لطالما تذكر المصريون مأساة "مدرسة بحر البقر"في كل مرة يقرؤون قصيدة الراحل صلاح جاهين "الدرس انتهى لموا الكراريس" التي قال فيها " الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس .. بالدم اللي على ورقهم سال .. في قصر الأممالمتحدة ... مسابقة لرسوم الأطفال .. ايه رأيك فى البقع الحمرا .. يا ضمير العالم يا عزيزي .. دى لطفلة مصرية وسمرا .. كانت من أشطر تلاميذي ". تمر اليوم ذكري قيام طائرات جيش الدفاع الإسرائيلي بقصف مدرسة بحر البقر مركز الحسينية بمحافظة الشرقية ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الأطفال بها. ففي الساعة التاسعة و عشرون دقيقة في مثل هذا اليوم من 44عاما مضت، قامت الطائرات الإسرائيلية بشن غارة جوية بشعة استهدفت من خلالها مدرسة بحر البقرالإبتدائية التي كانت تتكون من دور واحد وتضم ثلاثة فصول وعدد تلاميذها 130 طفلاً أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عاما، وأدت إلى مقتل 30 طفلا وإصابة 50 أخرين بإصابات بالغة و تشوهات و أكمل بعضهم حياته بإعاقات دائمة. دمر القصف المدرسة المكونة من طابق واحد فقط بخمس قنابل وصاروخين، و كان دفاع "موشى ديان" وزير دفاع دولة إسرائيل وقتها أنها قاعدة عسكرية يستخدمها الرئيس جمال عبد الناصر لتخزين القنابل والصواريخ لاستهداف اسرائيل خلال حرب الاستنزاف. لكن "أمي حاييم هي" الطيار الإسرائيلي، الذي شارك في تلك الجريمة أكد عندما أسر من قبل القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973، أنها كانت جريمة متعمدة، كما جاء بأقواله، وأقر واعترف بأنهم قصفوا المدرسة عن عمد وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية. دفعت الدولة وقت المجزرة 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وخلدت ذكراهم بعد عشرات السنين ب"لم الكراريس" وجمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعا فى متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر".