تعهد الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة بإجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة في ربيع 2012 يخضع لها الجميع من دون استثناء ويشرف عليها القضاء. وقال بوتفليقة في خطاب ألقاه أمام القضاة اليوم الأربعاء لمناسبة افتتاح السنة القضائية بالعاصمة الجزائرية "نحن مقبلون على استحقاقات سياسية هامة تفتح الباب على آفاق تسودها ديمقراطية متكاملة العناصر تكون هي السبيل لإعادة بناء ثقة المواطن في الهيئات النيابية على اختلاف مستوياتها". وشدد بوتفليقة على أن "المنظومة القضائية ستطلع بدورها للوصول إلى هذا المسعى الإصلاحي إلى الغاية المنشودة، فالجميع سيخضع لرقابة القضاء ويصغي لقراراته في كل ما يتصل بالإستحقاقات الوطنية أو ممارسة حق من الحقوق السياسية وغيرها". وأشار بوتفليقة إلى أن السلطات الإدارية التي ستشرف على الإنتخابات "ليست معفاة من هذه الرقابة ومن الالتزام في تنفيذ ما يصدره القضاء من أحكام، فجميع الحقوق والحريات والسلطات والصلاحيات ستمارس في ظل احترام القانون وتحت رقابة القضاء. وما من شك أن جدوى الاعتماد على القضاء في رقابة الإنتخابات ستثبتها الإنتخابات المقبلة فيكون ذلك تكريسا لدورهم في تجذير الديموقراطية والشفافية والتنافس النزيه بين مختلف القوى السياسية. واعترف الرئيس الجزائري بمحدودية التجربة الديمقراطية في بلاده قائلا "أنا لا أقول بأننا اجتزنا كل المراحل، نحن في بداية الطريق بالنسبة للتجربة الديموقراطية ولا مجال للمقارنة بما يجري عندنا وما يجري في بريطانيا أو حتى في فرنسا هذه البلدان قد سبقتنا في التجربة الديموقراطية منذ قرون وإن كنا من المتدربين في هذا الموضوع فلا لوم علينا ولا على من ينتقدنا من داخلنا أو من خارجنا فنحن في بداية الطريق. وأضاف "من الممكن أن هناك نقائص وعجز وأشواط لم نصل إليها ولكن ستأتي بالتي هي أحسن وبالتدرج ومفروضة من شعبنا الذي لا يثق إلا في ما ينجزه هو شخصيا. ورد بوتفليقة على المتسائلين عن وضع الجزائر الهادئ مقارنة بالثورات التي تجتاح بعض الدول العربية قائلا " تعالت الأصوات هنا وهناك تتساءل حول الإسثتنائية الجزائرية، هل الجزائر من هذا العالم المحيط بها أو هي خارج هذا العالم المحيط بها؟. وتابع "الجزائر من هذا العالم تتأثر به وتؤثر فيه ولكن ليس على الجزائر أن تعود إلى تجارب قامت بها منذ عقود وسنين، والشعب الجزائري حريص على استقلاله وسيادته وألا تملى عليه الأمور، فهو نال حريته غلابا وكفاحا وبالتضحيات الجسام، وهذا الاستقلال ما جئنا للمساومة به ولا لنا الحق في المساومة به.