أعلن رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي الخميس أن مصفاة بيجي أكبر مصفاة في العراق "ليست مهددة" رغم الهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" الذي دخل إلى بعض أقسام الموقع. وقال ديمبسي أمام صحفيين إن مقاتلي تنظيم داعش "اقتحموا المحيط الخارجي" للمصفاة الشاسعة وأن مقاتلات التحالف الدولي تركز غاراتها الجوية وطلعاتها الاستكشافية فوق المنطقة. وتابع أن "المصفاة نفسها ليست مهددة حاليا.. لكننا نركز قسما كبيرا من جهود الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والدعم الجوي هناك". وأعلنت القيادة العسكرية التي تشرف على الغارات الجوية أن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة شن ثماني غارات بالقرب من بيجي الأربعاء والخميس. وأقر مسؤولون عراقيون الأربعاء أن التنظيم الجهادي سيطر على بعض الطرقات والمباني في موقع المصفاة والناشطين يختبئون بين خزانات الوقود مما يزيد من تعقيد أي هجمات مضادة للقوات العراقية. ولدى سؤال ديمبسي حول هجوم تنظيم داعش على الرمادي (غرب) قال إن مصفاة بيجي لديها أهمية استراتيجية كبرى. وتابع "بالطبع من الأفضل ألا تسقط الرمادي لكن ذلك لن يكون معناه انتهاء الحملة العسكرية". وأضاف أن المعارك في الرمادي أثارت أزمة إنسانية وأدت إلى نزوح لاجئين إلى بغداد. وأكد أن بيجي تنطوي على أهمية كبرى بالنسبة إلى البنى التحتية النفطية للبلاد وأن جهود التحالف تركز عليها. وقال ديمبسي "بمجرد أن يستعيد العراقيون السيطرة الكاملة على بيجي سيشرفون عندها على كل البنى التحتية النفطية في الشمال والجنوب مما سيحرم تنظيم داعش من الدخل الناجم عن النفط". وحاول المقاتلون الجهاديون مرات عدة السيطرة على المصفاة في الشهور العشرة الماضية إلا أن قوات الأمن العراقية ردت هجماتهم. وتقع المصفاة على مقربة من مدينة بيجي التي سيطر عليها التنظيم في يونيو، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة عليها في نوفمبر، بدعم من طيران التحالف. إلا أن التنظيم تمكن منذ ذلك الحين، من استعادة بعض المناطق في المدينة التي ما زالت تشهد معارك بين الطرفين. وكانت المصفاة في السابق تنتج نحو 300 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميا، ما كان يلبي زهاء نصف حاجة البلاد. وتباحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استراتيجيات عسكرية مع مسؤولين أمريكيين خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع وكان أشار إلى أن القوات الحكومية ستركز على مهاجمة التنظيم الجهادي في محافظة الأنبار (غرب). وأضاف ديمبسي أن الولاياتالمتحدة تراقب تقارير حول أعمال نهب أو فظائع محتملة تقوم بها بعض الميليشيات العراقية خلال معركة استعادة السيطرة على تكريت. وقال "في الوقت الحالي ليس هناك أدلة بحصول نشاط على نطاق واسع"، لكن "هناك بعض الحالات المنعزلة الممكنة"، ربما في قرية جنوب تكريت. وتابع أن السلطات العراقية فتحت تحقيقا حول ما حصل خلال الهجوم على تكريت وبعده. ومضى ديمبسي يقول إنه إذا تبين أن وحدة ما قامت بانتهاكات فإن الولاياتالمتحدة ستوقف دعمها لتلك الوحدة. وأضاف أن العبادي "أعلن أنه يتحمل مسؤولية التحقيق". واوضح "عندما يسيطر العراقيون كليا على المصفاة سوف يشرفون على جميع المنشآت النفطية في شمال وجنوب البلاد وسوف يمنعون تنظيم الدولة الاسلامية من الحصول على عائدات نفطية".