من خلال أغلفة روايات ومجموعات قصصية ظهر اسمها كواحدة من مصممي الأغلفة المميزين في الفترة الأخيرة. "شامات الحسن"، "كما يذهب السيل بقرية نائمة"، "كازانوفا المصري"، "هلاوس"، و"تدريبات على القسوة"، كل هذه النصوص الأدبية وغيرها، قامت التشكيلية والشاعرة غادة خليفة بتصميم أغلفتها مؤخرًا. غادة خليفة الذي صدر لها ديوانان الأول "تقفز من سحابةٍ لأخرى" عام 2009، والثاني "تسكب جمالها دون طائل" عن دار شرقيات، وأقامت معرضًا خاصًا واحدًا عام 2005، تتحدث خلال حوارها معنا عن صناعة أغلفة الكتب، وبداية عملها في هذا المجال، ومدى اهتمام دور النشر بأغلفة الكتب. - كيف كانت بداية عملك في فن تصميم أغلفة الكتب؟ بدأت الدخول في مجال تصميم الأغلفة في نفس التوقيت الذي قررت فيه التعامل بجدية مع الكتابة. كنتُ أذهب إلى المنتديات الأدبية لعرض ما أكتبه على الجمهور واكتشاف رأيهم تجاهه. ذهبتُ إلى لقاء الأدباء في ساقية الصاوي، وهناك تعرفت على عدد من الشعراء والأدباء، وبالصدفة سألني أحدهم عن دراستي وعملي، وحين أخبرته أنني تخرجت من كليه الفنون الجميلة وأعمل مصممة جرافيك، طلب مني أن اصمم غلافًا لديوانه الجديد. الغلاف لاقى استحسانًا كبيرًا من المؤلف ومن دار النشر التي طلبت مني التعاون معها في عدد من الأغلفة الأخرى، ومن هنا بدأت العمل في هذا المجال. - تعتمدين على لوحات فنانين تشكيلين بشكل كبير في تصميم أغلفتك، رغم انتقاد بعض مصممي الأغلفة هذه الطريقة باعتبارها من الطرق السهلة في التصميم، لماذا؟ غلاف المجموعة القصصية كما يذهب السيل بقرية نائمة قبل أن أبدأ في تصميم الغلاف لأي كتاب يجب أن تكون لديَّ تصورات واضحة عن فكرته الأساسية وعن حالة الكتاب العامة بعدها أحاول أن أنقل ذلك داخل تصميم جذاب ومعبر. أستخدم لوحاتي في تصميم بعض الكتب أحيانًا، لكن عددًا من الكتب تختلف طبيعة محتواه عن الطريقة التي أرسم بها، فأستخدم لوحات لفنانين آخرين تساعد أكثر في تصوير محتوى الكتاب. أعتقد أن هذا التنوع يساعد في إنجاح العمل، وأتصور أن أغلفة الكتب تساعد في تنمية الثقافة البصرية المنخفضة داخل مجتمع لا يذهب معظم أفراده إلى المتاحف، أو إلى قاعات عرض الفن التشكيلي. بالنسبة لمسألة الاستسهال أختلف معها جدًا، لأنك حتى وأنت تستخدم لوحات آخرين مطلوب منك صناعة وتصميم غلاف مختلف وجذاب وهذا يتطلب الكثير من العمل. - وهل هناك ألوان معينة تميلين إلى استخدامها في الأغلفة؟ غلاف المجموعة القصصية شامات الحسن ألوان الغلاف يتم اختيارها حسب حالة الكتاب نفسه وطبيعة التصميم، وتختلف من غلاف إلى آخر. بشكل خاص أميل إلى الألوان الصريحة المتناغمة والمتضادة. - وهل تستطعين تصميم غلاف لكتاب لم يعجبك مضمونه؟ أم ترفضين تصميم غلافه؟ أحيانًا كثيرة تختلف رؤيتي للغلاف عن تصورات المؤلف، في هذه الحالة إما أن أقوم بوضع تصور آخر للغلاف، أو أعتذرعن هذا الغلاف تمامًا لأن تصورات المؤلف بعيدة تمامًا عن شكل الغلاف الذي أقوم بصناعته. - وهل عجرتِ عن تصميم غلاف من قبل؟ كل الكتب تحتاج إلى أغلفة جيدة، الكتاب الضعيف يحتاج إلى غلاف جيد كي يساعد في تسويقه وبيعه، والكتاب القوي يحتاج إلى غلاف جيد كي يعبرعن محتواه ويساعد في إبراز جماله. أقرأ الكثير من الأعمال التي لا تتوافق مع ذوقي الشخصي، لكنني أحاول التعبير عن أفضل ما في الكتاب دائمًا. أنا أيضًا أحتاج إلى إنجاز غلاف جيد، لأن الغلاف الجيد هو الذي يأتي بالناشر والمؤلف إليَّ كي أصمم مزيدًا من الأغلفة. أحتاج أيضًا إلى الشعور بالتحقق في عملي ولا يمكنني الوصول لذلك إذا لم أتقن ما أفعله. - وهل يمكن أن تبدي رأيك في العنوان مثلا أو تطلبين تغييره؟ يمكنني أن أكتب ملاحظات عن عنوان الكتاب، إذا توفرت المرونة الكافية بيني وبين المؤلف أو الناشر. غالبًا أفعل ذلك مع أصدقائي من الأدباء فقط. - هل ترين دور النشر تولي الاهتمام الكافي بالأغلفة وتصميمها؟ أعتقد أنه في السنوات الأخيرة تم الانتباه إلى أهمية صناعة الغلاف، ولدينا في مصر مصممين أغلفة كثيرين ومتنوعين، وهذا رائع ويصب في مصلحة توزيع الكتاب وتسويقه. - وما هي أكثر الأغلفة التي أعجبتكِ؟ أحب أغلفة الفنان حلمي التوني جدًا، ومن الجيل الجديد أحب أغلفة كريم آدم. - خلال الفترة الأخيرة ظهر لكِ عدد جيد من الأغلفة، فما هي المدة التي تقضينها في تصميم الغلاف؟ كل كتاب يفرض زمنًا مختلفًا في تصميم غلافه، الكتب الأدبية تختلف عن الكتب السياسية، درجة وضوح الفكرة بالنسبة إليَّ، وصولًا إلى بداية الخط الذي أبدأ منه العمل، كل هذا يؤثر في المدى الزمني الذي يستغرقه تصميم الغلاف. - أنتِ شاعرة بالأساس، فهل قراءة النصوص وتصميم أغلفتها يؤثر بالسلب على كتاباتك الشعرية –من حيث الوقت-؟ في مصر لا أحد يعيش من الكتابة، أحتاج إلى عمل كي أعيش منه مثل الآخرين، قبل تصميم الكتب كنت أعمل في مجال الجرافيك ديزاينر بدوام ثابت، وكان هذا يستهلك الوقت بالكامل، ولم أكن أجد وقتًا للكتابة أو الرسم. تصميم أغلفة الكتب يختلف، لأنني أعمل فيه بالقطعة أو "فري لانس"، وهذا يساعدني في تنظيم الوقت والاستمرار في الكتابة والرسم.