لم يعد قاموس الثورة السورية قاصرا على مصطلحات القتل والتعذيب والتنكيل والمداهمة، بل اتسع ليشمل الانسحاب التكتيكى والنزوح وإشاعات الانقلاب بعدما أشعل النظام الحرب فى نفسه، مستخدما دماء شعبه وقودا لن يؤدى إلا إلى إحراق الأسد وأركان عرشه فى النهاية. على طاولة مجلس الأمن، بدأت الحرب السياسية الدبلوماسية تشهد أولى حلقاتها مع توجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى، إلى نيويورك، ليعرض اليوم على ممثلى مجلس الأمن أحدث التطورات طلبا لتأييد خطة السلام العربية التى تدعو إلى تنحى الأسد، وتفويض سلطاته لنائبه، والموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، أملا فى التغلب على مقاومة رفض الصين وروسيا دعم المقترحات العربية فى مواجهة النظام السورى حليفهما. ولكن بالتزامن مع متابعة خطة السلام العربية، أصبح الداخل السورى يضج بأنباء الحرب بين القوات النظامية والجيش السورى الحر، لتشهد الأنباء السورية نوعا من التطور بالحديث، أمس، عن انتزاع القوات السورية -التى تعانى من تزايد الانشقاقات فى صفوفها- السيطرة على الضواحى الشرقية لدمشق بعد انسحاب تكتيكى للجيش السورى الحر من منطقة الغوطة الشرقية عند أطراف العاصمة، مما دفع النظام للزج بقوات الحرس الجمهورى لاستعادة هذه المدن من قبضة الجيش الحر، ليتحول المسار الداخلى لما ينذر بحرب أهلية أو انقلاب عسكرى. فبعد 3 أيام شهدت خلالها العاصمة سلسلة من التفجيرات بضواحيها وشائعات عن انقلاب عسكرى وتعزيزات أمنية شملت المطار والقصر الجمهورى، تحدثت، أمس، وكالة الأنباء السورية الرسمية عن عملية تخريبية من جماعة مسلحة استهدفت خط الغاز من حمص إلى بانياس بالقرب من تلكلخ، بينما ذكر قائد الجيش السورى الحر رياض الأسعد، أن الروح المعنوية لكتائب بشار الأسد بدأت تنهار، والنظام بدأ يفقد أعصابه، وذلك ما دفعه إلى القيام بالقصف العشوائى للمدن، مؤكدا أن جيش المنشقين سيفاجئه بكثير الفترة المقبلة، وأنه مصمم على إسقاط النظام الذى قامت قواته بقصف مدينة حماة، أمس. دولياً طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، الرئيس السورى بوقف العنف فورا، فى حين سلطت وكالة «سانا» السورية الرسمية الضوء على تصريحات الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية الدولى فى طهران، بأن الغرب ومن ليس لديهم خبرة فى الديمقراطية يسعون إلى ضرب سوريا، فى سعيهم لإنقاذ الكيان الصهيونى.