منتبها يقظا هذه المرة. لا تبدو عليه علامات الإعياء. «المخلوع» جالس لأول مرة، فى قفصه، بعد «17 جلسة»، قضاها نائما على سرير «طبى». مبارك، يُصغى باهتمام لمرافعة محاميه، فريد الديب. كأنه يريد أن يعرف ويستمع إلى كل ما يجرى. دخل إلى القفص فى العاشرة وخمس دقائق، بصحبة نجليه علاء وجمال. اللذين دار بينهما وبين المتهم الخامس فى قضية قتل المتظاهرين، وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلى، حديثا دام دقيقتين، قبيل مرافعة الديب. العادلى تخلى عن عادته فى الدخول إلى القفص، قبل مساعديه، وقبل جميع المتهمين. سبقه أمس مساعدوه، بينما انتظر هو إلى حين دخول علاء وجمال. «المخلوع» كان منتبها للغاية. تشابكت يداه، أمام صدره، محركا أصابعه حول بعضها بطريقة دورانية، كما كان يفعل دوما، خلال وجوده فى المؤتمرات والحفلات الغنائية. جمال لم يتخل عن عادته منذ بدأت جلسات المرافعات بتدوين بعض الملاحظات فى «نوتة صفراء». ووقف أمام أبيه «الجالس» ليحجبه عن الحضور. تاركا مجالا له فى اتجاه المنصة، وفريد الديب، ليتمكن من متابعة «المرافعة». أما علاء فأحضر كرسيه «البمبى»، ووضعه إلى جوار أبيه، لكنه لم يجلس عليه إلا بعد نصف ساعة من بدء المرافعة.