* لست ممن يحفظون أدعية بعينها ويتباركون بها، أو يفضلونها على سواها، فأنا أحب أن أدعو بقلبى قبل لسانى، وأسعى للتقرب من الله بإحساس الجاهل لا العالم، وشعور الضعيف لا القوى، ورهبة الخائف المحتاج الذى لا يملك حولًا لنفسه ولا قوة، فيذكر الله دومًا بأقرب الكلمات طمعًا فى الاستعانة والاطمئنان. * هذه التلقائية فى الدعاء لم تمنعنى من التأثر الشديد بأدعية مأثورة عن النبى، صلى الله عليه وسلم، حتى إن عينى لتدمع لسماعها، وقلبى يخشع لتأملها وإدراك ما يستطيع عقلى أن يصل لمعانيها، ومن ذلك الدعاء الذى علَّمه الرسول الكريم لأبى أمامة الأنصارى عندما وجده مهمومًا يشكو الدَّين والحاجة، فقال له: «قل إِذا أَصبحت، وإِذا أَمسيت: اللهم إنى أعوذ بك من الهَمّ والحَزَن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال». اللهم استجب، وأَنعِمْ علينا بما يرضيك ويريح بالنا، ولا تجعل ما نريد مخالفًا لما تريد. * ومن الأدعية المأثورة التى أرددها أيضا: «اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك، وأَغننى بفَضلك عمن سواك». وهو حديث قال البعض إنه ضعيف، للشك فى رواية عبد الرحمن بن إسحاق الواسطى، لكن آخرين اعتبروه حديثا «حسنا غريبا»، وأكدوا أن الراوى هو عبد الرحمن بن إسحاق القرشى، وليس الواسطى، وقيل إنه روى عن الإمام على بن أبى طالب عندما أتاه رجل يطلب العون لدَين مكتوب، فقال له: «ألا أعلِمك كلمات علَّمَنِيهِنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مِثْل جبلِ صِيرٍ دنانير لأداه الله عنك، فقال له: بلى، فقال له الإمام قُلْ: اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك، وأغننى بفضلك عمن سواك». * يا رب، هكذا أردد مع دعاء الإمام أحمد بن حنبل: «اللهم كما صُنتَ وجهى عن السجود لغيرك، فصنْ وجهى عن المسألة لغيرك». * إن أعظم ما أطلبه هو الستر والرضا، فأدعو: اللهم لا تخزنى فى الأرض ويوم العرض. * وأَحَبُّ ما أسأل الله به هو العفو والعافية، وذلك منذ قرأت الحديث الذى رواه العباس بن عبد المطلب، وامتلأ به فؤادى، فقد قال العباس: «قلت يا رسول الله، عَلِّمنى شيئا أسأل الله به، فقال: يا عباس.. سل الله العفو العافية. ثم مكث ثلاثا، وجئت فقلت: يا رسول الله عَلِّمنى شيئًا أسأل الله به، فقال: يا عباس.. يا عم رسول الله، سل الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة» وهو ما رواه أنس بن مالك عن رجل سأل رسول الله: «أىُّ الدعاء أفضل؟ فقال له: سَلِ الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة، ثم أتاه فى الغد، فقال: يا نبى الله.. أىُّ الدعاء أفضل؟ فقال له: سَلِ الله العفو والعافية فى الدنيا والآخرة، فإذا أُعطيت العافية فى الدنيا والآخرة، فقد أفلحت». * اللهم رحمتَك أَرجو، فَلاَ تَكلنى إلى نَفْسى طرفْةَ عينٍ، وأصلح لى شأنى كله، لا إِله إِلا أنت. * اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا.