- 5 آلاف مشارك من 196 دولة.. الأمن الغذائى وتغير المناخ والذكاء الاصطناعى على أجندة النقاش - الاتحاد من أجل المتوسط يشارك بنموذج محاكاة ويتعهد باعتماد التوصيات ضمن استراتيجية 2020-2030
تحولت مدينة شرم الشيخ، إلى ما يشبه خلية عمل شبابية، استعدادا لانطلاق النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم فى الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019 تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث شكّلت إدارة المنتدى عدة لجان شبابية لتنظيم هذا الحدث رفيع المستوى، والذى يجذب الشباب والزعماء والقادة والشخصيات المؤثرة من مختلف أنحاء العالم.
ومن المقرر أن تشهد نسخة هذا العام مناقشات ثرية حول الشباب والإبداع والتنمية، كما يركز على عدد من القضايا الجديدة والملحة على الأجندة الدولية، كالأمن الغذائى وتغير المناخ والذكاء الاصطناعى.
ويأتى اهتمام المنتدى بالأمن الغذائى لمناقشة فرص العمل الدولى المشترك من أجل القضاء على نقص الغذاء، الى جانب الوقاية من كافة أشكال سوء التغذية وذلك فى إطار ما اشتملت عليه أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030.
وفى إطار ليس ببعيد عن الأمن الغذائى، يوجد محور خاص بالبعد البيئى فى جلسات المنتدى، حيث أدرك العالم فى السنوات الأخيرة أهمية التعامل العاجل مع قضية المناخ، نظرا لما هو ممكن أن تحدثه من تداعيات اقتصادية واجتماعية، لا سيما فى ظل الظواهر المناخية الخطيرة كالاحتباس الحرارى وأثره على مستقبل الحياة على الكرة الأرضية.
وفى ظل عالم تحكمه التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، فإن منتدى شباب العالم 2019 يخصص موضوعات نقاشية متكاملة تتعلق بكل من الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعى، إلى جانب تطبيقات ال Block chain، حيث يتم تناول هذه المحاور النقاشية وكافة المفاهيم والتقنيات المرتبطة بها فى إطار تفاعلى ومن منظور شبابى ومعاصر.
ولا تخلو أجندة المنتدى من بعض القضايا الحاضرة على لائحة اهتمامات المجتمع العالمى، خاصة المرأة ودورها فى المجتمع فى عصر التكنولوجيا الرقمية وتحديات الإبداع والفن والسينما فى عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وكان المنتدى- فى نسختيه الأولى 2017 والثانية 2018 - قد شكل محفلا ثريا يعبر عن آراء الشباب وأفكارهم، وخرجت نقاشاتهم فيه بتوصيات ومبادرات ذات تأثير قوى ومهم.
ومن بين 300 ألف شاب وفتاة من 196 دولة حول العالم سجلوا رغبتهم فى المشاركة بالنسخة الثالثة للمنتدى، سيشارك أكثر من خمسة آلاف فى كل دول العالم، حيث أعلنت إدارة منتدى شباب العالم، الأسبوع الماضى، غلق باب التسجيل للحضور والمشاركة فى فعاليات المنتدى بعدما مدت فترة التسجيل لخمسة أيام إضافية عن الموعد المحدد، نظر ا للإقبال الشديد على المشاركة فى المنتدى هذا العام، وذلك عبر الموقع الإلكترونى.
وشهدت مرحلة التسجيل للنسخة الثالثة من المنتدى ازديادا كبيرا فى أعداد من سجلوا لحضور المنتدى هذا العام مقارنة بالعام الماضى، حيث وصل عدد المشاركين فى عملية التسجيل هذا العام إلى 300 ألف شاب وفتاة من 196 دولة حول العالم مقارنة بالعام الماضى الذى شهد تسجيل 122 ألف شاب وفتاة من 194 دولة. وشهدت الأسابيع الماضية جولة لمنتدى شباب العالم فى عدد من المدن والعواصم العالمية للتعريف بالمنتدى وعقد ندوات فى عدة دول لعرض مسيرة المنتدى منذ نشأته، وأهم المشروعات التى أطلقها، وتعريف الشباب من مختلف الجنسيات بكيفية التسجيل للمشاركة، وتعد تلك الجولات هى رؤية جديدة لمنتدى شباب العالم لإتاحة فرصة أكبر للشباب فى المشاركة والتفاعل طوال العام فى مختلف أنحاء العالم.
وبدأت الجولة بمدينة هايدلبرج الألمانية التى شهدت أولى الفعاليات الدولية الخاصة بالمنتدى فى 26 أكتوبر الماضى، حيث تم استعراض رحلة المنتدى أمام مجموعة من الشباب، وأهم المشروعات التى تم إطلاقها مثل منصات منتدى شباب العالم، ومعامل الابتكار والمنطقة الحرة، كما تحدث بعض الشباب المصريين والأجانب عن تجارب مشاركاتهم فى المنتديات السابقة، بالإضافة الى عقد جلسة نقاشية عن دور الشاب فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومن هايدلبرج انطلق قطار المنتدى إلى مدينة سول، عاصمة كوريا الجنوبية، حيث تم عقد ورشة عمل تهتم بآليات تطوير وتنمية المهارات وتعزيز التواصل بين الشباب من مختلف دول العالم، وتمكينهم من المشاركة فى إحداث التغيير وصناعة مستقبل العالم.
وتسعى إدارة منتدى شباب العالم أن تكون مشاركات الشباب به متاحة على مدار العام، داخل مصر وخارجها، وألا تكون مقتصرة فقط على الفعاليات الكبرى الثانوية، حيث إنه من المقرر أن كل ما سيتم مناقشته وعرضه من أفكار خلال تلك الفعاليات الدولية سيتم عرضه خلال النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم.
جاء ذلك فيما أعلن «الاتحاد من أجل المتوسط» المشاركة بنموذج محاكاة للاتحاد فى المنتدى، داعيا الشباب- على موقعه- للتقدم للمشاركة فى هذا النموذج الذى سوف يحاكى جميع أعمال الاتحاد ولجانه، وكشف الاتحاد، عبر موقعه الرسمى، أن التوصيات التى ستخرج من المحاكاة ستكون بمثابة مؤشر للأمانة العامة للاتحاد للاستعانة به فى بلورة استراتيجية 2020 - 2030 التى يأمل الاتحاد الانتهاء من إعدادها العام المقبل، مؤكدا أن منتدى شباب العالم صار أحد أكثر منتديات الشباب نجاح فى العالم، وأهم منصة للشباب على الساحة العالمية.
وأشار «الاتحاد من أجل المتوسط»، إلى أنه بعد نسختين فقط، فإن منتدى شباب العالم فرصة جيدة للجمع بين ممثلى منظمات الشباب العالمى وواضعى السياسات لمناقشة كيفية إشراك الشباب فى البرامج الدولية الطموحة، بما فى ذلك المساعى العالمية لمواجهة الأيدلوجيات المتطرفة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs).
وأكدت خارطة طريق «الاتحاد من أجل المتوسط لعام 2017»، التى تم تأسيسها فى هذا الإطار الدولى والإقليمى، على أهمية تعزيز إمكانات الشباب الأورو- متوسطى، لا سيما فى تعزيز الاستقرار والتنمية الإقليميين، وفى هذا الصدد تضع أمانة الاتحاد الشباب فى صميم أنشطتها.
و«الاتحاد من أجل المتوسط» منظمة حكومية دولية فريدة من نوعها تجمع بين بلدان الاتحاد الأوروبى كلها و15 بلدا من جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، كما يتيح الاتحاد منتدى لتعزيز التعاون والحوار الإقليميين، وتنفيذ مشاريع ومبادرات محددة ذات أثر ملموس على مواطنى دولِه الأعضاء.
وأكد السفير ناصر كامل أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط أن منتدى شباب العالم يعد أحد أكثر منتديات الشباب نجاحا فى العالم وأهم منصة شبابية على الساحة العالمية، لافتا إلى أن المنتدى يعد كذلك فرصة جيدة للجمع بين ممثلى منظمات الشباب العالمى وواضعى السياسات لمناقشة كيفية إشراك الشباب فى البرامج الدولية الطموحة، وكذلك فى المساعى العالمية لمواجهة التطرف، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من ناحية أخرى، شارك منتدى شباب العالم- قبل أسبوعين- بمنتدى «الحوار الدولى حول الهجرة»، والذى تنظمه المنظمة الدولية للهجرة سنويا، وعقد هذا العام تحت شعار «إشراك الشباب كفاعلين أساسيين فى إدارة الهجرة»، وعلى هامشه تم عقد لقاء رفيع المستوى لإلقاء الضوء على العلاقة بين الشباب وبين التنمية المستدامة والهجرة فى أفريقيا، بمشاركة أحد ممثلى «منتدى شباب العالم»، الذى استعرض التجربة المصرية لخلق فرص عمل إضافيه، والحد من الفقر من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما سيتم تسليط الضوء على الشراكة الدولية لتحقيق أهداف أفريقيا للتنمية المستدامة.
كما شارك منتدى شباب العالم، الإثنين الماضى فى منتدى اليونسكو الحادى عشر للشباب بفرنسا، والذى أقيم على هامش الدورة الأربعين للمؤتمر العام لليونسكو، فى جلسة تحت عنوان مشاركة الشباب من منظور متعدد الأطراف، youth engagement from a multilateral – perspective.
وناقش ممثلون عن منتدى شباب العالم- خلال الجلسة- عددا من المحاور، أبرزها: تعزيز المشاركة الهادفة للشباب وقوة تأثير الشباب فى إحداث تغيير حقيقى حاليا ومستقبلا، كما يتم التطرق إلى دور منتدى شباب العالم كمنصة فعالة ومحفل دولى ثرى وشاب فى إعطاء الفرصة للشباب للتعبير عن آرائهم تجاه القضايا والمشكلات المعاصرة والخروج بتوصيات ومبادرات واقعية فى حضور نخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
تجدر الإشارة إلى أن منتدى اليونسكو للشباب يقدم منذ عام 1999 منصة مبتكرة ومستمرة للشباب، لتشجيع التعاون المشترك بين صانعى القرار وبين ممثلى الشباب لعرض أفكارهم، حيث يجتمع الشباب كل عامين فى مقر اليونسكو بباريس لعدة أيام لمناقشة القضايا المتعلقة بمجالات عمل المنظمة الثقافية، وفقا لاستراتيجية اليونسكو التنفيذية تجاه الشباب 2021 -2014 ينظر إلى الشباب كعناصر رئيسية فاعلة، كما تمثل إحدى أهم أولويات تلك الاستراتيجية فى تعزيز المشاركة الهادفة للشباب لتنميتهم وتعزيز مهاراتهم.
