يتمتع الفنان السعودى الكبير عبادى الجوهر بموهبة كبيرة ليس فى الغناء فقط لكنه يمتلك رصيدا هائلا من الأعمال الملحنة سواء لنفسه أو لنجوم الغناء الآخرين إلى جانب ذلك فهو يعزف على آلة العود بدرجه كبيرة من الاتقان تجعله احد اهم العازفين فى العالم العربى، فى السعوديه يعتبرونه الضلع الثالث لنجوم الغناء بالمملكة مع محمد عبده والراحل الكبير طلال مداح. أكثر ما يميز عبادى الجوهر هو محاولاته المستمرة للتطوير، فعبادى حضر للقاهرة هذه المرة بشعور مختلف ووسط أجواء احتفالية كبيرة فهو هذه المره قادم لكى يحمل من مصر أهم شهادة علمية وهى الدكتوراه الفخرية من أهم مؤسسة علمية معنية بالفن فى العالم العربى وهى اكاديمية الفنون . حول تلك المشاعر التى صاحبت اختياره لنيل هذه الدرجه العلمية وأشياء أخرى دار هذا الحوار. فى البداية قال الجوهر: سعيد جدا لأن هذا التكريم لم يهد فقط للفنانين، لكنه تقديرا لدول الخليج المملكه العربية السعوديه والكويت والامارات متمثلا فى فنانيها وهو وسام على صدورنا جميعا خاصة انها شهادة قادمة من صرح كبير كل فنان عربى تمنى ان يلتحق به للدراسه فما هو بالنا ونحن نحصل منه على درجة الدكتوراه، وعندما يأتى التكريم من «أم الفنون» مصر فهذا يكون له مردود، ولابد هنا الا اخفى سعادتى ان اكرم ايضا بجوار السيدة العظيمه شادية صاحبة التاريخ العريق وهذا أعطى للاحتفالية شكلا وهذا دلالة ان مصر لا تنسى ابدا أبناءها جميعا سواء المصريون أو من ابناء الوطن العربى وهذا دور مصر الدائم والرائد فى جميع المجالات، فعلا اعتز كثيرا بهذه الشهادة واتصور انها ستكون فى ابرز مكان بقلبى والاحتفاء بها لا يمثله أى احتفال آخر. واضاف عبادى هذا هو التكريم الثالث لى من مصر فى فترة قصيرة الصيف الماضى كان التكريم من مهرجان الإسكندرية للأغنية العربية وفى دار الأوبرا المصرية قبلها ايضا واعتبر نفسى من المحظوظين فى 2015 لان مصر تتذكرنى . واضاف بمجرد أن تم إبلاغى بالخبر فكرت سريعا فى كيفية أن أرد جزءا من جميل هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعا وكان القرار هو ان اقدم اغنية خاصه تحكى قصه عشقى لمصر واهلها، وبالفعل طلبت من الشاعر سعود سالم كتابة اغنية تحية من المملكه العربية السعودية لجمهورية مصر العربية من ألحانى وتوزيع امير عبدالمجيد وكلماتها تعكس مشاعرنا تجاه هذا البلد الكريم فكتب «مصر آيات فى كتاب.. مصر قلبى فيها داب». وقال عبادى قدمت عددا من الأغنيات باللهجة المصرية كان آخرها على خشبة دار الاوبرا المصرية التى اعتز جدا بالوقوف عليها وقدمت دويتو رائعا من كلمات حسين السيد مع المطربة امال ماهر وغنيت ايضا من قبل من كلمات حسين السيد وعبدالسلام امين وألحان محمد الموجى وشاركت فى اغلب الاحتفالات الوطنية، واتمنى ان يكون هناك اعمال اتعاون فيها واقدم ألبوما كاملا بلهجة والحان مصرية فانا احييت العديد من الحفلات فى مصر وكانت كلها تحقق نجاحا كبيرا. واضاف: منذ وصولى لأرض مصر وهناك حفاوة كبيرة من الجمهور المصرى الذواق وهو جمهور معروف عنه بحب كل ما هو جميل سواء غناء أو الحانا أو عزفا وعندما اقابل المصريين فى الخليج أو أى دوله افاجأ انهم يعرفون اغانيه واتعجب من ذلك رغم انها بلهجة خليجية خاصة واتصور ان التقنية الحديثة خلقت سهولة فى التواصل بين الفنانين والجمهور ولذلك اصبحنا اكثر انتشارا بالاضافة لأن القنوات الفضائية ايضا سهلت علينا الانتشار ومصر تحديدا مهمة لكل فنان عربى وشهادة التميز دائما تخرج منها. وانا عشت بمصر فترة طويلة اكثر من 45 عاما وانا اتردد عليها، ولم انقطع عنها منذ عام 1970 أحب طيبة ومشاعر وإحساس اهلها بالاشياء، ولى صداقات وعلاقات كثيرة بها، زرت كل اماكن مصر . وعن جديده قال أجمع الآن قصائد ألبوم جلسة عود منذ شهرين والمختلف فيه اننى اعتمد فيه على جلسة مسجلة كلها من الألحان على آلة العود. وقال أنا سعيد بردود فعل البومى الجديدو سعادتى ان الالبوم يأتى فى ظل انهيار صناعة الموسيقى و الاغنية فى العالم، ولكن الامل الآن فى الثورة الجديدة التى يشهدها العالم فى طريقة بيع الالبومات من خلال «آى تيونز» وغيره من المواقع التى تروج للاعمال الغنائية. بدلا من طرح مجموع الاغانى فى ألبوم واحد، واعتقد انها طريقة جيدة لتطوير الاغنية . وعن رأيه فى مستوى ما يقدم الآن من غناء فى عالمنا العربى، قال هناك اعمال جادة ومحترمة لبعض الفنانين يبذلون فيها جهودا كبيرة لكى تخرج بشكل محترم، ولكن هناك الكثير من الاعمال الكارثية ولذا أطالب الفنانين فى العالم العربى على الاهتمام بالغناء الجاد، وطالما هناك فنانون ملتزمون بتقديم الجيد والأداء الراقى سيظل الوطن العربى يقدم ما يتناسب مع حضارته وتراثه الغنائى الكبير الذى توارثناه من جيل إلى جيل، ومهما انتشر غناء هابط لن يدوم لأننا شعوب تبحث عن الافضل والجيد دائما الذى يتناسب مع عاداتها وتقاليدها .
