كان يجب البدء بإزالة تعديات الحيتان الكبيرة وأبوالعنين على رأسهم هناك قصص وروايات فى التعديات تصلح أفلاماً لعام 2017 مقالى هذه المرة حزين وعاتب ومندهش على ماتفعله أجهزة الدولة وذو القلوب(الرحيمة) فى رعاية الشعب، نحن لسنا مختلفين فى إعادة هيبة الدولة المتمثلة فى بسط سلطاتها على كل التجاوزات المخالفة للقانون، لكن يجب الأخذ فى الاعتبار بالتفرقة بين الأوضاع غير المخالفة أما من يستغلون نفوذهم والكسب السريع الفاحش فهم لابد أن يطولهم القانون، مثل ما نسمعه عن رجل الأعمال أبو العينين من استغلال أراضى الدولة على طريق مصر- إسماعيلية، ومن لا يعلم «يفتح» النت ووسائل التواصل الاجتماعى وغير هذا، هناك الكثيرون الدولة فى نسيانهم، ضف إلى هذا الإخوان واستلائهم للأراضى فى حكم مصر، ودليل هذا مانعانيه فى سيناء وما تتعرض له، فقد تم تسكين الإرهابيين بها، وما خفى وغير معلوم أو المسكوت عنه ولا أدرى ما السبب، وهذا ما يدفعنى للتساءل هناك أراضٍ فى الصحراء والآن منتجة، وتساهم فى أزمة الغذاء الذى يعانى منه الشعب، خاصة أن الدولة تناشد وتدفع الشباب إلى استصلاح الأراضى وزراعتها، خاصة أن الرئيس ينادى بأن نعمل وننتج فى النواحى المختلفة وخاصة الزراعية.. الرئيس قال ما هو واضح ولا جدل فيه ولا نقاش (نحن لا نظلم أحدا إذا زرع أرضه، والذى يسقع الأرض أو يتاجر فيها تأخذ منه فورا)، أما من يزرعها نسهل الأمر عليه ونقننها له، ويدفع ما عليها مثل ما حدث فى أرض الإعلاميين فى 6 أكتوبر وغيرها فى المحافظات الأخرى خاصة قنا، لأن تقنين الأراضى المزروعة يفتح أبوب عمل ورزق لفئة كبيرة من الشعب فى ظل البطالة وانحصار الأراضى الزراعية من التعديات سواء بالبناء أو احتلالها للمشروعات الخاصة أو للبيع والكسب فيها.
كان لابد من البدء بالحيتان الكبيرة والساعيين للكسب السريع، وما سوف أقوله بعد هذه المقدمة ليس غريبا لأن الرئيس السيسى وقته وفكره كيف ينهض بالدولة، ويحقق العدالة الاجتماعية ولقمة العيش للغلبان، فهو يحذر من تارك الأرض صحراء، فيجب أن تعود للدولة فورا، يعنى الرئيس لم يقل دمر الأراضى المزروعة وما بها من آبار وخزانات مياه تكلفت آلاف لإعدادها لرى الأرض العطشانة والمحرومة من نقطة مياه واحدة من يروى هذه الأراضى يكرم ولا يهدم، ورأيت الكثيرين منهم لحظة الاستيلاء وتدمير الأراضى يقفون متفرجين على طريق الأسفلت بين النواح والبكاء، فأرض الإعلاميين التى رأيت ما حدث لها تم الحصول عليها عام 1999، وقام الوزير يوسف والى بتأسيس جمعية الإعلاميين الشباب، وكان المبلغ المدفوع للوزارة فى الفدان 1000 جنيه، وكان هذا سعر الأراضى الصحراوية الجرداء فى هذا الوقت، وأخذت موافقات من الجيش والآثار والثروة المعدنية، وكان هناك وعد بإدخال المياه الصالحة للزراعة بعد معالجة الصرف الصحى لرى هذه الأرض وتقدر مساحتها ب 5800 فدان، وهى بمنطقة الواحات فى محافظة 6 أكتوبر، ولأنى كل أسبوع أكون برفقة ابنة عمتى الدكتورة منى لزيارة هذه الأرض، التى تملكت بها 10 فدادين عام 1999، وكانت كلها حماس ورغبة وحب لهذه الأرض برغم أنها تقيم بأقى منطقة بالمعادى، وليست محتاجة لتسقيع الأرض، فقد كانت تحمل فى سيارتها العمال والفنيين لإعداد الأرض وصرفت نصف مليون جنيه فى زراعة هذه الأرض من حفر آبار وإعداد خزانات مياه غير إتاوات البدو الذين يدعون حماية الأرض، وأعدت استراحة جميلة كنا نضحك ونمضى وقتا فيها، ثم تعود هى إلى المعادى وأنا إلى الشيخ زايد، وفجأة تكهرب الجو، واستغاثت بى يوم اقتحام الأرض، رأيتها تقف على الأسفلت أمام الأرض وسط الصراخ واللطم على الخدود مع مالكى الأراضى الذين وصل عددهم إلى 700 عضو، وأغلبهم إعلاميون وهى تهدم وتدمر بكل حقد، حتى الزرع شاهدته يذبل ويقتل، لأن مياه الحياة دمرت، لعن الله الحقد وعدم التفكير، الجمعية التى كانت تشرف على الأرض، كانت تُحصل من كل عضو سنويا 400 جنيه، وتُسلم كل مالك كارنيها، والغريب هذه الأرض لديها عقود ومستندات وقضية منذ 5 سنوات وحكايات والعقل يبكى والعقل يفكر والأذن تسمع، ولكن هذا ليس فقط ما سمعته، فهناك فى قنا قرية تسمى تندره بأبو تشت يسرقون 500 فلاح يمتلك كل فرد 5 أفدنة فى صحراء قرية تندره وهم مزارعون بشركة الاستصلاح الزراعى وتدعى شركة العارف، تأسست عام 1998، تحت إشراف الدكتور هشام رشوان واللواء عادل لبيب، محافظ قنا سابقا، وأنفق المزارعون كل ما يملكون لإنشاء الآبار وشراء معدات زراعية وصلت لمليون جنيه، ودفنت مع التدمير والإزالة، ويصرخون لماذا يحدث هذا، وهناك قصة الأخ صلاح من قنا الذى اتصل بى، يقول المسئولون لا يفهمون كلام الرئيس السيسى، ففى قرية العَمرة بأبو تشت اقتحمتها بلدوزرات وهدمت 150 منزلا بالقرية لأسر غلبانة تحت خط الفقر، ودمرت الأساس وتركت صحراء، وكل غلبان كان معه 60 مترا فى الجبل ليس بها إنارة ولا مياه، ويقول صلاح عبد الله، محافظ قنا، وقيادات المحافظة وعدونا بتقنين أوضاع هؤلاء البسطاء، ولكن الطمع والحسد وقسوة البلدوزرات قتلت كل هذا، واختم ما أعرضه بكل حزن.. هناك قصص وروايات كثيرة تصلح أفلاما لعام 2017.. وتحيا مصر.