توجت مجلة «تايم» الأمريكية، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بلقب «شخصية عام 2015»، معتبرة أن هذا العام كان فارقا فى حياة «أم اللاجئين» أكثر من غيره، لأنه العام العاشر لها فى حكم ألمانياالمتحدة، فضلا عن كونها القائد الأكثر تأثيرا والأكثر ازدهارا فى أوروبا. وُلدت أنجيلا كاسنر (61 عاما) فى 17 يوليو 1954، وعاشت أول 35 عاما من حياتها فى برلينالشرقية، حيث كانت أول ذكرى سياسية لها هى بناء «سور برلين» فى 1961، والذى قسّم ألمانيا وقتها، لتشعر مثل 17 مليون مواطن كانوا يعيشون فى الشرق حينها بأنها تعيش بين جدران قلعة. عندما سقط سور برلين عام 1989، جمعت ميركل الصفات المزروعة فيها بحكم ولادتها فى الجانب الشرقى، من الصبر والرقّة والصرامة الفكرية والحملة الشرسة غير الواضحة، لا لتغير حياتها فقط، ولكن لتغير مجرى التاريخ. استطاعت أول امرأة تحكم ألمانيا من إدارة كارثتين وجوديتين وقعتا فى 2015، وكان من شأن كل منهما أن ينهى الاتحاد الأوروبى الذى حفظ السلام فى القارة العجوز على مدى 7 عقود، ولكن ميركل تمكنت من الحيلولة دون سقوط عملة اليورو المتداولة بين دول الاتحاد، والتى أثارتها دولة اليونان خلال أزمة الديون التى تفاقمت فى منتصف العام الحالى. أما الكارثة الأخرى والتى كان لها وقع أكبر على دول أوروبا، هى أزمة المهاجرين الذين طرقوا أبواب القارة العجوز فى بداية الصيف الماضى، ولكن حكومة ميركل فتحت أبواب بلادها أمام اللاجئين، لتغامر بمستقبل الاتحاد فى خطوة اعتبرها المراقبون إما ستنقذ أوروبا أو تنهى عليها تماما. يشار إلى أن «تايم» رشحت 59 شخصا لتصويت الجمهور على لقب «شخصية العام»، ثم تم تصفيتهم فى قائمة مصغرة تضم 8 مرشحين بينهم ميركل، وأبرزهم الرئيس الإيرانى حسن روحانى، والمرشح الجمهورى فى سباق الرئاسة الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم تنظيم «داعش» المتطرف أبوبكر البغدادى.
