتى بنتائج ملموسة على ارض الواقع، مشيراً إلى أن مثل تلك اللقاءات تعد لقاءات استكشافية يعرض كل طرف به مواقفه المختلفة، مؤكداً في الوقت ذاته، ان الولاياتالمتحدة تسعى لترتيب الاوضاع دول الشرق الاوسط على نغمة واحدة وهو ما جعل تركيا تعيد علاقاتها مع مصر. فيما يرى صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، ان طلب تركيا لعقد لقاء ثنائي مع مصر يمثل مراوغة تركية للاعتراف على استحياء بشرعية ثورة 30 يوينو. وأكد حسب الله، ان تركيا تحاول عودة العلاقات المصرية التركية بشكل ديبلوماسي رغم العمى المصاب به الرئيس التركي المنحاز قلباً وقالباً لجماعة الاخوان، مطالباً الرئيس التركي بتغيير لغة خطاباته ضد مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي. استبعد نائب رئيس حزب المؤتمر، وجود ضغوط امريكية على تركيا لعودة علاقاتها مع مصر كما كانت قبل ثورة يونيو، قائلاً "الولاياتالمتحدة تستخدم بعض دويلاتها بالشرق الاوسط لإدارة الصراع في المنطقة، والايام وحدها ما ستثبت مدى جدية تلك الدعوة التركية". وأكد حسين عبدالرازق، القيادي بحزب التجمع، ان الادارة التركية ادركت أخيراً الدور الذي تلعبه مصر على المستوى الاقليمي والدولى، الامر الذي حثها على طلب عقد لقاء ثنائي مع مصر وتسوية العلافات بين البلدين. اضاف عبدالرازق، ان طلب تركيا يعد اعترافاً بالنظام المصري بعد الثورة، خاصها بعد ادراكها مدى قبول واعتراف القوى الرئيسية كافة في العالم بثورة 30 يونيو، مشيراً إلى أن من مصلحة السياسة التركية ان يكون هناك خيط بينها وبين الإدارة المصرية حتى تتفادى اى تغيير في سياستها المستقبلية مع علاقتها بمصر. واستبعد القيادي بحزب التجمع، وجود تأثير من الادارة الامريكية على تركيا لإعادة العلاقات المصرية التركية، قائلاً "السياسة التركية مرتبطة بشكل اساسي بالسياسة الامريكية ولكنها ليست نسخة كربونية منها، لذا وحتى وان كان هناك نصيحة امريكية لتركيا فهذا لا يغير من الواقع شيئاً".