نلومه حين يصبح فاسد ، نلومه حين يصبح عدوانى ، نلومه حينما يخون . نستحقره اذا كان ذليل وخاضع ومنكسر. ولكن لماذا كل هذا اللوم والاندهاش والاستحقار ؟ . اليس هذا الرجل هو الطفل الذى تربى على الاهانه ؟ . اليست تلك المرأه هى الفتاه الصغيره التى تعودت وكبرت على مبدا ان العقاب بالضرب والاهانه والذل ؟. اذا لماذا نندهش حينما نرى هؤلاء الاطفال اصبحوا امهات مهانه واباء معقده تمارس العنف ضد زوجاتهم ومن جيل لجيل يتوارثوا الافكار وتتكرر الاخطاء . ودائما البدايه من الطفوله ، من المدرسه . عقاب سيء من المعروف ان ضرب الاطفال فى المدارس من الامور الشائعه فى مصر وخاصه المدارس الحكوميه . فمن ليس لديه القدرة على تحمل مصاريف المدارس الخاصه فليلجأ للتعليم المجانى وليواجه وليتحمل تصرفات بعض المدرسات والمدرسين من محاوله لتفريغ ما بهم من ضغوط من خلال هؤلاء الاطفال . ان تلك الظاهرة من الامور الممنوعة فى المدارس بالخارج اما هنا فكل شئ اصبح متاح . فلا نستطيع ان ننسى ذلك الطفل الذى ضربه المدرس فى بطنه مما تسبب له فى نزيف داخلى وفارق الصغير الحياه . وبصرف النظر عما اذا ما كان يقصد المدرس هذا ام لا فان النتيجه كانت موت الطفل . اذا كان المدرس يعتبر الضرب نوع من انواع العقاب ووسيله للتربيه فيكفى كونه يضرب ويكفى شعور الطفل بالعقاب ولا داعى للضرب المبرح والعنف الذى يمارسه المدرس على الطفل مما يسبب له عقده نفسيه وخوف من المدرس فيكره التعليم ومن ثم يكبر غير مؤهل فلا يستطيع الحصول على وظيفه مناسبه فيشعر بالفشل وبناء عليه يشعر بالاحباط الى ان يصل الى كره ذلك المجتمع ومن فيه . توبيخ وإهانة يقول محمد حمدى (11 سنه) : "يضربنى المدرس لو لم احفظ جيدا او اجيب على اسئلته فاذا حصلت فى الاختبار على 17 درجه من اصل 20 درجه يقم المدرس بضربى ثلاث ضربات اما اذا حصلت على 15 درجه يضربنى الى ان اصل الى 20 اى خمس ضربات بالعصاه " . تقول خلود احمد (16 سنه) : " ارى ان المدرسات توبخ التلميذات وتعنفهم اكثر من المدرسين اما المدرسين منهم عدد قليل من يضرب او يوبخ ". تقول سماح احمد (40 سنه) : "انا لا اسمح لاى مدرس ان يضرب ابنتى وان ارفض هذا المبدا من الاساس ، فانا لم اتعود على ضرب ابنائى منذ صغرهم وهم لم يتعودوا على هذا الاسلوب مطلقا " . تقول حنين سامح (10 سنوات) " انا اخاف كثيرا من المدرس ، اخاف ان اخطأ فى اى شى واخاف حينما يسألنى او يطلب منى اجابه اى سؤال واحيانا اطلب من والدتى ان اتغيب عن المدرسه لهذا السبب ولكنها ترفض " .تقول هبه مصطفى (36 سنه ) "انا ارى ان خير الامور اوسطها فلا يكون عنف مفرط مما يسبب للطفل عقده نفسيه ويجعله يكره المدرسه والمدرس وايضا عدم الغاء العقوبه لان ترك العقوبه قد يجعل الطفل يتساهل فى اداء واجبه " . خلل كبيرتقول أميره محمود (21 سنه) "ان منظومه التعليم فى مصر بها خلل كبير فهى تابعه لوزارة التربيه والتعليم ولكنها لا تهتم ابدا بالتربيه وكذلك تقصر تقصير شديد فى التعليم ، فانا اذكر حينما كنت فى المرحله الثانويه وسالت مدرس اللغه العربيه بالمدرسه عن احد النصوص ما اذا كان حفظ ام دراسه فقط وتفأجات حينما وجد انه ليس لديه معلومه اكيده عن هذا اما بالنسبه لضرب الطلاب فى المدارس فهناك بعض المدرسين من يضرب بهدف الدروس الخصوصيه حتى ياتئ اليه الطالب ليتجنب الضرب ويطلب منه ان ينضم لاحد مجموعات الدروس الخصوصيه فى هذه الماده " . يقول (عبد الله مصطفى) مدرس لغه عربيه بمدرسه ابتدائى " استخدام الضرب كوسيله للعقاب لا ياتى بالنتيجه المرجوه فكثيرا من الطلاب يضرب ولا يتغير ولا يتحسن فالضرب ليس حل ولا علاج . هناك من المدرسين من يلجأ لهذه الوسيله من اجل الدروس الخصوصيه وانا ارى ان معظم المدرسين لا يصلحوا مدرسين ! " . يقول (محمد محمود) مدرس لغه عربيه بمدرسه ابتدائى " انا لا اضرب اى طفل بالرغم من ان هناك كثيرا من الآباء من ياتى الى المدرسين بالمدارس الحكوميه ويطلب من المدرس ضرب الطفل ولكن حينما يضرب المدرس الطفل يغضب الاب ويشتكى " . واضاف قائلا " المدرسين بوجه عام منهم قله من يضرب الاطفال فى المدارس فى حين ان المدرسات السيدات هن من يضرب الاطفال ويوبخهم اكثر من المدرسين الرجال . انا مدرس رجل ومسئول عن اسره لا افضل ان تاتئ شكاوى من اولياء الامور بخصوصى فاذا تم خصم مبلغ من مرتبى فان هذا بالطبع سيؤثر على عائلتى اما المدرسات السيدات لا تخاف من مثل هذا الامر فهى فى النهايه مسئوله من شخص اخر ولذلك تجدها اكثر جرأة فى التعامل مع التلاميذ واولياء الامور". اما ما اثار دهشتى كان حينما قال هذا المدرس " جاء لى احد اولياء الامور وطلب منى طلب غريب حيث قال انه يتمنى لو يدخل ابنه الصغير الاحداث وعندما سالته عن السبب قال " اصله غبى ! " . واضاف قائلا " ارى ان الضرب والعنف اصبح ياتى بنتائج عكسيه وهناك طرق اخرى للعقاب فمثلا حرمان الطفل من المصروف لمده يوم ، عدم الخروج يوم العطله ، وكذلك منعه من استخدام الكمبيوتر " .