«الشريعة أو الدم ».. شعار رفعه عدد من شباب التيارات الإسلامية لمواجهة ترشح عمر سليمان وهو ما ينذر بعودة مصر إلي موجة من العنف الدموي التي تعرضت لها طوال التسعينيات في ظل وجود خلايا شبابية لا يمكن السيطرة عليها في غيبة القائد أو المرشد لها وهو ما جعل قيادات الجماعة ترسل تحذيراً شديد اللهجة لسليمان لإصراره علي الترشح ومنعت أنصار سليمان من لصق أي دعاية خاصة بسليمان مما ينذر بوقوع أعمال عنف بين الطرفين. من ناحية قال ناجح إبراهيم القيادي البارز في الجماعة إن الخطر يكمن في الخلايا الصغيرة الشبابية التي ليس لها قائد أو أمير وهي من ستسعي لانتهاج العنف لمواجهة ترشح سليمان حيث ستسعي إلي تطبيق الشريعة الإسلامية معتقدين أن سليمان لن يسعي إلي تطبيقها مما يعني أن العنف هو وسيلتها الوحيدة في ذلك، ومن هنا يكمن خطر اصرار عمر سليمان علي الترشح حيث ستنظر هذه الخلايا إلي عمر سليمان علي انه السد المنيع لمنع تطبيق الشريعة ووقتها لن نتخيل مدي عنف رد فعل هذه المجموعة الشبابية مضيفاً كنت أظن أن عقل اللواء عمر سليمان أكبر من ذلك وخبرته الحياتية ستمنعه من القيام بهذه الخطوة غيرالمحسوبة لأن الزمن لا يمكن أن يعود إلي الوراء لأنه لم يستغل طول فترة بقائه إلي جوار الرئيس السابق مبارك ولم يقم بأي خطوة لتصحيح الأوضاع الشاذة التي كانت تمر بها مصر فلم يعترض علي ملف التوريث الذي كان يصير بسرعة الصاروخ، كما أنه ساهم في صفقة بيع الغاز المصري لاسرائيل بأبخس الاثمان ولم يعترض علي عمليات السلب والنهب التي كان يقوم بها اعضاء النظام السابق والتزم الصمت الغريب غير المبرر. ورأي ناجح أن أزمة ترشح أو انتخاب سليمان اعادة انتاج للنظام السابق بكل ما يحمله من مساويء وان كان النظام القادم تحت حكم سليمان سيكون أكثر شراسة من سابقه وسيعيد سيناريو ما حدث للاخوان علي يد عبدالناصر من سحل وقتل واعتقالات وخطف لنعود 100 سنة إلي الوراء خاصة ان سليمان عرف خصومه ودرس مواقفهم وبالتالي سيسعي للانتقام منهم بكل شراسة حيث سيمتلك الادوات التي ستساعده علي القيام بذلك وبالتالي ستصبح الثورة في خبر كان وكأنها لم تحدث من الأصل وهو ما يعني انتكاسة عنيفة للثورة والثوار ولشهداء الثورة الذين ضحوا بدمائهم من أجل الحرية. وقال : أود أن أنبه عمر سليمان بأن عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء لأنها لوعادت فستكون الأمور أسوأ بكثيرعلي الجميع والعودة ضد سنة الكون عواقبها وخيمة. وأضاف: الحرب التي يشنها سليمان تجعلني أدعو جميع المرشحين للاتفاق علي مرشح واحد لا يتبع اي تيار سياسي وليست لديه أي ميول تجاه أي تيار سياسي بحيث يتم حشد جميع التيارات السياسية خلفه حتي يمكننا من هزيمة مرشح العسكر الذي سيقف وراءه كل من كان ينتمي لنظام مبارك لأنهم يعلمون أن فوزه يعني اعادة الحياة لهم مرة أخري. وأنهي حديثه قائلاً : الخروج المسلح الذي يتحدث عنه أكثر من فصيل سياسي هو أسوأ الحلول، كما أنه الطريقة الأبشع لاقرار الحقوق وفرض الشريعة لكنها طريقة دموية ستؤدي هذه المرة لتقسيم مصر إلي شقين ولعل ما حدث في السودان خير دليل علي ذلك فعندما استعمل البشير السلاح مع السودانيين انقسم السودان إلي دولتين وأكثر ما أخشاه هو الخلايا الشبابية النائمة التي لا قائد لها. أما الدكتور طارق الزمر فأكد أن ترشح سليمان هو اعادة انتاج مباشرة لنظام الرئيس السابق، ومؤشر سلبي علي دخول مصر في موجة جديدة من العنف لأن ترشحه يأتي في ظل اصرارغريب من المجلس العسكري علي الابقاء علي المادة 28 التي ستسهل عملية التزوير لصالح سليمان في مقابل رغبة بعض الفصائل في تطبيق الشريعة الإسلامية واقتناعها بأن سليمان سيقف حائلا ًبينهم وبين ذلك مما يعني أن مصر مقبلة علي موجة ثانية من الثورة المصرية ووقتها لن يستطيع المجلس ولا غيره تدارك الموقف لأنه سيخرج عن السيطرة تماما مما يدعوني لمطالبة القوي السياسية بالتوحد حول مشروع واحد لاسقاط رموز النظام. واضاف : الأزمة أن مجلس الشعب قد أقر مشروع قانون ابعاد الفلول وهنا سيأتي دور المجلس العسكري الذي سيستخدم اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لمنع تنفيذ القانون بدعوي أن سليمان قدم أوراقه في ظل قانون قائم ولم تكن هناك أي موانع للترشح وهو السيناريو الأقرب للتنفيذ لأن المجلس لن يترك سليمان هكذا بعد أن قام بعرض عسكري خاص صاحبه وقت تقديم أوراقه للترشح. من ناحيته قال الشيخ عاصم عبدالماجد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية إن اصرار سليمان علي الترشح يعني ان هناك صفقة بينه وبين المجلس العسكري في ظل اصرار العسكر علي الابقاء علي المادة 28 مما يعني أن هناك تزويراً سيتم للانتخابات القادمة خاصة أنه لا يمتلك أي فرصة للنجاح في وجود أسماء محترمة لها وزنها السياسي مشيراً إلي ان الشعب لن يمنح الفرصة لعمر سليمان حتي إذا أصر العسكر علي الابقاء عليه. وأضاف : المليونيات ستتواصل ضد المجلس وسليمان وسيتكرر المشهد الذي حدث منذ 25 يناير وحتي 11 فبراير 2011 وسيكون أكثر عنفاً ودموية لأن الشعب استوعب الدرس. وأشار إلي أن الجماعة الإسلامية اتخذت قراراً سينفذه شباب الجماعة وهي منع وضع أي ملصق يخص عمر سليمان في كل ربوع مصر مهما أدي هذا لمزيد من العنف مع انصاره ووقتها علي هؤلاء أن يتحملوا ما سيتعرضون له علي أيدي شباب الجماعة وهناك شباب متحمس من مختلف التيارت السياسية وخاصة الإسلامية وهم من نخشي من ردود أفعالهم العنيفة وهو ما يعني أن تصرفات العسكر ستجر الشباب المتحمس إلي العنف. اما الشيخ عبود الزمر أحد قيادات الجماعة البارزين فأكد أن ترشح سليمان ينطوي علي الكثير من الاستخفاف بعقول الشعب كما أن صراعات المرشحين علي الرئاسة تسببت في ظهور أمثال عمر سليمان مما يعني أن الثورة أصبحت في مهب الريح خاصة أن وجوده يعني عودة حسني مبارك مرة أخري إلي الحكم وقتها ستشتعل مصر وستدخل في دوامة من العنف. وأضاف : التهديدات التي أطلقها الشباب باستخدام العنف جاءت نتيجة شعورهم بالصدمة من ظهور سليمان ودعم المجلس العسكري له وهم من يمثلون الخطر الأكبر لأنهم يرون أن تطبيق الشريعة الإسلامية لن يتم إلا من خلال استخدام العنف. نشر بالعدد 592 بتاريخ 16 ابريل 2012