استطاع أن يعبر عن نبض الشارع بآلامه وأحلامه وعن ثورة مصر العظيمة من قبل أن تبدأ وذلك من خلال أفلامه المتعددة والر ائعة: «حين ميسرة» و«هي فوضي» و«دكان شحاتة».. إنه السيناريست الموهوب ناصر عبدالرحمن الذي التقته «صوت الأمة» لتتعرف علي آرائه فيما يحدث الآن وعلي احتمالية وجود علاقة بين ما قدمه في أفلامه وبين الأحداث الأخيرة، وذلك في الحوار التالي: بداية.. هل أعادت الثورة البلد إلي أصحابها؟ - نعم الشارع أصبح لنا لأن الناس تحركت وخرجت إلي الشارع وأعلنت أن للصبر حدودا وحدث تأييد غير طبيعي للثورة والبلد رجعت لأصحابها وأن الناس استيقظت ولن تعود للنوم مرة أخري، فالناس وجدت نفسها وعندما نري رئيس وزراء ينزل إلي الناس يتحدث معهم في الشارع فهذا شيء جديد. فقد خرج الناس من مختلف طوائفهم وتوحدوا علي كلمة واحدة فالشمس سطعت ولن يستطيع شيء أن يحجب نورها. وكأن سماء التحرير كانت السماء الموعودة وحرمًا مقدسًا للمصريين وكلمة سلمية تجعل أي شخص يرتجف أمامها وتعبر عن أننا شعب مسالم يريد حقه وكانت هذه الكلمة أقوي من الرصاص والعربات المدرعة. ماذا عن فيلمك «الشارع لنا»؟ - هو خامس تجربة لي مع المخرج خالد يوسف بعد أفلام: «هي فوضي» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» و«كف القمر» وفيلم «الشارع لنا» يتحدث ببساطة شديدة عن المجتمع المصري في 2011 وشخصيات الفيلم إنسانية بتحاول تتعرف علي نفسها. هل تنبأت في فيلم «هي فوضي» بثورة 25 يناير؟ - «لا استطيع قول ذلك لكن «هي فوضي» كان قد رصد أحداث كانت تهم الناس ودفعتهم إلي كسر الأسوار وحمل أسباب منطقية تؤدي بالضرورة إلي ثورة وعلي الرغم من تدخل الرقابة باضافة علامة استفهام علي عنوان الفيلم كي تحوله من تقرير إلي سؤال إلا أن الناس استقبلت المفهوم الصحيح لما أهدف وتعاملت مع الفيلم علي هذا الأساس. ما رأيك فيمن يطالبون الآن بإلغاء الرقابة؟ - أفضل وجود الرقيب بصلاحيات محددة لكي نفتح باب الحوار لمناقشة الأعمال الفنية وليس إلغاؤها وليس للرقيب الحق في الإلغاء بدون مناقشة لذا يجب أن تكون هناك لغة حوار تناسب الثورة. هل لديك مشروعات سينمائية تحتاج إلي تعديل بعد الثورة وأخري لا تصلح أحداثها للعرض الآن؟ - أنا محظوظ لأن أعمالي التي كتبتها وجاهزة للتصوير تواكب الأحداث بشكل مستمر. بالنسبة لنقابة السينمائيين، هناك كثير من الأصوات تنادي بإقصاء الرقيب مسعد فودة. فما رأيك؟ - لازم تحدث انتخابات وجمعية عمومية والسينمائيون يختارون بأنفسهم وأتمني أن تكون نقابة السينمائيون للسينمائيين ويحدث فصل بين السينمائيين والإعلاميين وتكون هناك نقابة للإعلاميين ولابد من أن يحدث انفصال. من ترشحه لمنصب نقيب السينمائيين؟ - أنا مع البرنامج الهادف وليس الأشخاص. كيف تري الأعمال الفنية بعد الثورة؟ - ميدان التحرير فرغ طاقات فنية كثيرة والسنوات القادمة سوف تشهد فنونا مختلفة ومتنوعة لأن الفن مرآة المجتمع، وبما أن المجتمع تغير فإن الفن سوف يواكب هذا التغيير وكل الأعمال من روح ميدان التحرير بشكل طبيعي وتلقائي لأن كل الثورات في العالم يتبعها فن جديد بالضرورة وسوف تتنوع الأعمال وأنا أملي أن أعيش السنوات القادمة لكي أري الفن وسوف أذكرك بأن السينما المصرية سوف تكون في مهرجانات العالم وتحصد الجوائز ببساطة الشاب الذي عمره 15 سنة صوته أصبح مسموعا فما بالك بالفنان. هل يمكن أن تكتب فيلما عن حياة حسني مبارك؟ - لا لن أكتب فيلما عن نموذج سلبي وعار، سأبحث عن من يبني وأعمل عنه الفيلم وأتمني أن يكون البطل القادم لفيلمي عمره 20 سنة وتبقي شخصياتي شابة وقوية ومعبرة عن الواقع والثورة.. أما كتابة فيلم عن مبارك فهذا عار أترفع عن المشاركة فيه.