انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته بالندوة التثقيفية أمس الأحد، تناول الإعلام لقضايا المجتمع، مشيرً إلى أن «التضليل الاعلامي يهدد مسيرة التنمية»، وأن «القطاع الإعلامي مليان كوارث». وعبر الرئيس عن غضبه من حديث أحد الأعلاميين- لم يسمه، قائلا: «أحد الإعلاميين قال إن السيسي إزاي يقعد مع سيمنز وشايف إسكندرية بتغرق.. عيب ميصحش كده». ورغم أن السيسى لم يذكر إسم الإعلامى صراحة مكتفيا بالتلميح، إلا أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى نجحوا فى الكشف عن هويته، بعد تدوال مقطع فيديو للإعلامى «خالد أبو بكر» مقدم برنامج «القاهرة اليوم»، يقول فيه، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى ترك الأزمات التى التي تمر بها البلاد- فى إشارة لغرق الإسكندرية فى مياه الأمطار، وجلس مع الشركات. وعلق عدد من الإعلامين خلال برامجهم على خطاب الرئيس، فيما يخص الجزء الذي توجه به إلى الإعلام، فأكد الإعلامي إبراهيم عيسى خلال برنامجه «مع إبراهيم عيسى»، أن النقد هو واجب الإعلام، طالما كان لديه الأدلة الكافية والحجة التي تدعم موقفه، مشيرًا إلى أن الرئيس توجه إلى الجزء النقدي من الإعلام، ولم يلتفت إلى إعلام «الجن والشعوذة والإثارة»، قائلًا: "أي إعلام اللي حضرتك بتنقده، اللي بيشوف مشاكل الشعب والبلد وبيتناقش مع الرئيس، ولا إعلام المكالمات المسجلة والسيديهات والتخوين". ووجه الإعلامي محمد شردي، رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب إنتهاء خطابه قائلًا: "مش كل الإعلاميين بينتقدوا، فيه اعلامين بيدعموك لدرجة أننا بنتعرض للإهانة والشتيمة"، مؤكدًا على إيمانهم بضرورة دعم الدولة وليس النظام، على الرغم من وجود فصيل سياسي داخل الدولة، ينظر إلى هذا الدعم على أنه تمجيد في الشخص الذي يحكم، مستنكرًا إعتبار البعض أن هذا الدعم هو عودة للنظام القديم قائلا: " أحنا عمرنا ما هنسمح بعودة النظام القديم مرة أخرى ولا الرئيس نفسه هيسمح بده". وناشد «الشردي» الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة معالجة الإعلام الذي تقع مسئوليته تحت يديه مثل ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامي والصحف القومية، ووضع انضباطات وقواعد تحكم سير المؤسسة. وخاطب الإعلامي سيد على، الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا: "خالد أبو بكر لا يحسب على الإعلاميين، ده ظهر بعد 25 يناير وبدأ في الظهور في عدة برامج حتى إنتحل صفة صحفي"، مستنكرًا قيام المكاتب الرسمية بدعوته إلى عدد من الإجتماعات الرئاسية، بصفته إعلامي على الرغم من عدم تواجد بعض الإعلاميين المحترفين، وأشاد الإعلامي سيد على ب «أدب» الرئيس السيسي قائلًا: " أنا كتبت قبل كده ان الرئيس في شدة الأدب لدرجة إن بعض الزملاء قالوله إغضب يا ريس". وطالب الإعلامي عمرو أديب بضرورة سن قوانين تحكم العمل الإعلامي، ومعاقبة كل من يتطاول بالسب أو القذف في إحدى البرامج أو الصحف، مشيدًا بذكاء الرئيس عندما قال «أنا هشتكي للشعب منكم»، قائلا: "الرئيس ذكي وعارف تأثيره على الشعب أكتر مننا، ولو شاور للشعب على واحد الشعب هيقطعه ويرفصه". واستنكر «أديب» توجيه الرئيس حديثه للإعلاميين كافة، وأخده العاطل بالباطل، مشيرًا إلى أن الإعلام رغم خطأه ولكنه كان له انجازات خلال السنوات الماضية بعد الثورة، مضيفا: " لو حضرتك عايز الشعب يفقد الثقة فينا يبقى هنقول على الدنيا السلامة ولو أي حاجة حصلت مش هيبقى لينا تأثير بعد كده". وأبدى الإعلامي يوسف الحسيني اتفاقه مع الرئيس، بأن جملة خالد أبو بكر لم تكن موفقة وليست في محلها، ولكنه انتقد تعليق الرئيس عليها قائلا: "احنا انتقدنا مرسي لما كان بيعلق وبالطبع الفرق شاسع بينك انت رجل وطني مخلص مهذب وهذا الكذاب الخائن، ولكن لا رئيس مصر أرقى من أن يعلق على ما يتداوله الإعلام والصحافة"، مطالبًا الرئيس بعقد إجتماع بقصر الإتحادية يضم عدد من الصحفيين والإعلاميين الحقيقين، لكشف الحقائق كلها والوصول لأرضية مشتركة، تصل بالنهاية لخلق إعلام وطني يريد مساندة البلد، ورئيس وطني مخلص يريد النهوض بالبلد، مضيفًا أن الرئيس لا يعلق على إعلام السب والقذف بأكثر من كلمة «لا يليق» لأن «أدبه يكسف».
