الجزائر استثناء الربيع العربى، وليس عليها تكرار تجارب خاضتها منذ عقود».. بتلك الكلمات افتتح الرئيس الجزائرى عبد العزير بوتفليقة خطابه مساء أول من أمس الأربعاء بمناسبة افتتاح السنة القضائية الجديدة. كلمات بوتفليقة تشابه بصورة كبيرة ما قاله نظراؤه، الذين أطارت رياح الربيع العربى بعروشهم، خصوصا حينما وصف بلاده بأنها ليست ككل البلاد السابقة التى اندلعت بها ثورات الربيع العربى، وأشار إلى أن الجزائر اجتازت تلك المراحل الديمقراطية منذ عقود. لكن بوتفليقة نسى أنه بقى على رأس السلطة منذ 12 عاما، ثم استمر فى تصريحاته التى تشبه إلى حد كبير ما قاله المخلوع حسنى مبارك فى 2010 بأنه يتعهد بأن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة نزيهة وتحت إشراف قضائى، كما أكد أن هناك تعددية حزبية فى الجزائر، مضيفا «هناك أحزاب مؤثرة، لأنها متجذرة شعبيا (قاصدا الائتلاف الحاكم)، وهناك أحزاب صغيرة عليها أن تثبت نفسها فى الانتخابات المقبلة»، ولكنه تناسى أن هذا الائتلاف الحاكم هو المتحكم فى وسائل الإعلام التى تروج له وتجعل من باقى الأحزاب مجرد ديكور لنظام حكمه. ولم يشر الرئيس الجزائرى فى خطابه إلى الحراك السياسى الدائر حاليا فى بلاده، والذى جعله يقر بمجموعة من الإصلاحات السياسية بدعوته إلى انتخابات مبكرة فى 2012، يعقبها تعديل الدستور، وتقليص سلطات رئيس الجمهورية. ولكن تلك الإصلاحات لم ترو ظمأ المعارضة التى باتت قوتها تزيد وتحظى كل يوم بتأييد شعبى أكبر مما قبلة، مما جعلها تنظم حملة ال«مليون توقيع» التى أطلقتها أحزاب المعارضة، لما وصفته بضرورة تصحيح مسار الإصلاحات التى اعتبروا أنها لا تلبى تطلعات الجزائريين للحرية والديمقراطية الحقيقية، بسبب ما طالها من انحرافات على حد قولهم، خصوصا فى قوانين تأسيس الأحزاب والانتخابات والإعلام والجمعيات.