قال مركز البحوث الجوالة للأبحاث الاجتماعية والسياسية إن انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية وراءه خمسة أسباب، مشيرًا إلى أن الحزب الحاكم لن يستطيع أن يتسلم السلطة بالبلاد كحزب منفرد في حال تحقيق حزب الشعوب الديمقراطية الكردي نجاحا في الانتخابات البرلمانية القادمة المقرر لها 7 يونيو من خلال اجتيازه الحد النسبي 10% المفروض على الأحزاب السياسية التي تخوض الانتخابات التشريعية بالبلاد. ونقلت صحيفة وطن التركية عن المركز في استطلاع للرأي أجراه في بداية مارس الجاري أن حزب العدالة والتنمية سيحصل على نسبة 39.3% في حال توجه تركيا يوم الأحد القادم للانتخابات العامة، فيما سيحصل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد، على 29.6%، والحركة القومية اليميني على 17.7%، والشعوب الديمقراطية الكردي على 11.4%. وأكد 71.17% من المشاركين في البحث المعد في 36 محافظة وبمشاركة 4860 مواطن رفضهم تحويل نظام البلاد من البرلماني إلى الرئاسي. وأوضح المركز أن هناك خمسة أسباب أدت لانخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية، وأولها هو أن ناخبي الحزب في مدن جنوب شرقي تركيا ذات الأغلبية الكردية ستصوت لصالح حزب الشعوب الديمقراطية في الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث حصل الحزب الحاكم على نسبة 36% من أصوات الناخبين الأكراد في هذه المدن، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطية على نسبة 50% من أصوات الناخبين الأكراد في نفس المناطق. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن مرشح حزب الشعوب الديمقراطية عن مدينة مرسين، دنغير محمد فيرات، والذي كان أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية في الماضي، هو السبب الرئيسي لعودة الناخبين الأكراد لحزبهم الشعوب الديمقراطية والتصويت لصالحه. أما السبب الثاني، فقد أكد 68.7% من ناخبي حزب العدالة والتنمية أن حزبهم الحاكم ارتكب أخطاء عديدة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وأهمها الجلوس على طاولة المفاوضات مع قياديي منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية في إطار عملية السلام الداخلي، ثم تبع ذلك فضيحة الفساد والرشاوي، إضافة إلى الفشل في التوصل لخفض معدل البطالة، إلى جانب إنشاء قصر رئاسي جديد رغم المصاعب المالية التي يعاني منها الشعب، وكذلك فرض ضغوط على وسائل الإعلام والتدخل في السلطة القضائية، ودفع البلاد في اتجاه استقطاب حاد. والسبب الثالث هو أن 65.8% من ناخبي حزب العدالة والتنمية يرون أن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ليس شخصية محايدة ويتدخل بشكل متواصل في إجراءات حكومته. وفيما يتعلق بالسبب الرابع، يرى 67.1% من ناخبي الحزب الحاكم أن منظمة حزب العمال الكردستاني لم تتخل عن السلاح، كما دعا زعيم المنظمة عبد الله أوجلان من محبسه بجزيرة إيمرالي في منطقة بحر مرمرة، إلا بعد الحصول على وعود كبيرة من الحكومة، وهو ما أدى إلى حالة من عدم الارتياح داخل الحزب الحاكم واستياء في أوساط أنصاره. أما السبب الخامس وراء انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية فيعود لفرض رئيس الجمهورية ضغوطا على المواطنين لتحويل النظام البرلماني الحالي إلى نظام رئاسي، وهو أحد أهم الأسباب وراء انخفاض شعبية الحزب الحاكم لأن الظروف التي تمر بها تركيا في الفترة الحالية ليست ملائمة لتغيير نظام الحكم بالبلاد.