بلغنى أيها الشعب.. اللى فرحله يومين وبعدين إكتأب.. أنه لما الساده المسؤولين.. وجدوا مصباح علاء الدين.. ظلوا يفركوه بغشوميه وعنف.. حتى شعر العفريت اللى جواه بالخوف.. وأحس بالقلق على سمعته وتاريخه وشكله.. فطلع يجرى من فتحة المصباح على أساس يهرب أكرمله.. إلا أنهم جابوه من عنفقته.. وبعزقوا كرامته وهيبته.. وسحلوه وبهدلوه.. وظلوا يكهربوه.. وتعاملوا معه تبعا لمبدأ «فين يوجعك».. وأفهموه أنه «جاوب على الباشا بدال ما نبهدلك».. حتى إنهار وأصبح جاهزا لتحقيق الأمنيات.. وعندها أخذوه إلى قاضى التحقيقات... بادره المحقق بهذا السؤال العميق.. «ما قولك فيما هو منسوب إليك.. من أنك ما قلتش للساده المسؤولين لما طلعت من المصباح شبيك لبيك»؟!.. تعجب العفريت من هذا السؤال الإفيه.. بعد أن شعر بأن الجماعه دول بيتسلوا بيه.. فبعد خمستلاف سنه خدمه فى مجال العفرته على كوكب الأرض.. ها هم حبة بشر قاعدين بيناولوه لبعض.. وعنها.. زمجر العفريت وهب واقفا ودماغه بتطلع دخان.. «أنا أطالب بحضور لجنه من جمعية حماية حقوق الجان».. فأجابه المحقق برخامه.. وبنبره ملؤها الأتامه.. «أحسنلك تنساهم.. إمبارح داهمنا جميع المصابيح واعتقلناهم».. فانهار العفريت وهو يؤكد.. «يا نهار أسود.. إنتوا خلاص.. ما بقيتش فارقه معاكوا عفاريت من ناس؟!.. وبعدين هو انا جيت ناحيتكو ولا رفعت على حد سلاح؟!.. مش إنتوا اللى جيتوا لحد عندى واعتديتوا على المصباح».. فبادره المحقق.. وهو فى الأوراق التى أمامه يدقق.. «وكمان قدامى معلومات تفيد إنك عفريت عميل.. إنت حققت قبل كده أمنيات لبتوع سته إبريل»؟!.. شعر العفريت بأنها بالفعل ليله سودا.. وبأنه إحتمال ما يخرجش حى من تلك الأوضه.. فقرر إستخدام حقه القانونى.. وأخبرهم أنه «أعذرونى.. أنا مش حاتكلم غير فى وجود المحامى بتاعى.. أنا زيى زى الجنزورى.. ما حدش يلوى دراعى».. وعندها أشار المحقق إلى المخبر اللى واقف وراه.. فأمسك من فوره بدراع العفريت ولواه.. وبعد أن تعامل معه المخبرين بالطريقه اللى ما يعرفوش غيرها.. كان العفريت قد أصبح جاهزا للإدلاء بأقواله اللى همه عايزينها.. وعندها سلط المحقق الأباجوره على وجهه زى الأفلام.. وأخبره بصوت أقرب إلى صوت عادل إمام.. «بص بقى.. عشان أجيبلك من الآخر إحنا بنتلككلك.. وفيه خدمه كبيره أوى عايزينها منك.. حتنفذها حتتكل على الله ترجع لمصباحك وللست عفريتَك.. مش حتنفذها يبقى ما تلومش إلا نفسك».. إقترب المحقق منه بعد أن كرف صوته فجأه على صوت شرير أقرب إلى صوت عادل أدهم.. «بص بقى يا معلم.. عايزينك تخلى الناس تنسى إن كانت فيه ثوره.. الناس دماغها بقت سبوره مليانه ومحتاجه لبشاوره».. لحظه صمت أخبره العفريت بعدها فى قفش.. «أنا آسف.. ما أقدرش.. أنا عفريت آه.. بس مصرى مش من أنجولا.. ما اقدرش أخدع ولاد بلدى.. أنا مش القناه الأولى».. أنار وجهه بعدها ولاح عليه شبح إبتسامه.. ليسأله المحقق بغيظ.. «نعم يا روح ماما»؟!.. يصمت العفريت ويخبره بكبرياء.. «أنا أخلاقى كعفريت ثائر تمنعنى إنى أرد عليك.. أو إنى أقول لحد منكم شبيك لبيك».. وفجأه وبينما المحقق محتار فى أمر هذا العفريت الصايع.. ترامت إلى أسماعه أصوات هدير قادمه من عمق الشارع.. فى دخلة أحد المخبرين الأشبه بتوفيق عماشه.. وهو يصرخ فى هلع.. «إلحق يا باشا.. عفاريت بالعبيط والسندباد وعلى بابا وابو رجل مسلوخه.. عاملين مظاهره وجايين على هنا والدنيا ملبوخه».. نظر المحقق من الشباك.. فرأى السندباد محمولا على الأعناق.. يهتف «يسقط يسقط حكم العسكر.. خيال الأطفال خط أحمر».. شعر المحقق بأن الأرض مش شايلاه.. وقبل أن يسقط سنده مخبر من اللى واقفين وراه.. ووضعه على الكنبه فراح فى النوم يا ولداه.. ولأنه شاف كتير النهارده.. تبرعت له «شعب زاد» بالصوت إياه.. خخخخخخخخخ!