«لإقناع العالم بأن القوانين المعتمدة على الشريعة الإسلامية تحمي الحريات الشخصية وحقوق الإنسان للجميع، إنخرط الإسلاميون في التقليد الإسلامي العريق «الكذب فيما يتعلق بمعتقداتهم الخاصة لإخفاء طبيعتهم الحقيقية»، هذا النوع من الخداع يعرف ب«التقية».. بهذه الكلمات اللاذعة بدأت مجلة «فرونت بيج» الأمريكية تقريرها المطول بعنوان «الإخوان المسلمون وأوباما: شركاء في التقية». والتقية التي تتحدث عنها «فرونت بيج»، هي مصطلح ديني يعني إخفاء معتقد ما خشية ضرر مادي أو معنوي، المجلة تابعت، أن الإخوان المسلمون في مصر منخرطون فيما يعرف بالتقية، تزامنًا مع استعدادهم لقيادة برلمان مصر المنتخب حديثًا؛ وللتأكيد على أنهم محبين للسلام ودعاة لحقوق الإنسان العالمية أمام المواطنين المصريين والعالم كله؛ وأضافت المجلة أن إدارة أوباما تشتري هذه التقية وتنشرها. واستشهدت المجلة على ذلك بلقاء آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة، مرشد الجماعة د. محمد بديع الأسبوع الماضي؛ لتهنئته على إنتصار الجناح السياسي للجماعة -حزب الحرية والعدالة- في الانتخابات وعلى البرلمان الجديد؛ حيث طلب بديع من باترسون خلال هذه المقابلة أن تخبر الولاياتالمتحدة بأنه عليها أن تثبت للمسلمين أنها كانت مخطئة في طرق تعاملها مع العالم الإسلامي، واعتذرت حينها باترسون عما وصفته بأنه «أخطاء أمريكية قديمة»، ووعدت بأن الولاياتالمتحدة «ستتعلم من هذه الأخطاء لتتجنب تكرارها في المستقبل»، بحسب المجلة الأمريكية. واستندت المجلة إلى مشاركة الإدارة الأمريكية الإخوان في التقية، ببيان فيكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في ال5 من يناير الحالي الذي قالت فيه إن الولاياتالمتحدة تثق في نوايا حزب الإخوان الحسنة. ورأت المجلة أن الحقائق لسوء الحظ لا تتفق مع هذه الصورة الوردية للجماعة الإسلامية؛ لافتة إلى حوار نائب مرشد الجماعة الإسلامية رشاد بيومي مع صحيفة «الحياة اللندنية» التي قال فيها إن المعاهدة مع إسرائيل غير ملزمة، وإن الجماعة لن تعترف بإسرائيل تحت أي ظروف. وتساءلت فرونت بيج «ما الذي كان يدور في ذهن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية حينما عبرت عن الثقة الأمريكية في التزام الإخوان المسلمين بالالتزامات الدولية التي تتخذها مصر على عاتقها، وما الذي ينبغي علينا فعله بخصوص تقرير معهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط حول الكتابات المعادية للسامية التي ظهرت على موقع الإخوان المسلمين، وهنا وصفت المجلة موقع الإخوان المسلمون نفسه ب«التقية الإسلامية الممتازة». غير أنها لفتت إلى أن «الحرية والعدالة توصل إلى القبطي رفيق حبيب ليكون نائب رئيس الحزب، ولكن هذا بسبب إن الإخوان المسلمون لم يجدوا رجلا أفضل منه لأجندتهم». وأشارت إلى إن إدارة أوباما سهلت طريق الإخوان المسلمين للسلطة بانخراطها الفعال معها تمامًا على أساس إنها منظمة ديمقراطية معتدلة تعتقد في حقوق الإنسان المتساوية لكل المواطنين وملتزمة بالحفاظ على التعايش السلمي مع إسرائيل، وهو ما لا يبدو عليها.