قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، خلال حوارها مع رجل الأعمال نجيب ساويرس إنه ليس من طابع رجال الأعمال المصريين الخوض في الجدل السياسي خاصة لو كان من أقلية مثل الأقباط. وأضافت "ساويرس الملياردير الذي بنى إمبراطورية الاتصالات الممتدة من الجزائر إلى باكستان، قبل بيعها إلى شركة روسية عام 2011، خاض أكبر مغامرة في حياته عندما عارض حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر قبل عامين ولعب دورا نشطا في سقوطها". وقال ساويرس في مقابلة مع الصحيفة إنه "دخل الحياة السياسة بعد ثورة عام 2011، لأنه رأى أن جماعة الإخوان كانت تسير في طريق غير ديمقراطي وستخلط الدين بالسياسة، ما يؤدي إلى فوضى كبيرة ". واعتبر أن حزب "المصريين الأحرار" الذي أسسه، كان في طليعة جهوده الحشد ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي عزله الجيش من منصبه في يوليو 2013 على خلفية احتجاجات ضخمة ضد حكمه بينما كانت قناة "أون تي في" هي الخنجر والسيف ضد الإسلاميين". وتابع: "ظللت منخرطًا في الحياة السياسية بعد عزل مرسي، وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة، لرغبتي في "التأكد من بناء الاقتصاد المصري على النحو الصحيح". وحول المؤتمر الدولي الذي ستضيفه مصر نهاية هذا الأسبوع، قال ساويرس "للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات أشعر بأني مستعد للاستثمار في بلدي بحوالي 500مليون دولار في البنية التحتية والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية". وأكد ساويرس اعتزامه توسعة مصنع السكر في جنوب مصر، مبديًا اهتمامًا بالاستثمار الكبير في وسائل النقل العام، واعدا بالحصول على تراخيص النقل النهري إذا تم عرضها عليه، وقال "انتظرنا حتى يكون هناك نظام مستقر مفتوح يملك رؤية اقتصادية واضحة". ولفتت الصحيفة إلى أن تعديلات قانون الاستثمار أثارت مخاوف لرجال الأعمال مثل ساويرس الذين يريدون قوانين ملائمة للأعمال التجارية تضمن وفاء العقود مع الحكومة وتحجب رجال الأعمال عن السجن إذا فشلت مشاريعهم وخلفت ديون. وذكرت الصحيفة أن "ساويرس رد على بعض النقاد الذين رأوا أن عزل مرسي سيدفع مصر لتجريب الديمقراطية، مع إرساء القمع على واسع النطاق ضد جماعة الإخوان ومؤيديها، قائلا" الإخوان المسلمين كانت تبني نظامًا فاشيًا دينيًا كان لابد من وجود وقفه له". وقالت الصحيفة إن "معارضة ساويرس للإسلاميين خلال فترة حكم مرسي جلبت غضب الحكومة لعائلته منذ ذلك الحين، ففي مارس 2013 تعرض شقيقه ناصف رئيس شركة "أوراسكوم" للإنشاء والصناعة، البناء والأسمدة شركة عالمية لغرامة ضريبية تقدر تقريبًا ب 25 مليون دولار". وأضافت "تم حظر سفر شقيقه ووالدهما أنسي الرئيس السابق لشركة أوراسكوم للإنشاء عندما كانا خارج البلاد في ذلك الوقت وكان يمكن أن يتم القبض عليهما لو عادا". وقال ساويرس معلقًا "عائلتي توسلت لي بالبقاء صامتًا لكني لم أتراجع حتى عندما جاءت رسالة من السلطة بإسقاط التهم مقابل الصمت". وتابع "هناك اعتقاد بأن كل مصري مسيحي خائف وسوف يعطي الخد الآخر، لكن هناك بعض المسيحيين من أمثالي بما جاء في اليهودية أو الإسلام بأن العين بالعين والسن بالسن وإذا تعرضت للمهاجمة فسوف آخذ حقي". وعن رؤيته بأنه مستهدف من قبل المتشددين الإسلاميين، قال ساويرس بضحكة سخرية: "أنا لا أشعر بذلك بل متأكد فاسمي موجود على قوائم الاغتيال ولدي دليل كاف". وفيما يخص التغطية الإعلامية، رأى ساويرس أن انحياز وسائل الإعلام الغربية يتم بدرجات متفاوتة، نافيًا أي نية لتوجيه استثماره في قناة "يورونيوز" للتأثير على الخطاب الدولي حول الإسلاميين، مشيرًا إلى أن ما يجذب المستثمر هو خطة العمل الجديدة للقناة. وأضاف أن التطوير في منظومته الإعلامية سيكون أكثر تركيزًا على العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعية، مع التوسع بلغات أخرى إضافة لتجديد العلامة التجارية وتقديم برامج سياسية أكثر وهو ما ليس موجودًا". ورأت "فاينانشال تايمز" أنه على الرغم من كل هذا العداء الذي قدمه ساويرس تجاه جماعة الإخوان، فهو لا يزال منزعجًا بسبب ما وصفه ب "مطاردة الساحرات" ضده في مصر". وتابعت "ساويرس أصر على أن وسيلة إعلامه المحلية كانت عادلة وموضوعية، لذا تساءل: "لماذا هناك أصوات ناقدة ولماذا بدت تغطية حقوق الإنسان والمذيعين المعارضين للدولة مختفية إلى حد كبير من شاشة "أون تي في"؟. وقال" لم أطلب من أي شخص الحصول على إجازة، وقد طفح الكيل لدى الناس من الثورة، وحقوق الإنسان، والمظاهرات، كما ضاقوا ذرعًا بالإضرابات، لذا لا يمكنك أن تلوم الناس على التركيز في الخبز وحياتها، وعملها واقتصادها". من جهة أخرى، أبدى ساويرس إعجابه ودعمه للمذيعة اللبنانية لليليان داوود، حيث ينظر إليها على أنها واحدة ضمن القلة المحايدة المتبقية، مشيرًا إلى أنه كان هناك هدفا لتشويه سمعتها، مع دعوة لطردها من البلاد لدعمها النشطاء العلمانيين الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن لانتهاكهم قانون المظاهرات". وقال "أود من الحكومة أن تحمي حرية التعبير وحرية الشباب في الرأي حتى لو كانوا لا يرغبون في ذلك، كما آمل في انتخابات نزيهة ليس بها تدخل، وأرغب أن تتشكل الحكومة المقبلة بموافقة وإدراج جميع الآراء السياسية". واستطرد: "هناك أدلة على عودة النهج القديم مع الدولة في محاولة لإجراء تحالفات قبل الانتخابات البرلمانية، واعترف أن حزبي دخل إحدى هذه القائمة الانتخابية رغم تحفظاتها". وتابع "لم نكن نريد الصدام ونعتقد أن الصراع الآن في مصر سيسبب نتائج عكسية، ونعتقد أن المعركة في مصر حول الاقتصاد وسنذهب للمساعدة في هذا الاتجاه لكن الصدام والاضطرابات لا نفضله". http://www.ft.com/intl/cms/s/0/d5aa3aac-c70e-11e4-9e34-00144feab7de.html#axzz3U68yuFDh