- استهداف الصحيفة الساخرة زاد من ضغوط الدفاع والخارجية الفرنسيتين.. والإليزيه ينتظر مخرجات الحوار بين الأطراف الليبية - الجنوب الليبى يهدد ما أنجزته القوات الفرنسية فى مالى.. ومحلل سياسى ل«الشروق»: باريس تبحث الآن عن دعم دولى لخطتها فى الأول من يناير من مطلع العام الحالى، استقطبت تصريحات وزير الدفاع الفرنسى، جان ايف لودريان حول الأزمة الليبية الأضواء الإعلامية والسياسية لما حملته من تلويح مباشر بالتدخل العسكرى لحسم النزاع فى لبيبا، تلى هذه التصريحات تسريبات دبلوماسية فرنسية عن قرب التدخل الفرنسى فى ليبيا، إلا أن نفى الرئيس الفرنسى، فرانسوا أولاند، لهذه الأقاويل، وتأكيده على ضرورة الإفساح للحوار السياسى بين الأطراف المتصارعة بغطاء أممى، جاء ليدحض مساعى بعض الأطراف الداخلية الفرنسية، بالدفع نحو التدخل عسكريا فى ليبيا، بحسب تقارير فرنسية. إلا أنه، وإبان ضرب الإرهاب لقلب العاصمة باريس، واستهدافه صحيفة أسبوعية ساخرة (شارلى إبدو)، أعاد مجددا المداولات داخل الأروقة الرسمية الفرنسية، لا سيما فى وزارتى الدفاع والخارجية، لتزكية مطالب إقليمية وليبية بالإسراع فى خيار التدخل عسكريا، لاسيما بعد أن بات الجنوب الليبى مرتعا لجماعات التشدد والتطرف فى المنطقة، وفقا لما نقلته صحيفة لوموند الفرنسية. الصحيفة الباريسية تقول، إنه فى ظل دعم خمس دول فى منطقة الساحل الأفريقى (تشاد ومالى والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو) لعمل عسكرى فرنسى فى ليبيا (أعلنوا هذا رسميا خلال اجتماعها فى 19 ديسمبر فى نواكشوط)، لشل قدرات المجموعات المسلحة» فى ليبيا، حيث سهلت الفوضى قيام معاقل جهادية تقوض الجهود لتأمين استقرار المنطقة. تراهن أطراف فرنسية ومن بينها الإليزيه على الحوار السياسى الذى تقوده الأممالمتحدة بين الأطراف الليبية فى جنيف، لإيجاد حل سياسى كمخرج أخير للأزمة الليبية. إلا أنه وبحسب، صحيفة لوجورنال دى ديمنش، يبدو أن وزير الدفاع الفرنسى، جان إيف لودريان، غير متفائل بجدوى هذا الحوار أو بأى اختراق يمكن أن يتحقق عبر الدعوات المتعددة التى يطلقها المبعوث الأممى الخاص إلى ليبيا، برناردينو ليون، أو عبر الوساطات الإقليمية المعلنة أو السرية التى تجريها حاليا دول الجوار مثل الجزائر أو مصر. وإجمالا، وفقا، لما نشره راديو فرنسا الدولى، يبدو أن فرنسا تهيئ سياسيا وإعلاميا لحقبة ما بعد الوساطات الإقليمية والأممية فى ليبيا، إلا أن الإليزيه يسعى لوجود إجماع عربى وإقليمى وأممى على أى تحرك عسكرى مستقبلى فى ليبيا، أو على الأقل تنفيذ ضربات خاطفة لمعاقل جماعات التشدد فى الجنوب الليبى، الذى بات مهددا لما أنجزه التدخل العسكرى الفرنسى قبل عامين فى عمليات دحر المتطرفين فى شمال مالى. وفى آخر تصريحات لأولاند، فيما يتعلق بهذا الامر، قال الرئيس الفرنسى، الجمعة الماضية، إن «الإرهابيين فى بعض مناطق ليبيا، يهددون أمن المنطقة»، فى إشارة -على ما يبدو- إلى مسلحى جماعة «أنصار الشريعة»، و«تنظيم داعش»، الذى أعلن عن نفسه أخيرا فى البلاد، أن بلاده «ستتحرك على كل الصعد» لحماية أمنها القومى من «خطر الإرهاب». من جهته، اعتبر المحلل السياسى «فيصل جلول»، أن فرنسا لن تتدخل بشكل أحادى، مشيرا إلى أن التدخل فى ليبيا يحتاج إلى أكثر من مشاركة، لأن الأمر منوط بالمجتمع الدولى، وهو ما تسعى إليه باريس لدعم خطتها فى ليبيا. جلول، أوضح فى تصريحات ل«الشروق»، أن الحادث الذى تعرضت له صحيفة «شارلى إبدو» يفتح مقاومة الإرهاب فى عدد من الدول، مشيرا إلى أن ليبيا ستكون فى مركز الصدارة، بسبب تجمع الحركات الإرهابية فى جنوب ليبيا. مضيفا أن التدخل لن يكون قريبا، إلى أن يتشكل تحالف دولى واضح لخوض المعركة ضد الإرهابيين.