أرض الفيروز لا تزال ترتوي بالدماء.. 9 جدد من «خير الأجناد» يُضافون إلى سجل شهداء سيناء، الذي كبُر حجمه، بينما تعلن الدولة –ليل نهار، بكافة أجهزتها- أنها ستقضي على الإرهاب، مؤكدة أنه لن يقوى على هزيمة قواتنا الباسلة وإرادة شعبنا. كم من الوقت يتطلب القضاء على الإرهاب؟ قال «مرسي» في أغسطس 2012، إنه سيعمل على تطهير سيناء من الإرهاب، ليتخذ المشير عبد الفتاح السيسي الحرب ذاتها –بقوة أكبر- شعارًا لمرحلته التي بدأت قبل أربعة عشر شهرًا. ففي 6 أغسطس 2012، أنهى الإرهابيون حياة 16 جنديًا وضابطًا مصريًا في رفح، لتعلن القوات المسلحة –تحت قيادة مرسي- الحرب على الإرهاب في سيناء، لتُفاجأ –بينما تحارب- بمذبحة رفح الثانية في 19 أغسطس الذي تلاه -راح ضحيتها 25 جنديًا مصريًا-، لتدفع القيادة الجديدة –عدلي منصور والسيسي- بكامل قوتها، معلنة أنها ستثأر لجنودها الذين اغتالتهم أيدي التكفيريين بمنتهى السرعة. بينما تواصل الدولة حربها الأهم، باغتها الأعداء، اليوم الثلاثاء، -بعد مرور عام على مذبحة رفح الثانية- بعملية من نوع جديد، حيث استهدفوا إحدى مدرعات القوات المسلحة على طريق «الشيخ زويد – رفح» بلغم أرضي، أسفر عن استشهاد ضابط و10 مجندين. الرئيس يتجاهل استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفدًا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي برئاسة هوارد ماكيون، رئيس لجنة الخدمات العسكرية، وأكد أعضاء الوفد، تأييدهم لمصر خلال المرحلة المقبلة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مشيرين إلى أن مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف تعد معركة مشتركة تتعين مواجهتها بالتعاون بين مصر والولايات المتحدة. ولم يتطرق الرئيس، رغم استفسار أعضاء الوفد بشأن أمد الحرب على الإرهاب في سيناء، إلى الحديث عن الجنود الذين اغتالهم لغم الإرهاب في سيناء، واكتفى بالإشارة إلى أن «الدولة المصرية تضع الحفاظ على حياة مواطنيها في سيناء نصب عينيها، وتبذل قصارى جهدها لتجنب إصابة المدنيين أثناء المواجهات مع الجماعات المتطرفة في سيناء، وقد كان من الممكن حسم هذه الحرب في مدى زمني قصير، ولكن بحصيلة مرتفعة من المدنيين الأبرياء، وهو الأمر الذي تأباه الدولة المصرية على ذاتها، وذلك خلافًا لاستراتيجيات قتالية أخرى قد لا تراعي هذه الأبعاد الإنسانية في حروبها»، حسبما قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. القوات المسلحة لا تعرف! اثنتا عشرة ساعة مرت على الحادث الإرهابي، ولم تتطرق القوات المسلحة -الممول الأساسي بالمعلومات عمّا يجري في سيناء- إلى الحادث من قريب أو بعيد، واكتفت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة، بنعي 9 مواطنين من أقارب طلبة معهد ضباط الصف بالإسماعيلية، والحديث عن لقائي وزير الدفاع بنظيره اللبناني، والوفد البرلماني الأمريكي، الذي لم يتطرق خلالها إلى استشهاد جنود رفح. الداخلية تنشر أسماء «شهداء الواجب» نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية، أسماء شهداء طريق «الشيخ زويد - رفح» بشمال سيناء، إثر انفجار لغم أرضى، وهم: 1- م.أول / أحمد محمد السيد محمد حجازي 2- عريف / السيد على محمد بدر. 3- عريف / محمد صبري مصطفى احمد. 4- عريف / محمد مرسي عبدالله شاهين. 5- عريف / السيد السيد عبده. 6- مجند / سليمان محمد سلامه حسين. 7- مجند / اسلام احمد عبدالمنعم. 8- مجند / محمد كامل جميل فهد. 9- مجند / حسن احمد محمد. 10- مجند / محمد عبداللطيف محمود. 11- مجند / احمد حسن احمد محمود. محلب ينعى الضحايا نعى رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، ضحايا الوطن الذين لقوا حتفهم جراء تفجير بمدينة رفح، اليوم الثلاثاء، وقال «ننعى ببالغ الحزن وعميق الأسى شهداءنا الأبرار الذين يضحون بأرواحهم من أجل أن يبقى هذا الوطن». وقال محلب «نحن ندفع ثمنا اتفقنا عليه، ومستعدون لدفع هذا الثمن، وللتضحية من أجل استكمال بناء هذا الوطن الغالي"، مشيرا إلى أن العالم كله يشهد الآن ما ترتكبه يد الإرهاب في بلادنا، وسيشهد العالم عما قريب أن الإرهاب لن يفلح في كسر إرادة المصريين أو تعطيل مسيرتهم نحو بناء الوطن، وصنع مستقبل أفضل لأبنائهم». وأضاف: «مستمرون في مواجهة الإرهاب، واجتثاث جذوره، وملاحقة كل من تلطخت أياديهم بالدماء فحتما الوطن باقٍ والإرهاب إلى زوال».