مازال مشايخ الحرية والعدالة والميزان أجدع من التعبان، طالعين فوق النوق والبغال لاستكمال مسيرة الجهاد الأكبر، والاستيلاء على الوطن، إذا لم يكن بالقوة والفتونة، وغزه فى كرشه يا شيخ طواوش.. تاخذ حسنة.. ورغيف حواوشي، فبوضع اليد والعمة، وعلى المتضرر اللجوء لفضيلة المرشد العام، بدل ما تنزل على دماغ أهله الغمة، أو يدخل فيه سواق ميكروباص أعور، يقلبه قفه، مازال مشايخ الميزان يغنون فى الليل.. ماشى بنور الله.. بادعى واقول يارب.. وفى الصباح يصرخون على طريقة الحاج ميكافيللي.. الغاية تبرر الوسيلة يا مشايخ، والحرب خدعة يا أصحاب العمائم، حتى لو كانت بينك وبين المدام، وعلى رأى الشيخ ونيس، بتاع شفتى أنا فى عرضك.. خليها تسلم على خدك، أن من هاجم الدقون، فقد هاجم الإسلام، وكبه الله على وجهه فى النار يوم القيامة. مازال مشايخ.. وما نيل الرياسة بالتمني.. ولكن تأخذ الرياسة غلاباً، مصرين على أن الدستور والقانون، اذا لم يلبسا العمة ويجلسان تحت أقدام مولانا المرشد العام الطاهر، ليطلع الزبيبة المقدسة على خلقتهم النجسة، ويرقيهم من عين الحسود، كل من شاف المشايخ، وماصلاش على النبي، ويعلق على صدرهم المليان غل وبلاوى زرقا، حجاب مبروك بالقبول والمحبة، فهما باطلان ولا يجوز شرعاً احترامهما، أو العمل بهما، بل يجوز للعيال المشايخ الصغيرين -بدل ما يلعبوا فى الطين- أن يركبوها على الأقل أجدع من ركوب الحناطير والحمير فى الشوارع، لحد ما يدخل فيهم اتوبيس نقل عام، من ثم.. كان ذلك المشهد الخرافي، الذى لم يحدث فى العالم المتحضر، ولا حتى فى بلاد الواق واق، بتاعه العفاريت وأمنا الغولة، وكأننا فى فيلم كوميدى بايخ. لم يحدث فى الدنيا كلها أن يخرج أحد المرشحين للرئاسة، ليعلن النتيجة بمعرفته، ويحتفل على طريقته وبالدراع. وأنى وان كنت الأخير زمانه لأت بما لم تستطعه الأوائل، قبل أن تعلن اللجنة النتيجة رسميا، بل حتى قبل أن تنتهى عمليات الفرز، من باب استعراض القوة طبعاً واستباق فى الأحداث، حتى اذا جاءت النتيجة الرسمية عكس ذلك، يبقى العلبة دى فيها فيل، والأخوة جاهزين فى الميدان بالشماريخ.. ومين يعادينا مين مين.. وياخد كرسينا مين مين، تحت قيادة اللواء أركان حرب خيرت الشاطر. على الجانب الأخر أعلن مشايخ الحرية والعدالة.. وخبى العضوية يامولانا فى السيالة، أنهم لا يتعترفون بحكم المحكمة الدستورية العليا، وأن مجلس سبحة وسواك لكل نايب قائم بعون الله، ومن أراده بسوء سخطه الله معزة جربانة وخلى عند أهلك دم يا ذوق، وقبتنا العطشانةنرويها بدمانا واعى وصلى على النبى يا مؤمن، وأن اللجنة التأسيسية للدستور اللى بتطالع فى الروح، هاتلبس العمة، يعنى هاتلبس العمة، وخلوا عندكم ضمير وذمه، هذا هو مفهوم المشايخ للحرية والعدالة، الاستيلاء على الوطن والأوباش الكفرة اللى فيها، وبالقوة أو بوضع اليد، عموماً.. الفرصة الأخيرة أمام المشايخ هى فوز مرشحهم بالرياسة حسب المؤشرات الأولية، فهل يثبت فعلا أنه رئيساً لكل المصريين، أم رئيساً بدرجة سفير لمولانا المرشد العام، وهل يجيش الجيوش، ويخدج السيد الناصر مرسى الدين العياط لتحرير القدس، كما أكد مريدوه واتباعه؟! أم سيخرج لتحرير مصر من أى مواطن جيله مش لابس جلابية، وحاطط زبيبة على خلقته؟! نشر بالعدد 602 بتاريخ 25/6/2012