قال رجل الأعمال نجيب ساويرس، إنه دخل الحياة السياسية بعد ثورة 2011، لشعوره أن الإخوان المسلمين سيصبحون غير ديمقراطيين، ويخلطون الدين بالسياسية، بما ينتهى بفوضى كبيرة. وأضاف ساويرس، في مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، الثلاثاء، أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تبني «نظاماً فاشياً»، وكان من الضروري إيقافه، وذلك تعليقاً على مشاركته في الاحتجاجات التي عزلت الرئيس السابق محمد مرسي. واعتبر مالك قناة «أون. تي.في»، ومؤسس حزب «المصريين الأحرار»، أن قناته كانت «خنجر وسيف» ضد أنصار مرسي، على حد قوله. وتابع: ظللت منخرطاً في الحياة السياسية بعد عزل مرسي، وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة، لرغبتي في «التأكد من بناء الاقتصاد المصري على النحو الصحيح». وأوضح أنه «مستعد حاليا، للمرة الأولى خلال 3 سنوات للاستثمار في بلاده في مجالات البينة التحتية والطاقة المتجددة واللوجستية، بما يُقدر بأكثر من 500 مليون دولار». وقال :«انتظرنا حتى يكون هناك نظاماً مستقراً لديه نظرة اقتصادية مفنتحة وواضحة». وأشارت الصحيفة إلى توسيع ساويرس لمصنعه لإنتاج السكر في جنوب مصر، ودراسته للدخول في «استثمار كبير» في مجال وسائل النقل العام والنقل النهري. كما لفتت «فاينانشال تايمز» إلى تعرض عائلته إلى مضايقات خلال حكم مرسي، إذ تعرض شقيقه ناصف، رئيس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، لغرامة ضريبية تقدر ب2 مليار دولار عام 2013، كما تم فرض الحظر على شقيقه ووالده أنسي، اللذان كانا خارج البلاد حينها وقال ساويرس للصحيفة البريطانية إن عائلته توسلت إليه لبيق صامتاً، لكنه لم يتراجع، حتى بعدما وصلت له رسالة من السلطات تقايضه بإسقاط هذه التهم إذا «التزم الصمت». وأضاف أن «هناك اعتقاد بأن كل المصريين المسيحيين خائفين وأنهم سيعطون خدهم الأيسر لمن يصفعهم على خدهم الأيمن، ولكن يوجد بعض المسيحيين أمثالي ممن يؤمنون بما جاء في الديانة اليهودية والإسلامية بأن (العين بالعين والسن بالسن)، لذا فإذا تمت مهاجمتي سأرد بما يليق في المقابل». وعن سؤاله عما كان يشعر بأنه مستهدف من الجماعات الإسلامية المسلحة، ضحك قائلا:«لا أشعر بذلك، بل أنا متأكد منه، فلقد وجدت اسمي ضمن قوائم الاغتيالات، فهل هناك دليل أكثر من ذلك» . ورأى ساويرس، الذي استحوذ مؤخراً على الحصة الأكبر في شركة قناة «يورونيوز» الأوروبية، أن «التغطية الإعلامية الغربية لعزل مرسي كانت متحيزة ضد مصر»، لكنه «نفي وجود أي نية لديه لاستخدام القناة الأوروبية للتأثير على الخطاب الدولي إزاء الإسلاميين، فهو بالأساس مستتثمر مالي لتطوير الخطة الاقتصادية للمكان». وقال إن التغييرات التي ستطرأ على القناة ستتمثل في التركيز على النسخة الرقمية، ووسائل الإعلام الاجتماعي، والتوسع في الإصدار بلغات متعددة، فضلا عن تجديد العلامة التجارية وتقديم المزيد من التقارير السياسية على نحو أكثر مما كان سابقاً». وعن ترك بعض المذيعين مما ينتقدون النظام الحالي لقناته، قال:«لم أطلب من أي شخص أن يأخذ أجازة». وأضاف:«الناس سئموا من الثورة وحقوق الإنسان والمظاهرات، كما ضاقوا ذرعاً بالاضطرابات، فلا يمكن لومهم للتركيز على حياتهم، وعملهم ووضعهم الاقتصادي». وأعرب عن دعمه للمذيعة اللبنانية في قناته ليليان داوود، التي تعرضت لانتقادات كبيرة على موقع التواصل الاجتماعي «توتير» لدعمها نشطاء علمانين صدرت ضدهم أحكام بالسجن لانتهاكهم قانون المظاهرات المثير للجدل. وقال ساويرس:«أود أن تحمي الحكومة حرية التعبير، وحرية الشباب في التعبير عن آرائهم حتى لو كنت لا أحبها». وأضاف:«كما أود أرى الانتخابات دون تدخل، فأنا أرغب أن تتشكل الحكومة المقبلة بموافقة جميع الآراء السياسية». وتابع:«هناك أدلة على (عودة المناهج القديمة) للدولة في محاولتها في تشكيل تحالفات قبل الانتخابات البرلمانية، التي تأجلت مؤخراً، على أن يتم استنائفها في غضون الشهور المقبلة». واعترف رجل الأعمال المصري أن حزبه شارك في الانتخابات على قوة إحدى القوائم الانتخابية رغم تحفظاته عليها. وقال«لم نكن نريد الصدام، لاعتقادنا بأن الصدام في مصر سيأتي بنتائج عسكية، فنحن نؤمن أن المعركة الحالية في مصر اقتصادية، وسنساعد في هذا الاتجاه، لكن الصدام والاضطرابات لن يفيد». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة