قال رجل الأعمال نجيب ساويرس إنه دخل السياسة بعد ثورة يناير 2011 لأنه رأى أن جماعة الإخوان المسلمين لن تكون ديمقراطية وسوف يخلطون الدين بالسياسة وستحدث فوضى كبيرة. وأوضح ساويرس في حوار مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن قناة "أون تي في"، كانت "الخنجر والسيف" ضد الإسلاميين، وبعد عزل الإخوان لا يزال يعمل في السياسة لأنه يريد أن يتأكد أنه سيتم بناء الاقتصاد المصري بالطريقة الصحيحة. متحدثًا في الفترة التي تسبق انطلاق مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري غدًا الجمعة، يقول ساويرس إنه لأول مرة منذ ثلاث سنوات على استعداد للاستثمار في بلاده، بما يصل إلى 500 مليون دولار في البنية التحتية والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية. كما يوسع ساويرس مصنع للسكر يمتلكه في جنوب مصر، وينظر في بدء "استثمار كبير" في المواصلات العامة، وسيحصل على تراخيص النقل النهري عند عرضهم، مضيفًا "انتظرنا حتى أصبح هناك نظام مستقر ومنفتح ولديه رؤية اقتصادية واضحة". ويرى ساويرس أن الإخوان كانوا ينشئون "نظام فاشي" ديني كان يجب إيقافه، موضحًا معرفته بأنه مستهدف من قبل المتشددين الإسلاميين "وجدت رسائل تضع اسمي على قائمة الاغتيالات، لدي دليل كافٍ". بالنسبة لساويرس تعتبر شركة "يورونيوز" الإعلامية الفرنسية – التي حصل على حصة فيها مؤخرًا - جذابة "لأنها أكثر القنوات الإخبارية المحايدة في أوروبا والعالم الغربي". ومثل العديد من المعارضين للإخوان في مصر، يرى ساويرس أن تغطية وسائل الإعلام الغربية لعزل الإسلاميين كانت منحازة بدرجات متفاوتة. ولكن ينفي ساويرس أي نية لاستخدام استثماره في «يورونيوز» للتأثير على الخطاب الدولي عن الإسلاميين، موضحًا أن اهتمامه في الأساس كمستثمر منجذب إلى الخطة الجديدة لأعمال القناة. ويقول ساويرس "ستكون التحديات أكثر تركيزًا على العالم الرقمي والإعلام الاجتماعي، والتوسع بلغات أخرى، وتجديد العلامة التجارية، وتقديم المزيد من البرامج السياسية التي لا يمتلكونها". وعلى الرغم من عدائه تجاه الإخوان الذي يلقي اللوم عليهم فيما يتعلق بأعمال العنف في البلاد، لا يزال ساويرس منزعجًا مما يعتبره "مطاردة الساحرات" ضدهم في مصر. ويصر ساويرس أن وسائل الإعلام المحلية الخاصة به كانت دائمًا عادلة وموضوعية، موضحًا أنه لم يطلب من أي شخص الرحيل من قناة "أون تي في"، وذلك فيما يخص اختفاء المنتقدين وتغطية حقوق الإنسان والمذيعين الذين يتحدون الدولة. يضيف ساويرس "لقد ضاق الناس ذرعًا من الثورة وحقوق الإنسان والمظاهرات والإضرابات، لا يمكنك أن تلوم الناس على التركيز في حياتهم، ولقمة عيشهم ووظائفهم واقتصادهم". كما تحدث ساويرس عن دعمه للمذيعة ليليان داوود التي تواجه حملة من الانتقادات لكتابتها تغريدة تدعم النشطاء العلمانيين الذين صدر ضدهم أحكام بالسجن لمخالفتهم قانون التظاهر. وقال ساويرس "أريد من الحكومة حماية حرية التعبير وحرية الشباب في التعبير عن آرائهم حتى إن لم تعجبها، أريد أن أرى انتخابات بدون تدخل، وأن يتم تشكيل الحكومة القادمة بموافقة وإدراج جميع الآراء السياسية". ويرى ساويرس أن هناك أدلة على عودة المنهجيات القديمة، مع محاولة الدولة هندسة التحالفات قبل الانتخابات البرلمانية التي أُجلت مؤخرًا، ولكن من المتوقع إجراؤها خلال شهور. ويعترف ساويرس بأن حزبه "المصريين الأحرار" دخل إحدى هذه القوائم الانتخابية رغم وجود تحفظات، ولكن "نحن لا نريد التصادم، الذي نؤمن أن حدوثه الآن في مصر سيكون له نتائج عكسية". ويختتم ساويرس بالقول "نؤمن أن الكفاح في مصر عن الاقتصاد وسوف نساعد في هذا الاتجاه، ولكننا لا نقف في صالح التصادم والنزاعات".