المصيبة الكبرى.. أن الرئيس المنتخب، طبقًا لحجاب المحبة الذى أعطاه له مولانا القابع فى المقطم، مازال يؤمن.. أن خمسة وتسعين بالمائة من الشعب المصرى واقف على باب القصر يغنى بحكمتك تختال علينا.. أنت القلب الكبير، ثم ينشد متطوحًا.. اخترناك وبيعناك.. ولحد ما يتخرب بيتنا هانمش وراك، فالشعب الصايع طالب بالعيش، فأعطاهم ثلاثة أرغفة يطفحوهم بالسم الهارى، وطالب بالحرية.. فمنحهم حرية الموت فى القطارات، أو على المزلقانات، أو فى الميادين برصاص الداخلية، دون محاولة التأثير على عزرائيل، وطالب بالعدالة الاجتماعية، فجعلهم جميعا افقر من الفقر وما حدش أحسن من حد، أما الخمسة فى المائة اللى منكافة لحد دلوقت، فربنا يهديهم ويشرح صدرهم للإيمان، ويمشوا كما الخرفان وراء العمائم والدقون.. والكفن مالوش جيوب يا كفرة. لذلك.. عندما اشتعلت مصر بالغضب، تطالب بحقها فى الحياة، وسقوط حكم العمة والجلابية، وسقط العيال فى الميادين غدرا كما تتساقط النجوم، لم يهتم حزب الحرية والعدالة.. وأعلن عن بداية دورة فى البلاى استيشن فى البحيرة!! ويفكر حاليًا بعد هدوء الاوضاع، فى دورة فى لعبة صلح، ودورة فى لعبة عم عنكب شد واركب، فى جميع قرى مصر، استكمالات لمشروع النهضة، اللى تف مولانا المرشد فى خلقته، عشان ربنا يطرح فيه البركة، وخرج الرئيس المنتخب - وياريته ما خرج يهددنا ويتوعدنا ويدب صباعه فى عين أم الوطن، على طريقة الجنرال الفنجرى، وما تعرفش إيه حكاية الصباع المنيل ده معاهم، واحد يلعب بيه فى مناخيره، وواحد يلعب بيه فى ودانه، وواحد يلعب بيه فى اى حته تعجبه، مع أن عادل إمام قال كل واحد يخلى باله من لغاليغه مش صباعه، وياريت الرئيس المنتخب يبقى يربط صباعه بفتلة قبل ما يخطب فى جتتنا، ثم أخذ سيادته يهدد الثورة المضادة!! التى تمارس العنف، وضرورة احترام احكام القضاء، ونسى الرئيس الشيخ المنتخب، ان أهله وعشيرته اول من مارس العنف المادى والمعنوى ضد المعارضة، وأنه أول واحد لم يحترم احكام القضاء، وأول من اتهم القضاء وهددهم بسحب اللحاف من عليهم فى البرد المنيل ده، وأول من سمح لاهله وعشيرته بحصار المحكمة الدستورية العليا، حتى لا تصدر حكما لا يعجب مولانا المرشد، والناس على دين ملوكهم، فكيف يطالب الناس باحترام الاحكام وهو لم يحترمها، وجماعة حازمون حاصرت النيابة لحد ما أفرجت عن متهم تم ضبطه وبحوزته سلاح. يخرج علينا الرئيس المنتخب فى الوقت الذى تتصاعد فيه المطالب، وتتجه الأحداث الى حالة العصيان المدني، ليعلن حالة الطوارئ فى محافظات القناة، وحظر التجول، ودون ان يحقق طوال السبعة اشهر اى تنمية اقتصادية او اجتماعية، اوى اى انجاز حقيقى على ارض الواقع، سوى انجاز ترحيل المواطنين الى الآخرة، والغريب في الأمر أنه يتباحث مع هشام قنديل حول الخروج من الأزمة مع أن قنديل أزمة لواحده، وكان نفع نفسه يا ضنايا، ولا كان عمل حاجة واحدة يخزى بيها عين الشيطان، بدل ما هو عمال كل شوية يلف على التحرير وقصر النيل، تلاقيه بيطمن الذخيرة خلصت يبعت يستورد غيرها، ولا لسه الداخلية عندها يكفى الشعب المصرى كله، فهو على دين رئيسه.. يؤمن بالحل الأمني، ولذلك اصبح من حق مبارك - اللى زمانه ميت على روحه من الضحك دلوقت بعد أن يتوقف عن اللعب فى مناخيره، ويطس وشه بشوية ميه سخنة، أن يحصل على البراءة، ويذهب معززاً مكرمًا إلى قصر الرياسة يكمل مدته، فهو لم يفعل اكثر مما يفعله الآن الرئيس المنتخب، رغم أنه لم يحطم بعد الرقم القياسي، الذى حققه مبارك فى قتل الثوار وعلى الاقل مبارك نفى ان يكون قد اعطى اوامر للداخلية بضرب الثوار، بينما اعترف الرئيس المنتخب بذلك، بل هدد بما هو أكثر!! جايز والله اعلم، ما يطلق علينا الخمسة آلاف بلطجي، الذى أعلن سعد الحسينى انهم ينتظرون الصفارة، للهجوم على ميادين مصر، وسلخ جلود المعارضة على طريقة الهنود الحمر.. الكارثة فعلاً.. أن الرئيس المنتخب مازال مقتنعًا بنظرية المؤامرة، وأن العيال دى عاوز تاخده مقص حرامية، أو تخطفه وتطلب فدية من المرشد، وكأننا عصابة مش دولة.. ولذلك أيها السادة.. فلا أمل فى هذا النظام. نشر بتاريخ 4/2/2013 العدد 634