ناصر عبدالرحمن واحد ممن تنبأوا بحدوث ثورة شعبية ستؤدي إلي الإطاحة بالنظام من خلال افلامه والتي كان ابرزها فيلم هي فوضي و حين ميسرة والمدينة و ودكان شحاتة. ومنذ بداية الثورة كان ناصر عبدالرحمن في ميدان التحرير يتظاهر مع المتظاهرين بحقوقه المشروعة إلي أن تنحي الرئيس, وعن هذه الفترة التي قضاها في ميدان التحرير ورؤيته فيما يحدث والعديد من القضايا الأخري يتحدث ناصر عبدالرحمن في السطور الآتية للأهرام المسائي في أول وآخر حوار له كما صرح لنا: * ماذا عن شعورك بعد انتصار الثورة وتحقيق أهدافها؟ ** لقد انتابتني سعادة بالغة, لقد كنا مثل شخص مقيد تحرر من قيوده ولا أخفي عليك سرا فقد كنت طوال الفترة الماضية اشعر بأن الثورة ستحدث ولكن حينما وقعت هذه الثورة شعرت بالمفاجأة ولا أعرف لماذا رغم اني كنت متوقعها واظهرتها في عدد من الأفلام التي كتبتها, لكن في النهاية هذه الثورة كل لحظة فيها كانت ولادة لحدث جديد بمعني أن18 يوما وكأنها18 سنة, وأعتقد ان اي شخص كان خارج مصر سيشعر بالحزن لانه لم يشارك في مثل هذا الحدث, كما أن ميدان التحرير نفسه أصبح شيئا مفرحا فأنا شخصيا كل شبر في ميدان التحرير قبل الثورة لي معه ذكريات لها علاقة بالخوف من المستقبل والحزن احيانا وأشياء كثيرة, لكن فجأة تحول كل هذا وأصبح المكان له ذكريات الانتصار والحميمية التي كانت بين المصريين وبعضهم والتكاتف, لقد تبدلت المعاني في أيام بسيطة. * رغم أنك تنبأت بالثورة في عدد من افلامك كما ذكرت الا أن العديد من الكتاب قالوا ان هذه الثورة من المستحيل أن يتخيلها اي كاتب فما ردك؟ ** رغم احترامي الشديد لهم إلا انني تنبأت بها في فيلم المدينة الذي كتبته عام1998 وكان فيه نقل لأحداث العنف والبلطجة رغم أن الناس, كان مطلبها الوحيد أن تعيش فقط, وما أقصده هو ان بطلي طول الوقت هو المواطن المصري والذي انتقل معي من علي في المدينة لشريف في هي فوضي, للغابة وحين ميسرة ودكان شحاته, وأعتقد ان هذه هي النتيجة الطبيعية لبني آدم يجد صعوبة في المعيشة, لقد أكد الجميع استحالة ان يتجمع كل هذا الكم من البشر لكن في هي فوضي تجمعوا وأسقطوا الظالم, لانه ببساطة شديدة اذا تطابقت الأسباب التي لا خلاف عليها وهي المطالبة بالعدل والحرية والمساواة سيقف الجميع ضد الظلم كما أن الناس لن تشعر أبدا بالخوف إذا ظلت ايدينا في ايد بعض. * رغم تحقيق الثورة لجزء مهم من اهدافها هل مازلت مع ضرورة البقاء في ميدان التحرير؟ ** أنا مع ان كل واحد يسير في مساره الصحيح وهو ان ائتلاف الثورة يشتغل والحكومة تشتغل والناس تعود إلي اشغالها, بمعني أنه لا يوجد شيء ضد شيء, لأن الائتلاف هو تفويض من الناس لمتابعة سير العملية الانتقالية وحتي لا يلتف احد علي الثورة, ولذلك أدعو إلي هدوء الأجواء من المظاهرات الفئوية لانه لا يصلح ان يتم اغلاق مصنع والعمال يضربون عن العمل بالتأكيد ان هذا شيء ليس في مصلحة أحد, لقد طلبنا الحرية ولابد ان نكون علي قدر كبير من المسئولية, بمعني أن من يعمل12 ساعة وبذلك يكون هناك تأييد للثورة من خلال العمل حتي يعمل الائتلاف والحكومة. كذلك لابد وان تكون هناك وقفة ضد المجرمين والارهابيين لا تقل ابدا عن الجهاد لان كل ذلك ضد الثورة والبعض يحاول ان يدمرها من خلال الفتنة. * معني ذلك أنك مازلت توجد في ميدان التحرير؟ ** انا يوميا لابد وان أمر علي التحرير لانها ايضا في طريق منزلي, وافعل ذلك منذ عام85, كما علي ان اتابع ما يحدث بنفسي فلا يصح تماما ان اضع نقطة والناس لا تزال تكتب في صفحات تاريخها ماينفعش لابد وان اقرأ كل ما يكتبه التاريخ. * هل تري ان ما يحدث من مظاهرات فئوية هو تعجل بحصد نتائج الثورة؟ ** هو شيء قريب إلي ذلك ولكن علينا أن نؤمن بأن كل شخص عنده وجع الآن سيقول آه ولابد أن نسمع له وهي مهمة صعبة جدا, ولكن قبل كل ذلك علينا توعيتهم بأن مصر الان مثل شخص أجري عملية جراحية ونجحت, لكن فترة النقاهة التي يحتاجها أي مريض أهم من العملية ذاتها لذلك علينا ان نطمئن علي الجرح حتي يستعيد قوته, فأي بلد لها قدمان الأولي اقتصادية والثانية سياسية وقلبها هو الاخلاق والضمير لانه بدون هذه الاعضاء نصبح بلا قيمة, ولذلك لابد ان نعمل معا لا ينبغي ان أوقف شيئا حتي أشغل شيئا أخر, فالمجتمعات تعيش للفكرة ولابد ان نحافظ علي فكرتنا ولا نجهضها. * هل هذه دعوة للعودة إلي اخلاق الميدان خاصة بعض الازمات التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين علي خلفية ما حدث في أطفيح؟ ** أنا لا أري فتنة طائفية نهائيا رغم انها واقع بالفعل, لكنني مصر ألا أراها, فما يحدث الان يسمي بتوابع الثورة وعلي الناس ان تتعامل معها بحكمة شديدة حتي يعود الهدوء وهو ما بدأ يفعله بعض الفنانين والأدباء الذين يحاولون ان يصلحوا ما حدث, وواجب علينا ان نزور كل القري والمحافظات لنستمع إلي الناس لان زمان كان من يقول آه لا يسمع فظلت الآه مكتومة حتي انفجرت ولذلك لابد ألا نوصلها لهذه الدرجة. * لكن تردد أن أيادي النظام السابق هي من تقوم بذلك كنوع من الثورة المضادة؟ ** لكل شخص قراءته وتحليله الخاص وفي النهاية كل شيء وارد, لكني لست من الاشخاص المتعجلين فعلي ان اسمع واري والايام المقبلة هي التي ستكشف ذلك. * علي خلفية الثورة خرجت بعض المظاهرات ترفض إهانة الرئيس السابق تحت حملة انا أسف يا ريس ما رأيك في ذلك؟ ** طالما كل الابواب باتت مفتوحة فمن حق اي شخص ان يقول رأيه فلم يمنع احد من فعل شيء, والدليل علي ذلك ان هناك أشخاصا ذهبوا لشفيق وقالوا له بنحبك, نحن في وقت لا يصلح فيه ان تحددني برأي معين, ولكن الاهم من كل ذلك هو اننا نعيش حرية فلابد أن نري كيفية الاستفادة بها, وان يكون عندنا هدف قومي لان هذه مرحلة بناء ونجاح لان النتيجة تخص اولادنا في النهاية. * وهل هذه الحرية مرتبطة بوضع أشخاص في قوائم سوداء؟ ** هذا كله شيء صحي, والمقصود في هذا الموضوع تحديدا ان الناس تستفيد من القضية وتعرف معناها الحقيقي, انت تتحدث عن شباب17 و18 سنة يعبرون عن ارائهم, تتحدث عن قوة وجدت نفسها بعدما كانوا في الهوا غير مدركين حواسهم التي انعم الله عليهم بها وبدأوا يسيرون في الطريق الصحيح لابد من استثمار كل ذلك, لذلك لا يصلح ان نعود لما قبل الثورة وهذا هو المقصود. * تحضر حاليا فيلما عن الثورة بعنوان الشارع لنا كيف ستتناول الثورة في هذا الفيلم؟ ** لا أريد التحدث عنه خاصة وانني لا أزال اقوم بالمتابعة لان كل يوم يحدث جديد يجعلني اجري إضافات علي السيناريو. * في الوقت الذي تقوم فيه بكتابة فيلم عن الثورة اجتمع عدد كبير من الكتاب علي رأي واحد وهو ضرورة ان نعطي الثورة وقتا كافيا حتي نكتب عنها؟ ** لا يصح ان يحجر احد علي فكر احد, فكل شخص متاح له ان يفعل ما يشاء ان اقدم فيلما الان أو بعد خمس سنوات, فنحن بالضبط مثل بحيرة وضع سد عليها وفجأة أزيل هذا الحاجز فرجعت للبحيرة الحياة ستجد من يريد الصيد أو العوم أو حتي التنزه, لابد ألا تكون هناك حدود. * في ظل هذا المناخ الصحي هل من الممكن ان تقدم فيلما عن حياة الرئيس السابق في فترة ما؟ ** أعلم المغزي من سؤالك, ولكن منذ بدأت الكتابة وشخصيات أعمالي بطلها رجل الشارع وسأظل ذلك حتي أموت, فهي وشوش أعرفها وأتعامل معاها بشكل يومي ولذلك ستظل هي البطل. * ما مصير مسلسل بواقي صالح للفنان يحيي الفخراني؟ ** أعتقد ان المسلسل سيتم تأجيله, فعلي الرغم انني انتهيت من كتابة السيناريو الا انني حاليا مشغول بالفيلم الذي اعتبره مشروع عمري خاصة وان ما اطالب به في افلامي قد تحقق. * هل قمت ببعض التعديلات في المسلسل لتتوافق مع الثورة؟ ** المسلسل واضح من اسمه بواقي صالح بمعني ان لكل انسان بواقيه سواء اخطاء أو انجازات وهذا العمل صالح لكل زمان ومكان.