منذ متى وانت عضو بالجماعة؟ - أنا عضو فى جماعة الإخوان المسلمين منذ ثلاثين عاما وحتى تقدمت للرأى العام معلناً استقالتى فقد بدأت مع «مختار نوح» مؤسس لجنة الشريعة وقمنا بغرس نواة جماعة الاخوان المسلمين بنقابة المحامين وذلك بعد انفصالى عن الجماعات الاسلامية عندما اتجهت للعنف ، ثم قمنا بتأسيس لجنة الشريعة فى النقابة أنا ومختار نوح وصبحى صالح، كما اننى عضو مؤسس فى حزب الحرية والعدالة. ■ وهل كان هذا أول خلاف بينك وبين الاخوان؟ - كانت هناك خلافات سابقة ومتكررة فكرية وإدارية فى نظام الشورى مثل الانتخابات العامة للمحامين وترشيح النقيب العام عندما تفاجئ الجميع بفرض مرشح للمنصب دون موافقة أحد وهو محمد كامل الوفدى وذلك كان بسبب توازنات حزبية ومصالح بين الجماعة وحزب الوفد وقد سقط أيضاً أمام سامح عاشور. وقد قامت ثورة عارمة بمصر بذل فيها الغالى والنفيس وحرر شباب الوطن عقول الشيوخ من حكم استبدادى ولم يقم بها الاخوان كما يزعمون بل انضموا لها عندما ظهر أمل النجاح ودافعوا عنها وعن شبابها عند تعرضهم لهجمات البلطجة. وتعين بعد الثورة ان توجد شورى بين أفراد الجماعة بعد حياة القمع فى عهد «مبارك» وحياة الانفتاح فى عهد الرئيس «مرسى» فلا يصح معاملة أعضاء الجماعة معاملة الرعاع والقطيع والسمع والطاعة بدون نقاش أو تبرير فلقد عانينا الامرين من قبل ولا يمكن ان نتحمل هذه المعاملة بعد الثورة لان الحجة الآن واهية فى السمع والطاعة. ■ وما الذى استفزك فى خطاب مرسى حتى تصدر بيان تركك للجماعة؟ - الرئيس «محمد مرسى» خطيب مفوه وعالم جليل وسياسى محنك ولا يمكن أبدا ان يمضى بيمينه على خطاب الخزى والعار دون دراسة فحواه والتأكد من كل معانيه ومغازيه ولك ان تعلمى أن الجماعة اعتادت على الشفرة وعلى الكلام الذى يفهم فيما بين الأسطر أى أنهم يعلمون كل كلمة تكتب ماذا تعنى وماذا يحدث بناءً عليها وهذا يجعلنى أعيد حساباتى فيما يحدث وأتأكد أن الحديث عن مساندة أمريكية وحوارات سرية حقيقى فالخطاب جاء ليضع النقاط على الحروف ولفك شفرة «مرسى». وليوضح ان الحديث عن تحرير القدس هو حديث استهلاكى فقط للانتخابات وان حرمة المقدسات الدينية عندما تتعارض مع المصالح السياسية لا يوجد لها محل من الاعراب. وأقولها خالصة لوجه الله تعالى إننا نقبل من أى شخص ان يحنث بوعده ويستهزئ بالقضية الفلسطينية مثل المخلوع وشلته إنما عندما يأتى هذا من جماعة الإخوان فهو كفر ولا نقبله أبداً. كما أن رسالة مرسى للكيان الصهيونى لا يمكن التغاضى عنها ابدا والبقاء فى جماعة تقبل هذه الرسالة لان الصهيونية فى الجماعة شئ بغيض يجب القضاء عليه ولو بعد حين ولا يمكن تقبلها وهذا فكر معلن ألا نتركها تسعى فى الارض فسادا ولا يمكن الاعتراف بها ابدا و ذلك وفق شعاراتنا عن الجهاد وتطهير المقدسات بالأقصى وفلسطين ولا يمكن ان ترضى القاعدة العريضة فى الاخوان عن التطبيع او السلام لان الفكر الصهيونى لا بد من استئصاله وتحرير مقدساتنا وأرضنا منه، فعندما أرى ان الاخوان والحزب تتباهى بعدم ذكر كلمة إسرائيل منذ توليه والسعى لتطهير فلسطين من الصهاينة ثم أجد الرئيس يتمنى الرغد والرفاء والبنين والحياة السعيدة فلا استطيع ان اصمت فقد كنت اقول عن مبارك انه عميل صهيونى هو وشلته ولا يمكن ان اعتبر الجواب غير خيانة وعمالة ولا يمكن ان اجد نفسى مزدوج الشخصية ومن يرفع شعارات على القدس رايحين شهداء بالملايين كاذبون وأفاقون وان الله يغفر الزنا والشرك والسرقة ولا يغفر الكذب وان المنافقين كانو إخوان الشياطين. ■ يقولون إن ما جاء فى الخطاب ليس إلا بروتوكولاً فما ردك؟ - هناك علاقات مستقرة بين البلدين من قبل الثورة وقد التمس الشعب العذر للحكومة الى حين ولكن البروتوكول قام بكسره الرئيس فى اكثر من مناسبة فى مؤتمر عدم الانحياز وفى احتفالات اكتوبر بدون المجلس العسكرى وفى عدة مواقف، لكنى أؤكد أن الخطاب المرسل لشيمون بيريز يعد فضحًا لعلاقة مرسى بإسرائيل. لذلك أطالب «مرسى» بالاستقالة فوراً فهذا الحل مرض لجموع الشعب المصرى والشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطينى. ■ وماذا عن على عبد الفتاح الذى رفض التعليق على استقالتك عند سؤاله ثم قرر انك لا تنتمى للجماعة؟ - أقول له انا كنت فى الجماعة قبل ما تتولد. نشر بالعدد 620 تاريخ 29/10/2012