قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه اتصل هاتفيا أمس الاثنين، مع ممثل الجامعة العربية في ليبيا، والذي شرح له الصعوبات التي يواجهها الموقف هناك، مشيرا إلى الاجتماع المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما، حول الوضع في ليبيا بمشاركة الصين، بهدف بحث وسائل الضغط التي يمكن ممارستها على الأطراف المختلفة لحل الخلافات فيما بينها بأقرب وقت ممكن، ونقل الوثيقة التي تم الاتفاق عليها إلى حيز التنفيذ. وأضاف «العربي» في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، الثلاثاء، أنه كان يُفترض أن يعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أمس الأول الأحد، التشكيل الوزاري للحكومة الليبية، وفقا لإتفاقية الصخيرات التي منحت المجلس الرئاسي الذي اختار تونس كمقر مؤقت له، مهلة شهر لتشكيل حكومة وفاق وطني. وأكد على التحديات التي تواجه توحيد الفصائل والجماعات المسلحة التي تتنافس على السلطة في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في العام 2011، وتخشى الأوساط السياسية الليبية استمرار تعثر المشاورات حول تشكيل هذه الحكومة وعودة الأزمة للمربع الأول. وفيما يتعلق بإمكانية قيام الصين بلعب دور وساطة في الأزمة الإيرانية – السعودية، أوضح الأمين العام للجامعة العربية أنه تم طرح هذا الموضوع خلال اللقاء الذي جمعه منذ إسبوعين مع نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ، لافتا إلى أنه تلقى منه رسالة بهذا الصدد، وأنه بدوره نقلها إلى الأطراف العربية المعنية. وأشار إلى اجتماع الدول العربية في 10 يناير الماضي، والذي تقرر في ختام الاجتماع بتكليف الأمين العام للجامعة بالاتصال بأربعة دول عربية وهي المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لتشكيل سياسة تجاه التدخلات الإيرانية في المنطقة، موضحًا أن الدول العربية ستعقد اجتماعا قريبا جدا بحضوره لبحث الموضوع، وأنه أبلغ الدول الأربعة بفحوى رسالة «مينغ». وأشاد «العربي» بالدور الصيني في التوصل للاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن أي محاولة يمكن أن تقوم بها الصين فيما يتعلق بالملف النووي الإسرائيلي، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ستكون مسألة مهمة جدا للدول العربية ومحل ترحيب. وأردف قائلا: «كل ما يطلبه العرب الآن والذي تقدمت به المجموعة العربية للطاقة الذرية في فيينا هو أن يخضع البرنامج النووي الإسرائيلي للاشراف الدولي ،كما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بإيران، متابعًا: «الدول العربية على مر سنوات تحاول في أمرين، الأول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن إنشاء هذه المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط أمر مهم جدا لجميع دول المنطقة وأيضا للسلم والأمن الدولي، والأمر الثاني الذي تعمل عليه الدول العربية هو وضع المفاعل النووي الإسرائيلي تحت الإشراف الدولي»، معربا عن أمله في أن تلعب الصين دورا مهما في هذا الموضوع. وكانت الرياض قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في الثالث من يناير الجاري بعد هجمات نفذها متظاهرون غاضبون في إيران على السفارة والقنصلية السعودية احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر ضمن 47 شخصا ادينوا بالارهاب في المملكة، وعلى أثر القرار السعودي قطع عدد من الدول العربية أو خفض العلاقات الدبلوماسية مع طهران. ومن المفترض أن يلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة بجامعة الدول العربية بعد ظهر الخميس المقبل، بحضور المندوبين الدائمين للدول العربية بالجامعة، كما يعقد لقاء مع الأمين العام للجامعة، ويأتي ذلك في إطار جولة يقوم بها الرئيس الصيني لكل من المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال الفترة من 19 – 23 يناير الجاري. وتعد زيارة الرئيس شي للقاهرة هي الأولى لرئيس صيني منذ 12 عاما، وهي الأولى له لمنطقة الشرق الأوسط.
