استمرارا لتعثر الموقف التفاوضى فى صنعاء لانهاء الأزمة السياسية التى أحدثتها سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثى) على العاصمة واستقالة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى وحكومته، انتهى اجتماع قيادات أحزاب اللقاء المشترك، أمس، دون التوصل لموقف محدد، ورجح رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك محمد الرباعى صدور الموقف النهائى من الأزمة اليوم، مع موعد انتهاء «مهلة الحوثيين» (الثلاثة أيام). وكانت ضغوط جماعة الحوثى دفعت أحزاب اللقاء المشترك إلى تعليق مشاركتها فى الحوار الرامى إلى احتواء تداعيات استقالة الرئيس هادى، الأمر الذى قد يدفع الجماعة إلى تنفيذ تهديدها بإحكام قبضتها على مقاليد الحكم فى صنعاء. فبعد يوم على إمهال جماعة «أنصار الله» التى يقودها عبدالملك الحوثى، القوى السياسية «ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ القائم فى سلطات الدولة»، طالب الحوثيون بدمج ميليشياتهم فى الجيش والشرطة كشرط مسبق للحوار، بحسب ما نقلته رويترز. كما أصر الحوثيون طيلة جولات الحوار التى عقدت برعاية مبعوث الأممالمتحدة، جمال بن عمر، على تشكيل مجلس رئاسى كبديل للرئيس، عبدربه منصور هادى، وسط رفض بقية الأحزاب التى تسعى لإقناع الأخير بالعدول عن الاستقالة. واتهم عبدالله نعمان، عضو الحزب الناصرى الذى انسحب من الحوار، الحوثيين باستغلال المحادثات كغطاء سياسى «لإكمال انقلابهم» الذى بدأ فى سبتمبر حين اجتاحوا صنعاء، قبل أن يستولوا على دار الرئاسة فى 20 يناير الماضى. ولا تقتصر الخلافات على جماعة الحوثى وأحزاب اللقاء المشترك، بل تعدتها إلى تباين بين الحوثيين وممثلى المؤتمر الشعبى العام بزعامة الرئيس السابق على صالح، الذى يتمسك بالعودة إلى البرلمان للبت فى استقالة هادى. فجماعة أنصار الله، التى يسيطر مسلحوها على صنعاء وعدة مناطق وترفض الاعتراف بشرعية البرلمان، باتت على بعد يوم من تكليف «القيادة الثورية بترتيب أوضاع الدولة» فى حال لم يتم «سد الفراغ القائم فى سلطات الدولة». وقال المحلل السياسى اليمنى، مجيب الحميدى، إن «معظم القوي السياسية فى اليمن تتصارع بصنعاء للحصول علي أكبر قدر من المكاسب مستغلة حساسية الوضع لابتزاز الوطن خاصة فى ظل سيطرة الحوثيين واستقالة الرئيس والحكومة». الحميدى، أوضح فى تصريحات ل«الشروق»، أن اصرار جماعة الحوثى على التمسك بموقف ما بعد أحداث سبتمبر (تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء)، وتعاون قوى أخرى معهم، يعقد من مشهد التوافق، ويقود إلى طريق هيمنة الميليشيات الشيعية بالهيمنة على اليمن ودفع البلاد نحو سيناريوهات الانفصال، أو الاحتراب الأهلى». ويعيش اليمن منذ أكثر من عشرة أيام بدون رئيس ولا حكومة ما زاد المخاوف من انتشار حالة فوضى معممة فى هذا البلد الذى يتحصن فيه «تنظيم قاعدة الجهاد فى جزيرة العرب»، وتطالب تيارات فى الجنوب بالانفصال عن الشمال.