هددت محافظة قنا والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، عددا كبيرا من المزارعين، بإزالة 200 فدان مزروعة قمحا وبعض المحاصيل الاستراتيجية، فى صحراء قوص بقرية «حجازة بحرى» والتى تم استصلاحها قبل 30 عاما، بدعوى وقوعها فى زمام محطات وخزانات الصرف الصحى لمدينة قوص وسوف يتم زراعتها أشجارا خشبية تروى بمياه الصرف الصحى، فيما هدد المنتفعون بأنهم لن يظلوا مكتوفى الأيدى أمام تنفيذ قرارات الإزالة، ولن يتركوا أرضهم حتى لو صدر ألف قرار إزالة، وقالوا ل«الوطن»: «لما يزيلوا قمحنا ناكل منين، ولا الحكومة عاوزة نتحول إلى بلطجية.. لن نترك أرضنا إلا على جثثنا». ورغم أن المزارعين المنتفعين يملكون مستندات قانونية وخرائط «إيرث» المصورة، تثبت زراعتهم الأرض منذ سنوات طويلة، فإنها لم تشفع لهم عند المسئولين، الذين أصدروا بحقهم مخالفات بالتعدى على أملاك الدولة ويجب إزالتها فورا. «شقانا وشقا السنين وتمن غربتنا راح فى هذه الأرض، نموت جوعاً دونها، الحكومة تعطى آلاف الأفدنة للمستثمرين وبعد كدا يضحكوا عليها، وإحنا الغلابة تبهدلنا وعايزة تشردنا».. بهذه الكلمات عبر عدد من أهالى «حجازة بحرى» عن استيائهم من قرارات الإزالة الصادرة بتحويل أرضهم المثمرة بمياه نقية إلى أشجار تروى بمياه الصرف. رياض أبوالليف، أحد المنتفعين، قال: «العدل بيقول الصرف يتنقل والمزارع ما يتنقلش»، مشيراً إلى أن «عرقهم وشقاهم راح على هذه الأرض»، وأوضح أن تكلفة استزراع الفدان الواحد 15 ألف جنيه حتى يتم زراعته قمحا، وأكد عبده الجيلانى محمد، مزارع، أن تلك الأراضى لا تبعد عن القرية سوى نصف كيلومتر، ويزرعونها منذ 30 عاما، قبل وضع تحديد الصرف الصحى الذى تم تحديده فى عام 2005 وتم تشغيل أحواضه عام 2010، مبديا اندهاشه من إزالة تلك الأفدنة التى يتم زراعتها قمحا ومحاصيل استراتيجية، ليتم زراعتها بأشجار تروى بمياه الصرف الصحى!! وكشف إبراهيم هاشم محمد أنهم قاموا بحفر 7 آبار مياه، لافتاً إلى أن تكلفة البئر الواحدة تصل إلى نصف مليون جنيه دون مساعدة تذكر من الحكومة، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التى يتكلفها الفدان الواحد حتى يصبح صالحا للزراعة، كما قال محمد السنوسى، إن أكثر من 100 مزارع يطالبون وزير الزراعة بوقف قرارات الإزالة التى أصدرتها محافظة قنا، ولن يستسلموا لقرارات الإزالة.