قال أحد مساعدي الرئيس اليمني، أمس الثلاثاء، إن عبد ربه منصور هادي تراجع رسميا عن استقالته بعد افلاته من قبضة الحوثيين الشيعة الذين كانوا يحاصرون مقر اقامته في صنعاء، وطلب من مختلف الوحدات العسكرية تلقي الاوامر منه فقط بصفته "قائدا اعلى للقوات المسلحة". في هذا الوقت، خطفت فرنسية (30 عاما) الثلاثاء في صنعاء. وقالت الخارجية الفرنسية ان مسلحين اعترضوا الفرنسية مع مرافقتها فيما كانتا تستقلان سيارة اجرة في العاصمة اليمنية واقتادوهما الى جهة مجهولة. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "نطالب بالافراج عنها في اقرب وقت، نسعى الى تحديد مكان وجودها"، فيما قال فرنسيسكو ايالا رئيس شركة الاستشارات الاميركية التي تعمل لديها الفرنسية ايزابيل بريم التي خطفت الثلاثاء في اليمن، انه كان يفترض ان تغادر الفرنسية اليمن "في غضون ايام". واوضح "ان ايزابيل كانت الاخيرة" من الموظفين الاجانب للشركة في اليمن و"كان يفترض ان تغادر في غضون ايام، وقال انها كانت متجهة بسيارتها الى العمل مع مرافقتها اليمنية حين تم توقيف السائق من قبل رجال يرتدون لباس الشرطة، وجرى كل شيء بسرعة . اوقفت سيارتان سيارتنا والرجال كانوا يرتدون لباس الشرطة". وجالت السيارة في المدينة ثم افرج عن السائق الذي ابلغ السلطات، وبحسب ايالا فان الخاطفين ارادوا الافراج عن اليمنية لكن هذه الاخيرة فضلت البقاء مع الفرنسية، واضاف "هناك اتصالات. لا يتم ابلاغنا، لكن وزارة الداخلية (اليمنية) تتولى الامر ونحن ننتظر". وبحسب موقع الشركة فان الفرنسية مستشارة متخصصة في التنمية المستدامة والاتصال. وكانت عملت في الاردنوفرنسا في قطاع الاتصالات وتطهير المياه. وكانت سرت معلومات في البدء ان الفرنسية تعمل لحساب البنك الدولي، غير ان المؤسسة المالية الدولية في بيان صدر في واشنطن ان "المواطنة الفرنسية والمواطنة اليمنية (المخطوفتين) ليستا من ضمن فريق البنك الدولي ولا من مستشاريه". وتسيطر ميليشيا "انصار الله" الحوثية على صنعاء. واغلقت غالبية الدول الغربية وبينها فرنسا سفاراتها في اليمن ودعت مواطنيها الى مغادرة البلاد. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء ان الدعم الايراني للمتمردين الحوثيين الشيعة "ساهم" في سيطرتهم على اليمن وانهيار الحكومة فيه، واكد امام اعضاء الكونغرس الاميركي ان دعم طهران كان "مهما" لميليشيا الحوثيين، وتدارك "ولكنني اعلم بان الايرانيين فوجئوا بالاحداث التي جرت ويأملون في ان يتم اجراء حوار". وكان الرئيس اليمني استقال في يناير بعد مواجهات استمرت اياما في صنعاء هاجم خلالها الحوثيون القصر الرئاسي وطوقوا مقر اقامته، وتمكن هادي من الفرار من مكان اقامته الجبرية التي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 يناير. وقدم استقالته بعد ذلك بيومين هو ورئيس الوزراء خالد بحاح في قرار كرس سيطرة الحوثيين الكاملة على صنعاء. وردا على هذا القرار، انكر الحوثيون في بيان على هادي اي شرعية، ودعوا الدول الاجنبية الى "عدم التعامل معه" مؤكدين ان القضاء اليمني سيلاحقه. وفور وصوله الى عدن التي تعد معقلا لانصاره، بدأ هادي ممارسة النشاطات السياسية واعتبر ان كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ احتلالهم صنعاء في 21 سبتمبر "باطلة ولا شرعية لها".