مع سيطرة الأحداث الدامية التى تحدث فى اليمن الذى كان سعيدا وتحول بفعل الطائفية البغيضة التى اجتاحته هو وسوريا والعراق وغيرها .. وتحول الحدث مع قسوته إلى أيد تشد على بعضها البعض .. وتعاون عسكرى وحد الصف والكلمة العربية.. ومع تجلى هذه الصورة فى أروع معالمها تفتقد صورة الجمع العربى .. لوجود رجل.. كم حلم يوما بالكلمة العربية وقد تجمعت.. وهو الإعلامى الكبير أحمد سعيد افتقدته.. ليشهد على رايات عشر دول عربية وقد تجمعت .. وكم حلم بذلك .. وتحول الحلم لديه إلى يقين .. أن يوما سيأتى تجتمع فيه كلمة العرب وقد كان .. حبذ لو كان (أحمد سعيد) الأب الحبيب لصوت العرب ولابنائه .. حبذ لو كان قد دعى ليشهد هذا الجمع العربى الذى طالما نادى به .. أمجاد يا عرب أمجاد. ومع سيطرة هذه الأحداث على مشهد الحياة فى مصر وفى أمتنا العربية .. مع هذا فرضت بعض الصور السلبية نفسها لتشارك المؤتمر الاقتصادى وسد النهضة وما يحدث فى اليمن .. وعاصفة الحزم فى الاهتمام والمتابعة لما لها من الوجع المجتمعى الناتج عن السلوك العدوانى واللا أخلاقى الذى يجتاحنا هذه الأيام .. طالب فى جامعة خاصة وفى كلية مميزة .. ومن المصاريف الباهظة التى يدفعها الطلبة فى هذه الجامعات.. والتى لا تقل عن 50 ألف جنيه فى السنة .. يعنى طالب ميسور ومن عائلة ميسورة.. اتهمه زميل له فى نفس الكلية بسرقة (محمول) فما كان منه إلا ان بيت العزم على الانتقام منه.. وأخذ من احد أقاربه بندقية آلية وتوجه للجامعة وأطلق عليه الرصاص هو وزملاءه.. فقتله وأصاب 4 من اصدقائه .. وتحول الطالب ابن الناس فى غمضة عين لقاتل زميله الضحية وزملائها لجرحى .. ليه؟ الاجابة بمنتهى البساطة.. هذا الشاب لم يعلمه أهله ولا معلمه أن يكون له كبير يرجع له فى الأزمات.. وعند الغضب يستمع إليه ويوجهه.. كما لو كانوا علموه خد حقك بايدك.. هو فيه حد فاضى يجيبلك حقك أو يسمعك .. هذا الشباب حصل على البندقية الآلى و40 طلقة من قريب له .. هل يا ترى سأله عايزهم فى إية؟ ولا الحكاية جدعنة.. والواد بقى راجل يجيب حقه بنفسه؟ طبعا الموضوع له أبعاد عديدة.. إلقاء التهمة جزافا من القتيل على زميل له.. أمام الزملاء.. والاتهام سرقة.. والقاتل كبيرة عليه الحكاية.. والأهل والجامعة.. الكل غائب . وعلى سبيل المثال أيضا شهد العام الدراسى الماضى وكذلك بداية هذا العام الانتهاكات بألوان متعددة فى المدارس .. إهمال أدى لمقتل حوالى 20 طالبا ومثلهم عنف مدارس وحالات كثيرة من الاعتداءات الجنسية فاقت اعدادها 800 حالة.. منهم طفلة تحمل «شاى مغلى» لمدير المدرسة.. مما يصيبها بحروق شديدة برغم القوانين التى تحذر من ذلك.. ضرب أدى إلى موت كما حدث مع الطالب (إسلام) من مدرس اللغة العربية.. كذلك طفل الخمس سنوات الذى ضربته مدرسة الحضانة ففقأت عينه اليسرى وأفقدته البصر.. طفل آخر يكوى المدرس لسانه لانه يتكلم فى الحصة .. تلميذ بالصف السادس يصاب بكسر فى الحوض نتيجة سقوطه من الدور الثانى بمدرسته . وهذه النماذج وما اكثرها من صور العنف مع الاطفال في المدرسة، حيث المفروض أن يخشى الاهل على أولادهم خارج المدرسة لا من داخلها .. هذه الصور والتجارب المريرة لهم وهم صغار جعلتهم وهم يقتربون من سن 13 أو 14 سنة.. وقد تكونت لديهم مشاعر عدوانية احنا نضرب ومننضربش.. واشتكى ليه؟ ومن مين؟ هو انا صغير؟ محدش يقدر يضربنا ولا يحاسبنا. ثم يسترسل أحدهم قائلا.. أبويا لو اشتكيله.. يعايرنى بكلام يوجع.. هو أنا مش مخلف راجل؟ ويستمر فى وصفى بالجبن وأنى عار عليه.. اللى يضربك.. اضربه.. من هنا تأتى الافعال الجسام.. المدرس الذى ضرب وقتل وأصاب تلامذته وليد تربية خاطئة عائليا وتعليميا .. الطفل الذى كوته نيران القسوة وهو طفل عندما يدخل مدراج المراهقة.. تبدأ العدوانية تصدر عنه بلا تردد ولا انتقاء لكلمات ولا لعبارات.. ويكفيه حوارات أفلام الحوارى ونماذج بلطجى الحى والسنج والسيوف والمطاوى لغة للتفاهم.. والشتائم بأفزع الألفاظ .. وكذلك جنوح بعض الأفلام إلى تأجيج نيران الجنس لدى المراهقين ولهم فى الفيلم الذى قام ببطولته مراهق ال 12 عاما العاشق لامرأة هى حلم كل رجال الحارة.. ولكنها تعتبره راجلها.. وليه لأ؟ هى الحكاية بعد كدة تحتاج منا لأسئلة من قتل.. لماذا قتل؟ ومن قُتل.. لماذا قُتل؟