أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن مصر حققت نجاحات مبهرةً، خلال السنوات القليلة الماضية، فيما يخص القضاء على فيروس الالتهاب الكبدي C، والذي كان يتسبب في وفاة ما بين 40 إلى 50 ألف شخص سنوياً؛ حيث استطاعت وضع خطة متكاملة، تشارك بها كافة الجهات والقطاعات المعنية، لتحقيق الوقاية وتوسيع نطاق التشخيص والوصول إلى العلاج، والتي نجحت في تشخيص وعلاج ما يقرب من 4 ملايين مريض بفيروس التهاب الكبدي «سي»، في أقل من 5 سنوات. جاء ذلك، في كلمة متلفزة ألقاها الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، في اجتماع منظمة الصحة العالمية بجنيف، احتفالاً باليوم العالمي للالتهاب الكبدي، تحت عنوان: «حياة واحدة.. كبد واحد.. توسيع نطاق اختبارات وعلاج التهاب الكبد الفيروسي لتحقيق أهداف التخلص من هذا المرض في عام 2030»؛ حيث نوه الدكتور خالد عبد الغفار، إلى العمل على توحيد الجهود مع المجتمع الدولي، للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي، بحلول عام 2030، بما يتماشى مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وأهداف منظمة الصحة العالمية التي من شأنها ضمان تحقيق الرفاهية والازدهار للجميع.
وفي كلمته، المنوه عنها، أوضح وزير الصحة والسكان، أن مصر نجحت في توفير أدوات التشخيص للالتهاب الكبدي، فضلاً عن تصنيع الملايين من الأدوية المضادة لفيروس التهاب الكبدي C في المصانع المصرية بأسعار تنافسية؛ لافتاً إلى فحص أكثر من 60 مليون شخص مجاناً من المصريين وغير المصريين، خلال 7 أشهر فقط، مع توفير أدوات التشخيص في أكثر من 6000 موقع فحص، وتوفير الأدوية في أكثر من 200 مركز لعلاج التهاب الكبد الفيروسي، من خلال المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، والتي تعد خطوة تاريخية غير مسبوقة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، «ڤيديوجراف»، أعده ونشره، في وقت سابق، أوضح أن مصر كانت من الدول الأفريقية ذات معدلات الإصابة المرتفعة جدآ، بنسبة 22% من عدد الإصابات في العالم؛ لكنها أصبحت أول دولة في العالم، تقضي على فيروس «سي»، قبل المدة التي حددتها منظمة الصحة العالمية، ب10 سنوات، بحلول عام 2030؛ ولفت «ڤيديوجراف» مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى أن انتشار فيروس سي، خلال القرن العشرين، جاء نتيجة الحقن الزجاجية الخاصة بأدوية البلهارسيا؛ وفي عام 2006، تم إنشاء مركز مكافحة الفيروسات الكبدية، وتلاه إنشاء 20 مركزاً، كانت تعالج 40 ألف شخص سنوياً، من 5 ملايين مريض؛ وفي عام 2012، تم اكتشاف علاج ليست له آثار جانبية، تتخطى نسبة نجاحه 90%، وتمت تجربته في مصر، وثبت نجاحه؛ وعام 2017، تم علاج 2 مليون مواطن، واكتشاف 2 مليون آخرين؛ ثم في عام 2018، تم إطلاق مبادرة «100 مليون صحة»، وتم فحص 62 مليون مواطن، ظهر منهم 2 مليون و200 ألف مصاب بالفيروس في ذلك الوقت.
ولفت الدكتور خالد عبد الغفار، إلى أن مصر كان لها أثر كبير في التجربة العالمية للقضاء على التهاب الكبد في عام 2022، من خلال مشاركتها في تصميم الدلائل الاسترشادية الأولية الخاصة بأساليب التصدي لالتهاب الكبد الفيروسي في عام 2021؛ مؤكداً الحرص على تحقيق التواصل بين المعنيين من الوزارة، ومن منظمة الصحة العالمية، لإطلاق النسخة الثالثة من «ملف القضاء على التهاب الكبد» خلال الشهر الجاري، والتي سبقها إطلاق نسختين في يونيو 2021، ومارس 2023.
هذا، وأكد وزير الصحة والسكان، أن مصر لا تزال ملتزمة بالعمل على تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية لعلاج مليون مريض أفريقي من فيروس «سي»، وتوسيع نطاق الجهود للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي بالقارة الأفريقية، بما يضمن تحقيق الصحة والرفاهية لجميع المواطنين الأفارقة؛ لافتاً إلى أن مصر تمكنت من توفير عشرات الآلاف من أدوية التهاب الكبد B وC، لبعض البلدان الآسيوية التي تعاني من عبء التهاب الكبد الفيروسي.
